أحبها وأحبته.. تزوجا ثماني سنوات.. لم يختلفا يوما واحدا لمدة سبع سنوات.. لكن العام الاخير من زواجهما كان عام النهاية.. اشتعلت الخلافات.. ومعه اشتعل الشك.. وانتهى الأمر بقتل نادية على يد زوجها ايمن.. فماذا حدث بين الزوجين فى منطقة العمرانية بالجيزة وما الذي جعل الامور تصل إلى جريمة قتل حاول الزوج إخفائها؟! هذا ما حاولنا البحث عنه في هذا التحقيق. ظل الزوجان 8 سنوات يعيشان حياتهما في هدوء.. تمر عليهما أيام سعيدة وأخرى حزينة.. فلا تخلو حياة من المشاكل.. وكان يشارك الزوجان تلك الأيام ثلاث بنات صغار.. اثنتان من زوج الزوجة الأول.. والطفلة الثالثة من الزوج الثاني الذي يبلغ من العمر 32 عاما ويعمل سائقا.. والزوجة تبلغ من العمر 31 عاما وتعمل عاملة بمصنع ملابس! وجمعت هذه الاسرة شقة متواضعة بأحد المنازل الشعبية في شارع محمد السيد التابعة لمنطقة العمرانية. لكن السعادة لاتدوم طويلا.. فجأة وبدون مقدمات بدأت الخلافات تقع بين الزوجين.. وتفاقمت المشاكل وخرجت الاصوات المرتفعة خارج الابواب المغلقة مما دعا الجيران إلى التدخل أكثر من مرة لفض هذه المشاكل والتوفيق والصلح بين الزوجين.. ولكن لا أحد يدري ماهي طبيعة هذه المشاكل. وذات صباح تقدم الزوج ويدعى أيمن حامد 32 سنة سائق ببلاغ إلى العقيد وليد شوقى نائب مأمور قسم شرطة العمرانية بوفاة زوجته نادية السيد (31سنة) عاملة بمصنع ملابس على اثر حادث سيارة بدائرة قسم امبابة. تم اخطار اللواء عبد الموجود لطفى مساعد وزير الداخلية لامن الجيزة بالواقعة.. وعلى الفور انتقل اللواء محمد الشرقاوى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة لمعاينة الجثة لبيان وجود شبهة جنائية من عدمه. وداخل حجرة نوم الزوجين.. كانت نادية ملقاة على السرير.. وبالمشاهدة الاولية شك اللواء محمود فاروق مدير المباحث الجنائية بان الوفاة ليست نتيجة حادث سيارة كما ادعى الزوج وانما شبهة جنائية وتم استدعاء طبيب الوحدة الصحية وبتوقيع الكشف الطبي وجد عدة إصابات في الرأس وأنحاء مختلفة من الجسد مما أكد شكوك مدير المباحث. وتم تشكيل فريق بحث بقيادة العميد جمعة توفيق رئيس مباحث قطاع الغرب وضم المقدم هشام حجازى رئيس مباحث العمرانية وتوصلت التحريات إلى وجود خلافات حادة بين الزوجين. توصل فريق البحث الذى قاده العقيد محمود خليل مفتش المباحث إلى شاهد الإثبات الوحيد الذي كان موجودا وقت ارتكاب الزوج لجريمته وادان الزوج.. واتهمه بالقتل وبمواجهة الزوج بما اسفرت عنه التحريات وشاهد الاثبات.. وهو ابن شقيقة المجني عليها ويدعى ابو حسين سيد طالب ومقيم بعزبة كرانة بمدينة السادات. انهار المتهم واعترف قائلا.. 'نعم قتلتها لاغسل عاري بيدي.. قتلتها لسوء سلوكها.. قتلتها لخيانتها.. تم إحالته للنيابة وأمراللواء محمد الشرقاوى بإحالته الى النيابة التى امرت بحبسه اربعه ايام على ذمه التحقيق التقينا بالزوج المتهم عقب خروجه من سراي النيابة وكانت اولى كلماته 'لست نادما على قتلها.. لقد زرعت الشك في صدري حتى أصبحت اشك في ابنتي الوحيدة. ولكن كنت تعيش معها حياة هادئة ومستقرة خاصة أنك تزوجتها عن حب؟ نعم.. تزوجتها عن حب فمنذ 9 سنوات تعرفت على المجني عليها عقب طلاقها من زوجها الاول الذي أنجبت منه طفلتين.. واتفقنا على الزواج واستأجرت شقة بمنطقة العمرانية كنت أعاملها معاملة كريمة.. كما أحببت ابنتيها اعتبرتهما بناتي.. ورزقت منها بطفلة ملأت علي الدنيا سعادة. ويستطرد الزوج المتهم قائلا 'كنت اعمل ليلا ونهارا لتوفير احتياجات زوجتي والبنات الثلاثة.. وبعد مرور 8 سنوات هي عمر زواجنا.. بدأت اشعر ببعض التغيرات في تصرفات زوجتي.. وزادت نفقاتها.. ولاحظت وجود فلوس كثيرة في حقيبتها وعندما اسألها تقول من عملي بمصنع الملابس.. كنت اصدقها في بادئ الامر.. ولكن الفلوس زادت فبدأت أشك في مصدرها إلى أن أبلغني أولاد الحلال بانحراف زوجتي وصداقاتها مع الرجال مقابل مبالغ مالية تتقاضاها من راغبي المتعة الحرام في المنطقة وحي العجوزة والدقي. وعندما كنت أسألها لماذا تأخرت كانت تقول تأخرت في عملي والمواصلات من شبرا الى العمرانية صعبة. وعندما ضيقت عليها الخناق وزادت الخناقات ابلغت عني الشرطة بأنني أحمل سلاحا ناريا وأخفيه داخل الشقة.. وأخذت براءة في هذه القضية.. ولكنني عزمت على التخلص منها.. فهذه زوجة غير أمينة على عرضها ولا على زوجها ولابناتها. هكذا خرجت الكلمات من الزوج المتهم وكأن المجني عليها امامه يريد أن يقتلها من جديد. ويتذكر الزوج المتهم ليلة ارتكابه الجريمة.. فيقول: 'جلست مع المجني عليها وقلت لها اهتمي ببيتك وأطفالك. لكنها صدتني وتطاولت عليٌ.. فقمت بوثاقها بايشاربين من يديها وقدميها.. وانهلت عليها بماسورة حديد مهشما رأسها حتى فارقت الحياة.. وبهدوء قمت بسحب جثتها الى الحمام وغسلت جميع آثار الدماء من جسدها.. ثم حملتها مرة أخرى ووضعتها على السرير في حجرة النوم.. وكان ابن شقيقة المجني عليه متواجدا في الشقة وقت ارتكاب الجريمة فقمت بتهديده بالقتل إذا ابلغ احدا عن هذه الجريمة. ويستكمل قاتل زوجته بالعمرانية اعترافاته قائلا.. وبعد ان هدأت تقدمت ببلاغ إلى الشرطة بوفاة زوجتي على أثر حادث سيارة بمنطقة امبابة.. لكن للأسف كشفت المباحث أن الوفاة ليست بسبب حادث سيارة وبتضييق الخناق علي وبمواجهتي بتحريات المباحث اعترفت بقتل زوجتي نادية لسوء سلوكها وانحرافها اقولها مرة أخرى..انا لست نادما على قتلها. تركنا الزوج المتهم يواجه مصيره ويأخذ عقابه فالقضاء هو الفيصل والكلمة الاخيرة للقانون.