عقب لانتخابات البرلمانية.. خرجت تصريحات عديدة عن مسئولين بأنها نزيهة أو اتسمت بالشفافية أو غير ذلك من العبارات الإنشاية المكررة في مثل هذه المناسبات لكن لفت انتباهي واستوقفني بتعمق تصريحات المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية التي جاءت تحليلاً واعياً ودقيقاً لا يخرج إلا من مفكر يمتلك أدواته أو محلل بعقلية عالم يمسك بكل خيوط القضية عندما قال إن خروج نواب الجماعة المحظورة لا يمثل أي فراغ علي الإطلاق وأن غيابهم عن الساحة البرلمانية في المرحلة القادمة لن يكون له تأثير مطلقاً وعلل ذلك بأنهم فشلوا في اغتنام الفرصة التي منحها لهم الناخبون عام 2005 ولم يستغلوا ذلك لتثبيت دعائمهم.. وهذا تحليل لم يخرج عن مسئول قط من قبل وجسد شكل المحظورة في لانتخابات بإيجاز بليغ.. وألقي بالكرة في ملعبهم ليكشف لهم أن الإخفاق كان بأيديهم وليس بيد آخرين كما يزعمون. *** النقطة الأخري التي لم يثرها أو حتي يشير إليها أي مسئول من قبل هي تحذير القيادي الواعي الفاهم والمسئول الحازم الواثق للنواب الجدد من اتخاذ الحصانة البرلمانية ستاراً لارتكاب المخالفات وتحقيق المكاسب الشخصية ومؤكداً أن أي نائب تراوده فكرة أن الحصانة فوق القانون أو مصدر تحد للمحافظ هو "واهم وخاسر" في رسالة شافية وواضحة لكل من تسول له نفسه بأنه صار بعد الحصانة فوق القانون.. أو أن كارنيه البرلمان صك الضمان لارتكاب أي مخالفة أو اللعب من وراء الستار فهو "واهم" تجسدت الوقفة العقلانية بجلاء في دعوته سواء للحزب الوطني أو المعارضة أو مؤسسات الدولة لتقييم نتائج الانتخابات الأخيرة بموضوعية للوقوف علي الإيجابيات والسلبيات دون ضجيج أو تمويل. *** أتمني من كل مسئول أن يتوقف أمام التحذير الواعي الذي أطلقه المفكر الذي يسبق زمنه ويجيد قراءة الأحداث بنظرة متأنية ودقيقة وواعية المستشار عدلي حسين للنواب الجدد.. لأن كثيرين يظنون أن عضوية البرلمان.. هي الصاروخ الذي ينطلق به النائب نحو ارتكاب ما يريد أو تحقيق ما يشاء متخطياً كل اللوائح والقوانين.. وكثير أيضاً من المسئولين يفتحون الأبواب المغلقة أمام النواب بدون وجه حق.. ولو احتذي كل مسئول بنهج المستشار عدلي حسين لتغيرت كثير من المفاهيم واستقامت الأمور وعرف كل فرد ما له وما عليه. Email:[email protected]