رغم كل ما يحدث في سيناء فإن العقل زينة ويجب ألا يختنق حلمنا لزج جيشنا الكبير العزيز لمعركة مع مجهولي العنوان يتخذون الأحراش محلا إلا بعد دراسة متأنية حفاظا علي أرواح جنودنا المختطفين ولعل وعسي يعود الخاطفون إلي رشدهم بدلا من إهالة التراب علي واجهة الوطن.. وأتمني أن يجد كلامي هذا صداه قبل أن يسبق السيف العزل وتحدث المواجهة الوشيكة. ليس معني هذا الخضوع لمطالب الخاطفين والتي أراها ابتزازا وضربا لسلطات القانون وهيبة الدولة خاصة بعد الفيديو القنبلة الذي فتح الباب لكل الخيارات.. يجب أن يكون هذا الحادث إنذارا أخيرا لكل من يتهاون في هيبة الدولة التي أهدرناها طوال عامين بقطع الطرق وإيقاف القطارات والاعتداء علي المرافق العامة دون وازع من وطنية. الحل الأمني حتي في حالة الاضطرار ليس الأمثل في مواجهة مثل هذه المواقف خاصة إذا كانت التصرفات غير المسئولة منسوبة لبعض من أبناء الوطن وعلينا - أجهزة حكومية ومؤسسات دينية - أن نتحرك سريعا اليوم قبل الغد لبحث جذور الأزمة وحلها فالكل يتحدث عن ظلم من النظام السابق لأهالي سيناء ولم نتحرك بإجراءات علي أرض الواقع لحلها.. والكل يتحدث عن جماعات إرهابية تروع الأمن هناك ولم نتحرك للتحاور معها وردعها عند الضرورة بل نترك الأمور للصدفة البحتة واعتمادا علي مبدأ النار تأكل بعضها. نادينا مرارا وتكرارا وبحت أصواتنا بضرورة تنمية وتعمير سيناء باعتبارها حائط الصد الأساسي لهذه البقعة الغالية من أرض الوطن لكن دون إجراءات فعلية وكأننا أدمنا نعمة النسيان إلي أن تحدث أزمة وعندها تخرج الدراسات والأفكار من الأدراج ثم لا تلبث أن تعود لمكانها ضمن الكراكيب. كل يوم يطالعنا مسئول باستصلاح كذا ألف فدان في سيناء وهي جاهزة للاستثمار من قبل أهلها وحتي الآن لم نر نبتة واحدة من ثمار هذه الأراضي.. وهكذا دواليك نسمع فقط عن خطط للتعمير ومشاريع صناعية لكنها جميعا لم تراوح مرحلة الماكيت أي علي الورق فقط.. كلنا متهمون بإهمال سيناء وعلينا جميعا أن نهب من غفوتنا قبل أن يفوت الأوان.. أليست هذه هي الأرض التي حاربنا من أجلها؟.. أليست هي الأرض التي ارتوت رمالها بدماء شهدائنا الذكية؟.. وأليست هذه هي الأرض المذكورة في الكتب السماوية؟. الحل الأمني دائما هو أسهل الحلول لكنه ليس أجداها وعلينا أن نختار الطريق الصعب وهو التنمية ثم التنمية وعندها سيشعر أهالي سيناء بالمعني الحقيقي للوطنية ولن يسمحوا لأحد بأن يخترق القانون.. جربنا الحلول الأمنية لسنوات فلماذا لا نتجه لطريق التنمية؟.