إذا كانت القرارات المصيرية في الحياة من اصعب المواقف التى تمر على أى شخص فهل يوجد اصعب من قرار إقدام شخص على الخضوع لسلسلة عمليات جراحية ليتحول جنسيا و تتغير حياته من النقيض للنقيض و يجد نفسه بعد أن كان محسوبا على عالم الاناث او الذكور قد اصبح جزءا من عالم آخر يسعى للاندماج فيه ليواجه مشاكل لا حصر لها تدفعه إلى الوقوف فى المنتصف بين العالمين ليواجه حالة من الندم قد تؤدى الى انتحاره.. الارقام و الاحصائيات تكشف عن خروج عمليات التحويل الجنسى من إطار الحالات الفردية النادرة او قليلة العدد لتتحول إلى آلاف الحالات فى العالم و خاصة فى اوروبا و امريكا و كذلك الدول الآسيوية ..و تؤكد كذلك أن تلك العمليات لم تعد تجرى بدافع طبى كما كان فى السابق عندما يرى الاطباء ان هناك خللا فى الهرمونات يجبر المريض على إجراء تلك العملية و انما ازدادت العمليات انتشارا بسبب إجرائها بناءً على رغبة المريض الشخصية دون وجود سبب حقيقى له.. دافع الجريمة منذ ايام قليلة طالعتنا الصحف العالمية على خبر إلقاء القبض على متهم بجرائم عديدة قرر التخلص من شبح السجن خاصة بعد تلقى حكم بالسجن 60 سنة مع الاشغال الشاقة إلا أنه نجح فى الهرب و لكى لا تطارده الشرطة مرة اخرى لم يقم بتغيير ملامحه و انما قرر الخضوع لعمليات جراحية ليتخلص تماما من هويته و يتحول إلى امرأة .. خطة المتهم الكولومبي جيوفانى ريبولودو لم تنته عند هذا الحد و انما استمرت ليقتحم عالم فتيات الليل و يصبح واحدا منهن و يمارس طريقتهن فى جمع المال بجانب السرقة و النصب و لكن فى ثوب امرأة و ألقت الشرطة القبض على المتهم بعد أن اوشى به صديقه وسط ذهول العالم بأكمله من قصته الغريبة التى تؤكد أن عمليات التحويل الجنسى اصبحت قرارا سهلا لدى الكثيرين و لديه دوافع متنوعة.. عمليات التحويل الجنسى لم تعد من الامور الصادمة للمجتمعات الغربية التى بدأت تناضل مؤخرا لمنح الشواذ حقوقهم و الوقوف وراء المتحولين جنسيا لمنحهم حقوقهم كاملة و هو الامر الذى ينذر بالخطر بالخارج من ازدياد عدد الحالات التى لا تجد رقيب او ممانع لها و اصبح المتحولون جنسيا من اشهر الحالات التى ترصدها الكاميرات دون انتقاد أو سخرية لتقف ضد العادات و طبيعة الحياة المتعارف عليها فى الشرق و الغرب على السواء .. تكره جمالها الاسابيع الماضية شهدت الصحف التركية و العالمية خبرا آخر حول قرار ممثلة تركية جميلة تدعى نيل ايركوكلار بالخضوع لعملية للتحول إلى ذكر كامل و كشفت عن قصتها للصحف التركية بالتفاصيل قائلة : "26 سنة كاملة ..عشت خلالها و انا ارفض حقيقة وجودى بين عالم الاناث و الفتيات ..بدأت المعاناة الحقيقية منذ بلوغى سن السادسة لاحظت اننى لا اميل إلى الفتيات أو ألعب العابهن .. كنت ارفض دور الانثى ..احمل بداخلى رجل او شاب فى جسد انثى ..اسير بطريقة رجالية و افضل الحديث إلى الذكور و استاء كثيرا من الجلوس بين الفتيات ممن يطالبوننى بالتعامل معهن و التوقف عن تقليد الرجال" ..و تستكمل نيل حديثها قائلة : "بمرور الوقت و السنوات بدأ احساس الرجل بداخلى يتحول إلى يقين ..لا اطيق جسدى الانثوى أو شكلى الذى يمدحه الآخرون فقررت الخضوع لعملية تحل مشكلتى بعد العرض على عدد من الاطباء النفسيين لم ينجحوا فى إخماد مشاعرى" انتهت تصريحات نيل التى تحولت إلى روزجار بعد إجراء سلسلة من العمليات انهت خلالها أى معالم انثوية كانت تتمتع بها لتقتحم عالم الرجال بعد شهرتها العالمية بسبب تلك العملية وسط صدمة الجميع بتركها جمالها لتتحول إلى شاب .. ندم و انتحار الارقام فى انتشار عالمى وسط تشجيع بدافع منح الحرية لكل من يطلبها دون الالتفات إلى حالات الانتحار المتنوعة التى تنجم عن إجراء عمليات التحويل الجنسى و دون التفكير