لفت انتباهي تصريح منسوب للواء صلاح عبدالوهاب مدير الإدارة العامة للمرور نشر في إحدي الصحف خلال اليومين الماضيين ذكر فيه ان الإدارة العامة للمرور انتهت من تركيب 10 أجهزة رادار في الجزيرة الوسطي علي طريق المحور منها 6 أجهزة تم نقلها من جانبي الطريق و4 أجهزة جديدة وانه تم تشغيل الأجهزة بشكل مزدوج يمكنها من تصوير اتجاهي الطريق في الوقت نفسه للحد من سرعة السيارات علي الطريق وبالتالي الحد من الحوادث.. وأضاف مدير المرور في نفس التصريح انه أشرف بنفسه علي تركيب أجهزة الرادار وان الإدارة نجحت في اعمال التركيب والتشغيل في وقت قياسي ولم تتسبب في تعطيل حركة المرور علي الطريق. ولأنني من سكان مدينة السادس من أكتوبر منذ عدة سنوات اسلك طريق المحور يوميا ذهابا وإيابا فقد انتابتني حالة من الضحك الهستيري عندما قرأت تصريحات مدير إدارة المرور لان طريق المحور للأسف الشديد أصبح في حالة لا يحتاج فيها إلي 10 أجهزة رادار. ولا حتي رادار واحد لمراقبة السيارات. والحد من سرعتها لان الطريق متوقف بصورة مستمرة ومعظم فترات اليوم وطوال أيام الأسبوع. بالتالي لا يستطيع أي سائق سيارة أن يتجاوز السرعة المقررة لان الازدحام الشديد يجعله يسير بسرعة 10 كيلو مترات في الساعة بينما السرعة المسموح بها علي طريق المحور هي 90 كيلو متراً بالتالي لن تصور أجهزة الرادار الحديثة التي تم تركيبها أي تجاوزات أو مخالفات لان الطريق نفسه لا يسمح بذلك. أعتقد ان الجميع يعلم ان طريق المحور تحول إلي مأساة حقيقية لسكان مدينة الشيخ زايد والسادس من أكتوبر أو للقادمين من الإسكندرية عبر الطريق الصحراوي فبعد ظهر كل يوم تتكدس السيارات فوق المحور في اتجاه القاهرةوالجيزة منذ بداية الطريق وحتي ميدان لبنان وهي مسافة لا تقل عن 18 كيلو مترا وتسير السيارات بصورة بطيئة جدا لتقطع تلك المسافة في ساعة أو ساعتين علي الأقل. لفت انتباهي في تصريح مدير إدارة المرور قوله ان أعمال التركيب والتشغيل لأجهزة الرادار الجديدة لم تتسبب في تعطيل حركة المرور علي الطريق ويبدو ان سيادته كان يتحدث عن طريق آخر لان جميع سكان أكتوبر وزايد أو من سلك طريق المحور في الأسبوع الماضي يعلم تماما ان عمليات تركيب أجهزة الرادار عطلت الطريق فترات طويلة خاصة وانها تمت في عز الظهر وكان يجب أن تتم بعد منتصف الليل لتجنب حالات الاختناق المروري. مدير الإدارة العامة للمرور قام بنفسه بالاشراف علي تركيب أجهزة الرادار علي طريق المحور وهذا جهد طيب رغم وقته الثمين ولكن كنت أتمني أن يسمح وقته الثمين أيضا لمشاهدة المعاناة الإنسانية التي يعانيها آلاف المواطنين من سكان مدينة السادس من أكتوبر أو العاملين والموظفين بها بعد ظهر كل يوم.. نعم هي معاناة حقيقية تتكرر بصورة يومية في موقف الحي السادس وموقف الحصري.. آلاف البشر منهم شيوخ ونساء وأطفال ومرضي ومعاقون يقفون بالساعات بحثا عن وسيلة مواصلات لنقلهم إلي القاهرة أو الجيزة يهرولون خلف سيارات السرفيس المسرعة فمنهم من يسقط علي الأرض وتكتب له النجاة ومنهم من يصاب تحت عجلات تلك السيارات. ويمكن القول إن السبب الرئيسي وراء تلك المهازل التي يتعرض لها الركاب يوميا هو عدم وجود رقابة مرورية صارمة علي قائدي سيارات السرفيس رغم تواجد العشرات من رجال المرور بتلك المواقف ففاقدو سيارات السرفيس يستغلون الازدحام الشديد ويرفضون توصيل الركاب إلي ميدان رمسيس أو التحرير مثلا ويقومون بتحميل سياراتهم إلي مدينة الشيخ زايد بنفس أجرة رمسيس ومن الشيخ زايد. إلي ميدان لبنان بنفس أجرة رمسيس أيضا ثم من ميدان لبنان إلي رمسيس وهذا يعني انهم يحصلون علي الأجرة ثلاث مرات في توصيلة واحدة.. أعتقد ان تلك المخالفات الصارخة التي يرتكبها معظم سائقي سيارات السرفيس مخالفة لقانون المرور ويجب اتخاذ الاجراءات القانونية ضدهم. ولأنني من أصحاب الخبرة الطويلة علي طريق المحور فيمكن لي أن أقدم نصيحة خالصة لقائدي السيارات القادمين من الشيخ زايد وأكتوبر إلي القاهرةوالجيزة خاصة الذين يسلكون المحور بعد الواحدة ظهرا.. ضرورة أن يكون بحوزة كل قائد سيارة 6 زجاجات مياه 3 منها للشرب و3 لتبريد السيارة.. سندوتشات أو وجبات جاهزة.. ترمس شاي أو قهوة.. حبوب مهدئة.. علاج الضغط والسكر.. جميع الصحف والمجلات القومية والحزبية والخاصة رغم ان معظمها يرفع الضغط.. لاب توب.. كروت شحن لهاتفك المحمول. ولقائدي السيارات الذين توجد لديهم مواعيد أو اجتماعات مهمة أنصحهم بالمبيت في القاهرة أو الجيزة حتي يتمكنوا من اللحاق بمواعيدهم واجتماعاتهم لأنني بصراحة شديدة لا أضمن لهم حضور هذه الاجتماعات والمواعيد. خاصة وانني شخصيا عانيت كثيرا من عدم اللحاق بمواعيد واجتماعات مهمة بسبب طريق المحور!! Gamalabdalahim