قال دبلوماسيون بالأممالمتحدة إن مناقشات بين المنظمة الدولية وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد حول تحقيق محتمل بشان استخدام مزعوم لأسلحة كيماوية في سوريا وصلت إلي طريق مسدود. وأضاف الدبلوماسيون الأربعاء10 أبريل -الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن أسمائهم- أن سوريا والأممالمتحدة تبادلتا الرسائل على مدى أسابيع لكن الجانبين بعيدان عن اتفاق على كيفية إجراء التحقيق. وطلبت سوريا من الأممالمتحدة أن يقتصر التحقيق على ما تقول انه هجوم كيماوي للمعارضة المسلحة قرب مدينة حلب الشهر الماضي. وألقت المعارضة بالمسؤولية على قوات الأسد في ذلك الهجوم وتريد أيضا أن يحقق فريق الأممالمتحدة في هجمات كيماوية أخرى مزعومة لقوات الحكومة. وهناك ثلاث هجمات مزعومة بأسلحة كيماوية وهي الهجوم قرب حلب وهجوم أخر قرب دمشق -وكلاهما حدث في مارس - وهجوم في حمص في ديسمبر. وتبادلت المعارضة المسلحة وحكومة الأسد الاتهام بالمسؤولية عن الهجمات الثلاث جميعها. وحتى الآن فإن السوريين يرفضون السماح لمفتشين بالذهاب إلي أي مكان عدا حلب في حين تصر الأممالمتحدة على أن يذهب فرق المفتشين إلي حلب وحمص كليهما. وكتبت فرنسا وبريطانيا إلي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الشهر الماضي تقولان انه ينبغي للبعثة ان تحقق في الحالات الثلاث جميعها. وجددت وزارة الخارجية السورية ذلك الموقف في بيان صحفي الاثنين قائلة ان طلب الاممالمتحدة الذهاب الي إي مكان في سوريا ربما تكون استخدمت فيه أسلحة كيماوية لا يتقيد بالطلب الأصلي للحكومة السورية. وفي خطاب من وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى بان كي مون بتاريخ 6 ابريل قالت حكومة الأسد إن على المفتشين أن يتوجهوا أولا إلى حلب وإذا اتضح حيادهم فإن من الممكن بحث إمكانية زيارتهم إلى حمص. وجاء في الخطاب أنه بعد ان تنهي البعثة عملها وتؤكد نزاهتها وحيادها ومصداقية عملها بعيدا عن التسييس ربما يكون من الممكن النظر في المزاعم المتعلقة بحمص. كما شكا المعلم من تسرب خطابات سابقة جرى تبادلها بين سوريا والأممالمتحدة إلى رويترز قائلا إن هذا يترك انطباعا بالافتقار إلى الجدية من جانب أمانة الأممالمتحدة فيما يتعلق بالتعاون بنية سليمة. وقالت الأممالمتحدة إنها تدرس خطابا أرسلته سوريا مؤخرا لكن لم يتضح على الفور ما إذا كان ذلك الخطاب هو خطاب المعلم أو أنه خطاب أحدث. وعرض المعلم توفير طائرات سورية يكتب عليها شعار الأممالمتحدة لضمان سلامة فريق التفتيش في ظل الوضع الأمني الراهن. وقالت وفود غربية إن الرد السوري الذي ورد في السادس من ابريل نيسان غير مقبول وإن فريق الأسلحة الكيماوية لابد أن يحصل على تأكيدات الآن على إمكانية زيارته لكل من حلب وحمص. وبعد اجتماع بان كي مون في لاهاي مع رئيس منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية التي تقدم العلماء والمعدات اللازمة لفرق التفتيش قال الأمين العام للأمم المتحدة إن فريقا استكشافيا موجود في قبرص ومستعد للتوجه إلى سوريا خلال 24 ساعة. وقال دبلوماسيون بالأممالمتحدة أن بريطانيا وفرنسا والأمريكيين أعطوا معلومات للأمين العام عن استخدام محتمل لأسلحة كيماوية في حلب وحمص. وقال دبلوماسي بارز إن بان "يقر بأنه توجد أدلة كافية للتحقيق في كل من حمص وحلب." وأضاف الدبلوماسي "يجب ألا يتوجهوا للتحقيق في واقعة واحدة إذا قال لهم السوريون إنهم لا يمكنهم التحقيق في الواقعة الثانية."