أجمع الخبراء الاستراتيجيون علي أهمية التعمير والاستثمار في علاج الخلل الديموجرافي الذي تعاني منه شبه جزيرة سيناء واشاروا ان عدد سكان سيناء يكاد لايذكر مقارنة بمساحتها الشاسعة والتنوع الجغرافي والبيئي الذي تتميز به مؤكدين ان سيناء لاتمثل فقط بوابة الامن القومي الرئيسية لمصر وانما كنز اقتصادي يكفل تحقيق نقلة اقتصادية لمصر خلال فترة وجيزة في البداية يقول اللواء محمود متولي - الخبير الاستراتيجي - انسيناء تمثل جزءا كبيرا من مساحة مصر وغنية بالثروات المختلفة، لكنها قليلة الكثافة السكانية، ومصر تعاني من مشكلة ديموجرافية، لان معظم السكان يتمركزون في منطقة الدلتا، موضحا انه آن الاوان لاعادة استغلال سيناء من اجل تنميتها وتحقيق التوازن السكاني واتاحة الفرصة للشباب، لذا يلزم إعادة تفعيل الخطط السابقة والتي تم وضعها عبر السنوات السابقة ،من اجل تنميتها، علي جميع المسارات الزراعية والصناعية والسياحية، موضحا ان تنمية سيناء سوف تحقق اهدافا استراتيجية لمصر، وفتح باب الاستثمار للاستفادة من ثروات سيناء ، مشيرا الي ان وسط سيناء يتمتع بمقومات الاستثمار التعديني اما منطقة جنوبسيناء فالسياحة فيها تعتبر عاملا رئيسيا لتنميتها، ويؤكد اللواء محمود علي ان الاستثمار يعتبر من اهم عوامل التنمية في منطقة سيناء، واضاف ان الركن الثاني هو الاستقرار الامني باعتباره اهم عوامل التنمية وجذب الاستثمارات مطالبا بتهيئة الجو الامني في سيناء للاستثمار والعمل بالتوازي جنبا الي جنب مع محور قناة السويس موضحا ان الحل لتنمية سيناء هو اخراج الخطط التي اعدت منذ سنوات ووضعت في الادراج، في العهود السابقة وتحديثها، مع تمويل المشروعات القابلة للتنفيذ، لان مصر تمتلك القوي البشرية بالاضافة الي رأس المال العربي والاجنبي ويشير الي اهمية ان تقوم وزارة الري بتحديث الخطط الزراعية علي ضوء المياه مع إقامة شركات مصرية تنتج فرص عمل للشباب، مطالبا توفر الشفافية مع عدم ان تحمل علي اي تيار سياسي. مطلب ملح اما اللواء عبد الرحمن سعيد- رئيس اكاديمية ناصر العسكرية فيقول ان تنمية سيناء اصبحت مطلبا ملحا مشيرا الي ان هناك نفقين تشيدهما القوات المسلحة الاول في الاسماعيلية والآخر جنوب بورسعيد ويضيف ان محور وسط سيناء مفتوح لعمل تجمعات زراعية وانتاجية ومصانع تخدم التنمية في سيناء وتستفيد منها ايضا القوات المسلحة ، مؤكدا ان تنمية ميناء العريش من اهم مقومات تنمية سيناء، ومن الممكن ان يصبح ميناء دوليا علي غرار ميناء بورسعيد ويفتح طاقة عمل جبارة بالاضافة الي رواج حركة التجارة العالمية، ويضيف ان تنمية سيناء من الداخل تتم عن طريق بناء مجتمعات سكنية ، موضحا انه ليس من المقبول ان يسكن سيناء نصف مليون مواطن فقط بل يجب ان يقطنها حوالي 5 ملايين مواطن، موضحا ان هذه المجتمعات السكنية تحرم أيا من الخارجين عن القانون من القيام بأي اعمال ارهابية في سيناء وبالتالي يتم القضاء علي التجمعات الارهابية والجهادية، وينشغل الناس بالانتاج ويتوقف تهريب المخدرات والسلاح، بالاضافة الي الاهتمام بترعة السلام للتنمية الزراعية. خير وفير ومن جانبه يقول اللواء صلاح عجمي قائد المنطقة ج ان سيناء زاخرة بمناطق سياحية دينية وعلاجية و تعدين، موضحا ان منطقة الشيخ زويد حتي رفح زاخرة بصناعات التعدين و الورش ، بالاضافة الي منطقة شرق التفريعة، اما القنطرة شرق فيوجد بها مناطق اثرية كثيرة وتدر مبالغ طائلة للقطاع السياحي، ويشير اللواء صلاح ان هناك وديان مياه قادمة من شمال سيناء تصب في منطقة العريش ومن الممكن ان يتم زراعة حوالي 600 الف فدان تبدأ من منطقة رفح حتي منطقة القصيمة، موضحا ان علي الجانب الاخر من هذا الشريط الحدودي لاسرائيل قامت باستزراعه بالكامل وتستخدم في زراعته هذه المياه المنحدرة من منطقة العريش ، بالاضافة الي انها تقوم بنقل المياه من بحيرة طبرية عن طريق مواسير واستزرعوا الاراضي الموازية للشريط الحدودي مع مصر، مطالبا مصر الاستفادة من هذه المياه في زراعة المنطقة، اما من منطقة رفح حتي بورفؤاد كلها منطقة تصلح للسياحة، بالاضافة الي بحيرة البردويل والتي يوجد بها افخم انواع الاسماك، مطالبا الحكومة إعادة النظر في جميع الخطط الاهتمام بالسفن والموانيء، مطالبا التحري لما يقال عن السيناوية لان البعض منه يقوم بتهريب الوقود والسلع والبشر، موضحا انه يتم تهريب الافريقي مقابل 2000 دولار، مؤكدا علي ان مصر لكل المصريين، فليس هناك سيناوي ونوبي فكلنا مصريون. اما وسط سيناء من القنطرة شرق حتي شرق مدينة السويس فلا وجد موارد بشرية ولكنها تعتمد علي التصنيع وتواجد مصانع الاسمنت ، ويشير اللواء صلاح الي ان هناك منطقة صالحة للزراعة علي طول 140 كيلو مترا بعرض 50 كيلو مترا لوجود مياه جوفية تصلح للزراعة، اما منطقة طابا والسواحل الشرقية حتي رأس محمد كلها منطقة ساحلية تتمتع بشعب مرجانية وبها كم كبير من الفنادق. وتضيف اكثر من 40 من دخل مصر السياحي، موضحا انه اذا تم القضاء علي حالة الانفلات الامني فسيتم تنمية هذه المنطقة وتعود بعائد قوي علي المنطقة بأكملها، ويضيف اللواء اما منطقة الطور فهي تستخدم الان كمنطقة للحجر الصحي للحجاج المسافرين ويصلح ان تكون ميناء عملاق كبيرا ومنطقة صناعية، وتقام عليه مشاريع عملاقة تخدم السفن القادمة من اوروبا وامريكا، موضحا انه يجب ان يكون هناك قرار سياسي لحفر الابار، لزراعة هذه الاراضي الشاسعة فكل الحلول والخطط موجودة ولكنها تحتاج لقرار سياسي.