رغم الجهود المضنية التي تبذلها الحكومة لايقاف بناء سد النهضة الأثيوبي للحفاظ علي حصة مصر من مياه النيل.. فهناك مهزلة تهدد مياه النهر في فرع رشيد وهي ورد النيل الذي يلتهم كميات كبيرة من المياه وأصبح المزارعون في حيرة من أمرهم بسبب ضعف مياه ري زراعاتهم الصيفية وتعطل الصيد الذي يعتمد عليه آلاف الأسر كمصدر رزقهم الوحيد.. وأصبحت المياه مأوي للحشرات والميكروبات وتسبب رائحة كريهة في المياه يستلزم معها مضاعفة عمليات التنقية.. وقد أدي اهمال المسئولين وعدم وجود معدات أو امكانات كافية لاقتلاع هذه النباتات إلي تفاقم الأزمة بشكل كبير وأصبح فرع رشيد في حالة يرثي لها. رصد »قلب مصر» الكارثة علي الطبيعة بالنهر، حيث تبين وجود كميات كبيرة من ورد النيل كست المياه العزبة بفرع رشيد لمسافة لاتقل عن 50 كيلو مترا وتسببت في توقف تام لحركة الصيد والملاحة البحرية وتشرد الآلاف من الأسر التي تعتمد في دخلها علي صيد الاسماك وتضعها أمام رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل ووزير الري. في البداية يؤكد »رضا الحداد» أحد أهالي قرية المجد النموذجية التابعة لمركز الرحمانية أن مشكلة »ورد النيل» تنقسم إلي جزءين أولهما أنه يلتهم كميات كبيرة من المياه الصالحة لري الأراضي الزراعية وهي المشكلة الأساسية التي تواجه الفلاحين بالمحافظة مضيفاً أن عدم تطهير المجاري المائية يؤدي إلي تلوثها في ظل عدم وجود مصدر آخر لري الأراضي مما يؤدي إلي تلف العديد من المحاصيل الزراعية الصيفية. وأضاف »الحداد» أن نبات ورد النيل يتسبب في تلوث مياه الشرب ويعد مشكلة أساسية أمام محطات الشرب وهو سبب أساسي في انخفاض الطاقة الانتاجية التي تعمل بها تلك المحطات. مشكلة كل صيف ويضيف »سمير محمد أبو السعود» من أهالي أدفينا قائلا إن ورد النيل يزداد بكثافة مع بداية فصل الصيف وبالرغم من ذلك لاتوجد خطة لدي ري البحيرة والإدارة العامة لحماية النيل فرع أدفينا لمواجهة هذا الغول الذي يتسبب في ضياع الآلاف من المترات من مياه النيل، وطالب أبوالسعود المسئولين في محافظتي البحيرة وكفر الشيخ ووزير الري سرعة التحرك للقضاء علي هذا الخطر الذي يساهم في فقد كميات كبيرة من المياه الصالحة للري والشرب بالإضافة لتوقف حركة الصيد بالمجري المائي، وأكد المهندس خالد حسين نصر رئيس شركة مياه البحيرة والصرف الصحي إلي أن ورد النيل يتسبب في تلوث مآخذ المياه التابعة للشركة والمنتشرة علي طول نهر النيل كما يؤدي الي تراكم الحشرات بجميع أنواعها بالإضافة الي انه يعمل علي تغيير طعم المياه مما يستلزم مضاعفة عمليات التنقية داخل محطات المياه وزيادة عمليات التطهير مما يحمل الشركة تكاليف إضافية وساعات عمل أكبر للعاملين خاصة في المحطات التنقية ومعامل الابحاث، وطالب رئيس مياه البحيرة المسئولين في الري بالإسراع في عمليات التطوير والتطهير من أجل الحفاظ علي مياه النيل المهدرة ومياه الشرب والقضاء علي التلوث، ويضيف نبيل الصالحي، شيخ صيادي المحمودية قائلا: إن هذه الكارثة تتكرر كل عام وسط غياب المسئولين وتجاهلهم لنا، حيث تتوقف حركة الصيد داخل فرع النيل وهو مصدر رزق الآلاف من الأسر بالمحمودية وجميع مدن وقري المحافظة المطلة علي فرع النيل ولانجد من يعوضنا عن تلك الخسائر التي تلحق بنا وسط تجاهل مسئولي الري وتقاعسهم عن أداء العمل، وطالب شيخ الصيادين محافظ البحيرة بتعويضهم ماديا عن تلك الخسائر بالإضافة لسرعة تطهير فرع النيل بأسرع وقت ممكن حتي لا تزيد المساحات المغطاة أكثر من ذلك مؤكدا أنها غطت سطح الماء بشكل كبير حتي وصلت شواطيء كفر الشيخ وفوة ومطوبس وقامت بحجز مراكب وقوارب الصيد داخل المياه والنباتات، ومن ناحيته أكد المهندس محمد فوزي وكيل وزارة الري بالبحيرة أن عمليات التطهير تتم ولكن بشكل بطيء مشيرا إلي عدم وجود امكانيات وكراكات كافية لعمليات التطهير، حيث لايوجد سوي كراكة واحدة فقط تعمل في طول فرع النيل بطول 60 كيلو مترا، وأكد علي مضاعفة عمليات التطهير بالاستعانة بعدد كاف من الكراكات من الادارة العامة لحماية النيل والتنسيق مع محافظة البحيرة ومجالس المدن. وأكد المهندس مختار الحملاوي محافظ البحيرة علي أهمية مياه النيل بالنسبة للأرض الزراعية أو مياه الشرب، وأضاف المحافظ خلال جولة له لتفقد نبات ورد النيل بالمجري المائي أنه قام بمخاطبة وزير الري لسرعة تشكيل لجنة من الوزارة والادارة العامة للري وري البحيرة لسرعة مواجهة هذا الخطر الذي يهدد مياه النيل مؤكدا ان هذا النبات يتسبب في فقد كميات كبيرة من المياه التي نحتاجها في الري والشرب، وأشار المحافظ إلي أنه يتابع باهتمام بالغ تلك المشكلة مؤكدا علي حلها في أقرب وقت ممكن.