زلزال 28 نوفمبر وتوابعه في 5 ديسمبر سوف يظل علامة فارقة في تاريخ مجلس الشعب المصري الذي فاقت فيه التغييرات كل التوقعات ووجهت للتكهنات ضربة قاضية وكشفت الحجم الحقيقي والطبيعي للإخوان ومعها القوي غير الشرعية. وكان بطل هذه الملحمة هو الناخب الذي انصرف عن أصحاب الشعارات ونجوم الفضائيات واختار مرشح الشارع والخدمات لتكتمل المنظومة التشريعية خلال 150 يوما بين انتخابات مجلس الحكماء وانتخابات سيد قراره. البعض ينادي بحل المجلس وكالعادة الراسبون يتهمون الناجحين بالتزوير وهناك من يقول انه مجلس بلا معارضة رغم ان عدد نواب المعارضة في هذا المجلس يفوق عددها في كل مجلس من مجالس الشعب السابقة منذ عام 1990 ففي المجلس السابق مثلا كان عددهم 10 نواب. أما الآن فيبلغ 15 نائبا أيضا تمثيل أحزاب المعارضة هذه المرة يزيد علي تمثيلها في المجالس السابقة. ففي مجلس عام 1990 كان عدد الأحزاب الممثلة حزبا واحدا. وفي مجلس عام 1995 كان عددها 5 أحزاب وفي مجلس 2000 كان العدد 4 أحزاب وفي المجلس السابق "2005" كان عددها 3 أحزاب أما في المجلس الجديد فقد وصل عدد الأحزاب التي خاض مرشحون لها الانتخابات وحققوا الفوز الي 6 أحزاب هي الوفد والتجمع والغد والجيل والسلام الديمقراطي والعدالة الاجتماعية.إذن المعارضة حصلت في هذه الانتخابات علي مقاعد أكثر حققتها في المجالس السابقة وزاد تمثيل أحزابها أيضا عن أي مجلس سابق. نواب الشوري لهم أيضا رؤية حول العملية الانتخابية والنتيجة التي آلت اليها جولتي 28 نوفمبر و5 ديسمبر. يوضح عماد محروس نائب البحيرة وأمين سر لجنة النقل ان نواب الشوري كان لهم دور كبير في انتخابات الشعب. مشيرا إلي ان موقفه كان واضحا في مساندة ودعم أحد المرشحين الذين رشحهم الحزب الوطني لأنه يبحث عن مصلحة الوطن ومصلحة المواطن وهما أهم من مصلحة السياسة كما يستطيع الشوري القوي المتواجد بين الناس ان يقنعهم بمرشح معين. يري محروس ان مصر تحتاج الي نواب يعملون لأن عددا كبيرا من نواب برلمان 2005 ابتعدوا عن المواطنين وأحجموا عن التواصل مع الشارع لذلك زادت نسبة التغيير وهي رسالة واضحة من المواطنين الي النواب تفيد ان من يعمل ويجد ويتواجد بينهم ويحقق مطالبهم سوف يستمر ومن ينسي الناس يجب عليه ان ينسي أيضا امكانية عودته الي البرلمان مرة أخري. يقول رزق شعبان نائب مطروح ان الحزب الوطني استخدم تكتيكا جديدا للمرة الأولي خلال هذه الانتخابات البرلمانية بفتح الدوائر بين عدة مرشحين يمثلون الحزب. الأمر الذي أتاح مجالا أوسع للاختيار لدي الناخبين وساهم في قصر المنافسة في معظم الدوائر بين مرشحي الحزب وهذا هو سبب فوز الحزب باكتساح استنادا علي عمل الحزب خلال السنوات الماضية وفق خطة مدروسة تهدف الي تحسين أحوال المواطن والارتقاء بظروفه الحياتية. يؤكد سيد قاسم نائب البحر الأحمر بأن التأييد الشعبي للحزب وحصوله علي 420 مقعدا في مجلس الشعب هي مسئولية كبيرة علي الحزب الوطني وتضع علي عاتقه واجب التعبير عن مصالح الأغلبية الشعبية وأولوياتها وان يكون دائما قريبا من الشعب ومتواصلا معه. وهو قادر علي تحمل المسئولية.. مشيراً إلي ان هذا الفوز لم يأت من فراغ أو بالصدفة ولكن جاء نتيجة عمل طويل ومجهود شاق خلال السنوات الماضية. قام خلالها الحزب بوضع أهداف وخطط في برنامج حزبي وضع أولويات الناس في موقع الصدارة وحدد أهدافا واقعية تم تنفيذها وشعر بها المواطنون وتابعت تنفيذ الحكومة لهذه الخطط. يشير سامي الرشيدي نائب بورسعيد الي وجود حالة كبيرة من الارتياح تسود بين أبناء المحافظة بعد إعلان نتيجة انتخابات الشعب. حيث جاءت النتائج متوافقة مع رغبات الشارع مؤكدا ان برلمان 2010 سيكون أكثر ايجابية وفعالية من برلمان 2005 كما سيكون أكثر معارضة لأن معارضة مجلس 2005 كانت جوفاء وتم استخدامها من أجل الظهور في القنوات الفضائية واحتلال المساحات في الصحف أما معارضة 2010 فالهدف منها المصلحة العامة ومواجهة السلبيات وكشف الحقائق بعيدا عن الشعارات والصراخ. يري أحمد حلمي الشريف نائب سوهاج وأمين سر اللجنة المالية والاقتصادية ان تشكيلة المجلس الجديد تعتبر الأفضل في تاريخ الحياة البرلمانية والبداية كانت مبشرة حيث شهدت انتخابات البرلمان الحالي أقل نسبة من المشاجرات والمشاحنات بين الانتخابات التي جرت منذ 20 عاما وهو ما يؤكد ان اختبارات الحزب لمرشحيه جاءت صائبة وموفقة الي حد بعيد. متوقعا استمرار المجلس بتشكيله الحالي حتي نهاية مدته الدستورية لأنه لا يمكن ان تظل الحياة البرلمانية رهنا برغبات أفراد أو أحزاب تخسر فتلجأ الي التشكيك في نزاهة الانتخابات وتطالب بحل المجلس. وبدلا من ذلك علي من يخسر ان يدرس ويناقش أسباب خسارته بشكل موضوعي ويستفيد من أخطائه. يقول محمد عبدالعليم الشيخ نائب الأقصر ان الحزب الوطني نجح في الصعيد وسيناء وبرهن للجميع انه قادر علي السيطرة التامة علي جميع مقاعد هذا الجزء العام من أرض مصر لأنه الأجدر والأكفأ حتي الآن. وأنه لم يظهر بعد علي الساحة السياسية من يستطيع منافسة الحزب الوطني ويجعل له موطيء قدم فيها. واثبت نواب الشوري أنهم بالفعل الرقم الصعب في هذه المعركة بعد دورهم الكبير في ادارة غرف العمليات وحشد الناخبين ودعم المرشحين. مؤكدا ان نائب الشوري يحظي دائما بالمصداقية والقبول لدي الشارع وعندما يساند أحد المرشحين تكون له أفضلية واضحة مشيدا "بخطة التكتل" وهي طرح أكثر من مرشح عن الحزب الوطني للمنافسة علي المقعد الواحد. وهو الاجراء الذي أغلق به السلم الخلفي وقطع الطريق علي الإخوان والمعارضة لاستغلاله في تفتيت الأصوات وكسب المقاعد.