احببت شابا في نفس مرحلتي العمرية .. وكنت انتظره يوميا من شرفتى لألقى نظرة عليه .. أحلم معه وبه ..أنام وأصحو بخيالى بين ذراعيه .. أحلامى البريئة لاتتعدى القبلات والمشاعر الحلوة التى طالما سمعت عنها فى الاغانى وشعرت بها فى الأفلام الرومانسية القديمة .. كم سهرت الليالى بعد أول لمسة منه ليدى وحلمت بها كثيراً .. هو حبيبى .. فى بسمة شفتيه تكمن سلوتى.. وفى لمسة يديه راحتى .. وبين ذراعيه ملاذى ودنيتى .. كنت فى عمر الزهور ... وفجأة شعرت بأنى سيدة طاعنة في السن حين تعرضت لهذه الحادثة ....... كنت عائدة من الجامعة فى طريقى إلى المنزل ... وفجأة ظهرت فى طريقى سيارة تحاول السير بجانبى ... وقبل أن افكر ماذا أفعل حاصرونى ... ولم أشعر إلا وأنا فى شقة بجدران مخيفة عالية مجردة من الثياب ومن الأحلام والآمال وهؤلاء الوحوش يأكلون من جسدى .... قطعة ُقطعة ... والخوف يعتصر قلبى والألم يمزق جسدى ...كما مزقوا ملابسى آه ياأمى ....ماذا ستفعلين حين تعلمين ماذا حدث لى ... أبى كيف سيرفع رأسه بين الناس ... أخى ... أختى !! حبيبى ...هل ستظل على عهد حبى .. لقد ضاعت أحلامى بعد أن أكلنى الذئاب ورموا بى فى الشارع وأنا فى حالة إعياء كامل وكل جسدى ينزف بالدماء ..... وأفقت على بكاء أمى وانكسار أبى ... ومشاهد الاغتصاب فى عينى فى كل لحظة إحساس مؤلم وبشع ... كل شىء يمر أمام عينى كشريط سينما.. وحاولت أمى أن تخرجنى من حالتى وحاول الجميع ..... وباءت محاولاتهم بالفشل وقرر ابى الانتقال إلى مكانِ آخر نسكن فيه ... لا يعرفنا فيه أحد حتى نبدأ من جديد.. ولكن لم أبدأ.. ولن أبدأ.. ضاعت فرحتى بالحياة ... وكل من حولى كان يصفنى بالبهجة والتفاؤل والأمل ... كيف سأبدأ حياتى من جديد ؟ هل ممكن ان أتزوج يوماً ؟ هل ممكن أن يلمسنى رجل مرة أخرى ؟! ومن أحببته لم يقف بجوارى ... تخلى عنى .. ظهرت قسوته التى لم أرها من قبل ... وأنا من كنت فى انتظار حنانه لى وأنا خائفة .. يائسة .. ضائعة تركنى من تركت الدنيا من أجله ... تركنى لأتذوق مرارة اليأس وحدى ... وماذا سأفعل فى الألم والذكريات والحب الساكن فى قلبى ...أبكيت كل من حولى إلا هو ولم تعد للحياة أى معنى فى نظرى ..أريد أن أرتاح وأريح نفسى ومن حولى ... أريد الخلاص من همى .. من وهنى.. أريد أن أهرب بعد ان أُهينت آدميتى ...ولن تلتئم جراحى !!! لماذا لا يعدم المغتصب شنقاً أمام الناس حتى يتعظ الجميع... آه لو يدرى ماذا يفعل الرجل فى المرأة حين يغتصبها ... ليتهم يشعرون ... ليتهم يتبادلون الأدوار حتى يتألموا مثلنا ... يالقسوة الأيام ولقسوة اللحظات التى عشتها ودموعى لاتنتهى والخوف يملؤنى .. هل بامكانى أن أبدأ من جديد ...أن أمحو كل الآلامِ .. هل بإمكانى ؟؟ لاأدرى... لكننى حكمت على نفسي بالإعدام ....