فى عواقبها و آخر الحوادث وقعت منذ عدة اشهر لسيدة امريكية سقطت امام قطار بسبب ندمها على التحول إلى امرأة و عدم قدرتها على الاندماج فى المجتمع الجديد فاضطرت الى اتخاذ قرار سريع بالسقوط امام عجلات القطار و هو ما سجلته كاميرات المراقبة بالمحطة.. قصص المتحولين جنسيا تتصدر عناوين الصحف العالمية تحت اوصاف عديدة فى الاشهر القليلة الماضية اما عن لقب اجمل و اصغر متحولة جنسيا فحصلت عليه المراهقة الالمانية الشقراء كيم بيتراس و بدأت سلسلة العمليات منذ سن 12 سنة بناءً على طلب والديها بعد رفضها التعامل مع الذكور أو الانضمام لعالمهم و بدأت العمليات للتحول من تيم إلى كيم خلال اربع سنوات و نجحت العملية إلى حد عدم توقع احد أن تكون وراء تلك الملامح طفل او شاب فى الاصل.. اما لقب خاطفة الرجال الجميلة فحصلت عليه فتاة انجليزية و هى ايل شنيدر التى نافست الممثلة كيلى اوسبورن على قلب خطيبها لوك ورال و بالفعل نجحت فى الانتصار عليها لتصبح حبيبته المقربة اليه بالرغم من عدم استكمالها سلسلة جراحاتها لتصبح امرأة اقرب إلى الطبيعة.. الجميلة المزيفة وصل انتشار ارقام المتحولين جنسيا الى حد إقامة مسابقات خاصة لملكات جمال المتحولات جنسيا فى تايلاند و البرازيل التى شهدت اول حفل فى العالم من خلال منافسة 19 مشتركة على لقب ملكة جمال المتحولات فى البرازيل و جاءت تفاصيل الحفل متطابقة تماما مع الحفلات المعتادة إلا أن الصور كشفت عن اعتماد المشتركات على تناول و حقن الهرمونات و العمليات التجميلية لينافسن اشهر الجميلات و تكرر الحدث فى تايلاند و غيرها من الدول الاخرى.. مسابقات ملكات الجمال تعيد إلى الاذهان حادث المتسابقة الجميلة جينا تالاكوفا التى وصلت إلى نهائيات مسابقة ملكة جمال كندا لتفاجأ باستبعادها بعد اكتشاف تحولها الجنسى منذ 5 سنوات و هو الامر الذى دفع المسئولون عن الحفل إلى مقاضاتها بسبب تزويرها حقيقة امرها إلا انها اكدت أنها تشعر بمشاعر الانوثة منذ الولادة و توجت تلك المشاعر بسلسلة عمليات ادت إلى تحولها إى انثى و قررت الحصول على باقى حقوقها بالاشتراك فى المسابقة.. أسباب نفسية وعن الفروق بين ظاهرة التحول الجنسى فى مصر و العالم الغربى يجيب على تساؤلاتنا الدكتور عبد الحكيم دياب استشارى الطب النفسى و الذى يكشف عن مصادفته لأشخاص عديدين لهم علاقة بتلك الحالة و يسردون شكواهم التى تؤكد رغبتهم فى الخروج من عالمهم و الدخول فى عالم آخر ..اما المفاجأة فهى عدم وجود دوافع حقيقية او طبية لتلك الحالة و انما معظم الحالات تمتلك اسبابا نفسية فى مجتمعاتنا منها على سبيل المثال التعامل مع الابن بطريقة الانثى خوفا من الحسد او التعامل مع الفتاة على كونها رجل نظرا لرغبة الاب فى انجاب رجل يتحمل المسئولية من بعده و يظل الاب يمارس دوره فى تحويل الفتاة إلى رجل ليسعد بها فى المستقبل دون أن يعلم انها ستقع فى حيرة لاختيار دورها الحقيقى فى المجتمع فيما بعد .. و يضيف الدكتور عبد الحكيم دياب مؤكدا أن السبب الرئيسى فى عدم تحول الامر إلى ظاهرة فى المجتمعات العربية هو وقوف المجتمعات كعائق امام رغبة أى شخص يرغب فى إجراء العمليات و يحمل عبء مواجهة المجتمع بعاداته و تقاليده قبل إجراء العملية و هو الامر الذى يعتبر حماية للشباب و الفتيات قبل إقدامهم على هذا القرار الذى يجب أن يسبقه سلسلة من الجلسات مع أخصائيين نفسيين حتى لا يتهور المريض بإجراء العملية ثم يشعر بالندم لتكتمل فصول المأساة و تنتهى بالانتحار لأن المريض لن يجد حلا سوى ذلك..اما عن طرق مواجهة المريض فى حالة ملاحظة ميوله إلى عالم آخر فيجب على الاسرة و الاصدقاء أن يتعاملوا معه كمريض نفسى دون انتقاده أو ضربه ومساعدته فى العلاج ليعود إلى الحالة الطبيعية..