في نذر تصعيد متواصل للموقف بقطاع غزة شن الطيران الحربي الاسرائيلي فجر أمس ثماني غارات علي انفاق ومراكز تدريب لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص بينهم اثنان من كتائب القسام. وتشهد أجواء قطاع غزة تحليقا مكثفا وعلي ارتفاعات منخفضة لطائرات الاستطلاع ومروحيات الاباتشي وإف 16 في توتر متصاعد بالقطاع منذ استشهاد خمسة فلسطينيين السبت الماضي في غارة اسرائيلية علي مدينة دير البلح مما دفع فصائل المقاومة للرد باطلاق قذائف الهاون علي المواقع الاسرائيلية. وقد أعلن متحدث عسكري اسرائيلي عن سقوط قذيفة صاروخية أطلقت من قطاع غزة وقعت بالقرب من روضة اطفال في مدينة عسقلان علي جنوب اسرائيل مما أسفر عن اصابة سيدة بجروح طفيفة وطفلين بالهلع. وكان متحدث باسم الجيش الاسرائيلي قد أعلن أمس الأول عن سقوط سبع قذائف هاون أطلقت من وسط قطاع غزة وسقطت في محيط المجلس الاقليمي لمدينة عسقلان دون أن تسفر عن وقوع اصابات أو أضرار. وقد وصف نائب وزير الدفاع الاسرائيلي متان فلنائي الوضع في محيط قطاع غزة بأنه مازال بعيدا عن أجواء حرب استنزافية ولكنه أخذ يحمل دون شك بصمات مثل هذه الحرب. وقال فلنائي ان جماعات معارضة لحركة حماس هي التي تطلق معظم القذائف الصاروخية وقذائف الهاون من قطاع غزة في الوقت الذي تدرك فيه حماس جيدا مغزي رد اسرائيلي محتمل علي مثل هذه الهجمات. وأضاف المسئول الاسرائيلي ان الدوائر الأمنية ستتخذ القرار بشأن تشغيل منظومة دفاعية أطلق عليها قبة الحديد لاعتراض القذائف الصاروخية في التجمعات السكنية بالنقب وفقا لاعتبارات عسكرية بحتة علي حد قوله. من جانبه قال رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو ان جهود الحكومة لإعادة الجندي الأسير جلعاد شاليط سليما الي ذويه في أسرع وقت مستمرة ويشرف عليها بنفسه شخصيا وقال ان اسرائيل وافقت علي الافراج عن المئات من المعتقلين الفلسطينيين غير ان حماس لم ترد علي ذلك. جاء ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه جماعات الإغاثة والمنظمات غير الحكومية ان القيود التي تفرضها اسرائيل عند المعابر الحدودية علي قطاع غزة تعيق تسليم المواد الاغاثية لمنظمات الاغاثة الدولية التي تجاهد لبناء مساكن ومدارس بالإضافة الي مشاريع البنية التحتية. وكشفت برقية سربها موقع ويكيليكس ان مسئولا كبيرا بوزارة الدفاع الاسرائيلية توقع ألا يصمد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سياسيا حتي نهاية عام .2011 وتوضح البرقية ان تلك الشكوك تستند الي ضعف أداء عباس في تعامله مع تقرير جولدستون حول الحرب الاسرائيلية علي غزة وعدم قدرته علي تحقيق التجميد الكامل للاستيطان الذي ضغط لتحقيقه كما شكك المسئولون الاسرائيليون بقدرة عباس علي إعادة اطلاق المفاوضات. والبرقية التي يعود تاريخها الي 16 نوفمبر 2009 هي سرد لمحضر اجتماع بين السفير الأمريكي ألكسندر فيرشبو مساعد وزير الدفاع للشئون الأمنية الدولية ومسئولين اسرائيليين علي رأسهم رئيس القسم السياسي والأمني بوزارة الدفاع عاموس جلعاد. وفيما يتعلق بالموقف المتجمد لعملية السلام نفي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد ما يتردد عن اطلاق مفاوضات أمريكية متوازية مع كل من الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال ان واشنطن طلبت منا ذلك لكن الجانب الفلسطيني أكد انه لن يقبل بجره للمفاوضات تحت مسمي في ظل استمرار سياسة الاستيطان. كما اتهم فيصل أبوشهلا القيادي في حركة فتح اسرائيل بأنها لاتزال تتبع سياسة المراوغة لكسب المزيد من الوقت لتغيير الطبيعة الجغرافية للأراضي الفلسطينية مضيفا ان اسرائيل تحاول تعطيل أي تحرك دولي أو أوروبي لإنشاء الدولة الفلسطينية.