فرض الفقر عليها ألا تتعلم، وعندما تزوجت قرر زوجها أن يتخلى عنها تاركا لها ثلاثة أبناء فى مراحل التعليم المختلفة، وبعزة نفس قوية قررت أن تفتح بيتها وألا تمد يدها لأحد، فقامت بعمل سندوتشات بطاطس وباذنجان تبيعها للموظفين فى الصباح الباكر. نشأت دعاء على فى أسرة فقيرة جدا، فلم يكلف والدها نفسه عناء تعليمها ليرفع شعار» لا مكان للفتاة سوى بيت زوجها»، وبالفعل قام بتزويجها فى سن صغيرة من أرزقى بسيط انجبت منه ثلاثة أبناء، ورغم ضيق حال زوجها كانت تصر على تعليمهم ورفضت كل محاولاته لإخراج أحدهم للعمل مبكرا. انقلبت حياة دعاء رأسا على عقب عندما قرر زوجها أن يتخلى عن مسئولياته ويرحل لمكان غير معروف، لتجد نفسها مسئولة عن هؤلاء الأطفال دون أن تملك موردا للرزق، فحاول والدها مساعدتها حتى يعود زوجها لصوابه، لكن محضر المحكمة زارهم حاملا لها ورقة طلاقها، لتدرك أنها أصبحت وحدها تماما، خاصة أن والدها لن يساعدها باستمرار. لم تفلح فى الحصول على أى وظيفة، فكل محلات الملابس كانت تشترط أن تجيد القراءة والكتابة، ولم تكن تجيد أى مهنة تساعدها على أعبائها الثقيلة، فقررت أن تنزل محطة مترو شبرا الخيمة التى يتردد عليها يوميا آلاف من العمال والموظفين فى طريقهم لعملهم، وأحضرت موقد غاز صغير وقلاية كبيرة، وأخذت تبيع سندوتشات البطاطس والباذنجان بنصف جنيه للسندوتش. كان العمل شديد القسوة والصعوبة عليها، فتضطر للسهر طوال الليل لتقطيع البطاطس وإعدادها، وتحمل عشرة كيلو جرامات على الأقل من بيتها حتى محطة المترو، لتقف منذ الساعات الأولى من النهار حتى تلحق زبائنها وهم فى طريقهم للعمل، وتعود فى اخر اليوم بعشرين أو ثلاثين جنيها تلبى بها احتياجات أولادها. تقول دعاء ان هذه المهنة لها العديد من المتاعب، ولكنها تتحملها حتى تستطيع أن تفتح بيتها، فتدفع الايجار فى مواعيده . بالاضافة لفواتير المياه والكهرباء، وعندما ترى أولادها يدرسون ويتفوقون فى مدارسهم تنسى كل هذا التعب والمشاكل التى تتعرض لها.