زيارة الروائي الجزائري الكبير الدكتور واسيني الاعرج الي مصر تحمل دلالة لا تخطئها عين حول دور الثقافة في تعزيز التعاون العربي الذي تأثر كثيرا بمهاترات مجانين كرة القدم وآلاعيب السياسة .وبعض ما قاله الرجل يكفي لنعرف كم قدمت الثقافة لمصر من ثقل وريادة وكم قدمت مصر للعالم العربي من نور معرفتها. واسيني الذي اكد في ندوته بمختبر السرديات بمكتبة الاسكندرية علي دور مصر في تعريب الجزائر توقف امام قراره المصيري بتعلم اللغة العربية والتخصص في آدابها بعدما اطلع علي النسخة المصرية من الف ليلة وليلة طبعة مطبعة بولاق واكد ان قراره كان ضد التيار الساعي بقوة لاستمرار هيمنة اللغة الفرنسية علي الجزائر. اشارات واسيني لم تتوقف عند هذا الحد ففي رد مباشر علي قرار منع المشاركة المصرية في معرض الجزائر الدولي للكتاب اصر الاعرج علي إهداء أعماله الكاملة لمكتبة الإسكندرية رداً علي المبادرة التي أطلقها مجموعة من المثقفين المصريين لإهداء ألف كتاب للجزائر. كما وافق علي منح الهيئة المصرية العامة للكتاب حق طبع اعماله الكاملة طبعة شعبية توزع داخل مصر. الروائي الجزائري الكبير كان حريصا علي ترديد مقولة إن مصر ليست عدوًا للجزائريين. ولا يوجد من بين ال80 مليون مصري عدو واحد لنا". ورفض ربط العلاقات الثقافية بأزمة مصر والجزائر. والتي تسببت فيها الرياضة". مضيفاً "زيارتي علمية لا أكثر. ومصر في النهاية ليست عدواً لنا.. إنه موقفي الذي وقفته دائمًا منذ بداية الأزمة المصرية الجزائرية. وقد شتمت عليه. ولكني لست مهتمًا فأنا مقتنع بموقفي. ولم أدخل في أي مهاترة ضد الشقيقة الكبري". الثقافة قبل أي شيء هي من جعلت من مصر الشقيقة الكبري للعالم العربي وحضور الكتاب والفيلم والاغنية المصرية في قلب العواصم والمدن العربية هو من كرس لوجودنا في قلوب الشعب العربي وعقله وانسحابنا من هذه الساحة يكلفنا الكثير وسيكلفنا اكثر مع ظهور اجيال تربت علي الكتب الامريكية والاغنية الخليجية وافلام هوليود ولا تعرف مصر الا في مباريات الساحرة المستديرة التي تنتهي دوما بخسارتنا ولو كسبنا .