مهمة وزير الاتصالات والوفد المرافق له في أوغندا كانت صعبة وشاقة وحافلة بعشرات اللقاءات المكثفة مع كبار المسئولين الأوغنديين ورؤساء الهيئات والشركات ورجال الأعمال.. وفور وصول الدكتور طارق كامل الي مطار كمبالا الدولي صباح أمس الأربعاء توجه مباشرة الي مبني وزارة الاتصالات حيث كان في استقباله وزير الاتصالات الأوغندي "هون أوغري أوري" وكبار المسئولين بقطاع الاتصالات هناك.. ودخل الوفدان علي الفور في مباحثات ومناقشات ثنائية موسعة وشاملة تناولت كافة جوانب ومحاور التعاون المشترك بين البلدين في المستقبل. طرح د.طارق كامل خلال الاجتماع محاور وأبعاد المبادرة المصرية لتنمية مجتمع المعلومات بدول حوض النيل والتي ستقوم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بتنفيذها بالتعاون والتشاور مع وزارتي الخارجية والتعاون الدولي.. وتناول الوزير آليات تفعيل هذه المبادرة التي تهدف الي نقل الخبرات المصرية والاستفادة من التجربة المصرية المتميزة في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الي دول الجوار الافريقي من دول حوض النيل وكذلك فتح حوار متواصل مع هذه الدول وتفهم المشكلات التقنية التي تعترضها ومساعدتها في التصدي لها والمساهمة أيضا في تقليص الفجوة الرقمية بين دول حوض النيل واستخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مشروعات التنمية الإجتماعية والاقتصادية تحقيقاً لفكرة التكامل مع دول الحوض وترسيخ مبدأ المصلحة المشتركة في هذا المجال. كما تتبني المبادرة المصرية لتنمية مجتمع المعلومات بدول حوض النيل عدداً من المجالات المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات منها الاستفادة بالخبرة المصرية في إنشاء مركز إقليمي للتدريب في دولتين من دول حوض النيل أحداهما ناطقة بالإنجليزية والأخري ناطقة بالفرنسية..حرص الدكتور طارق كامل ونظيره الأوغندي علي فتح حوار بناء وطويل بين قيادات قطاع الاتصالات المصري ونظرائهم في أوغندا حيث تحدث الدكتور عمرو بدوي الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات مع رئيس مفوضية الاتصالات الأوغندية حول مجالات التعاون المشترك في مجال سياسات ونظم الاتصالات ومراقبة الأسواق والتشريعات المنظمة لأسواق الاتصالات وقواعد وضوابط الرقابة وتنظيم استخدام الطيف الترددي.. ودخل المهندس ياسر القاضي الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات في حوار عميق ومثمر مع رئيس الهيئة الوطنية لتكنولوجيا المعلومات في أوغندا حول مشروعات التعاون المستقبلي بين البلدين.. ثم جاء دور الدكتور أحمد الشربيني مساعد وزير الاتصالات ومدير المعهد القومي للاتصالات والدكتور محمد سالم رئيس معهد تكنولوجيا المعلومات حيث عرض كل منهما الخبرات العميقة التي يمتلكها المعهدان بإعتبارهما من أكبر المؤسسات البحثية والتدريبية وينتظر قيامهما بدور مؤثر ورئيسي في تنمية الموارد البشرية وتدريب الكوادر المتخصصة في أوغندا.. وتطرقت المناقشات أيضا الي التعاون المرتقب بين الشركة المصرية للاتصالات وشركة الاتصالات الوطنية في أوغندا في مجال خدمات التليفزيون الثابت والانترنت فائق السرعة...أما المهندس عمرو أبوعلم الرئيس التنفيذي لشركة القري الذكية فقد استعرض أمام الاشقاء في أوغندا قصة نجاح القرية الذكية المصرية وإمكانات الاستفادة بالخبرة المصرية في اقامة مناطق تكنولوجية بأوغندا ودول حوض النيل عموماً...وعقب المناقشات المكثفة التي استمرت عدة ساعات شهد د.طارق كامل ونظيره الأوغندي التوقيع علي 9 مذكرات تفاهم وخطابات نوايا بين المسئولين في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر ونظرائهم في أوغندا.. ففي إطار المحور الخاص بتطوير المحتوي وتأمين الفضاء الالكتروني تم توقيع مذكرة تفاهم لإطلاق مشروع ذاكرة حوض النيل لتوثيق التراث الثقافي والطبيعي لحوض النيل باستخدام تكنولوجيا المعلومات.. ومذكرة أخري تفتح الطريق أمام إنشاء مراكز طواريء خاصة بالأمن المعلوماتي.. وشهد الوزيران توقيع 5 مذكرات تفاهم في إطار المحور الخاص ببناء القدرات البشرية وتشمل تنفيذ برامج تدريبية متخصصة بالشراكة مع المعهد القومي للاتصالات في مجالات الشبكات اللاسلكية وبرامج تدريبية متخصصة بالشراكة مع معهد تكنولوجيا المعلومات في مجالات البرمجيات وأيضا برامج تدريبية متخصصة بالشراكة مع البريد المصري في مجال الخدمات البريدية والمجتمعية.. ومذكرة رابعة للمساهمة في إنشاء مركز إقليمي للتدريب بدولتين من دول حوض النيل أحداهما ناطقة بالإنجليزية والأخري ناطقة بالفرنسية.. ومذكرة خامسة لتنمية القدرات البشرية المتعلقة بإدارة الطيف الترددي والمساهمة في تطوير الأطر التنظيمية والتشريعية لسياسات تنظيم الاتصالات..وفي مجال تنمية الاستثمارات ثم أيضا توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين البلدين في إنشاء نماذج مصغرة من مشروع القري الذكية "مناطق تكنولوجية ذكية" في دول حوض النيل.. وأخيراً وفي إطار المحور الخاص بإتاحة أدوات تكنولوجيا المعلومات تم توقيع مذكرة تفاهم للمساهمة في إنشاء نوادي تكنولوجيا المعلومات ووحدات الانترنت المتنقلة في القري والمناطق النائية. وخلال زيارة وفد الاتصالات المصري لأوغندا برز الدور النشط لشركات القطاع الخاص المصري والتي شاركت في الزيارة جنباً الي جنب مع الوفد الرسمي في إنشاء مهمة تؤكد ان مجالات الدعم والشراكة مع الجانب الأوغندي لا تقتصر فقط علي تقديم الدعم الفني والتدريب.. بل تتضمن تنفيذ عدد من المشروعات المعنية بالبنية الأساسية لقطاع الاتصالات في أوغندا.