فاجأ الحزب الوطنى شعب مصر بترشيح أكثر من شخص على نفس المقعد فى أكثر الدوائر على اتساع مصر فتنفس الناس الصعداء فلقد صار الولاء للشعب وليس لمن ينتقى ويختار وسقطت ادعاءات كثيرة فبعضهم كان يقسم بأغلظ الايمان ان «كارنيه» المجلس فى جيب فميصه وانه قريب الصلة بفلان أو علان أو ترتان وانه سينال شرف عضوية المجلس.. وبعضهم كان يهمس لمؤيديه انه لا داعى إذن لبسط يده صلحا مع معارضيه أو منتقديه أو ناصحيه وانه سوف يقصر خدماته على أقاربه المقربين أما باقى الناخبين فليذهبوا إلى الجحيم.. والبعض الآخر كان يوقن انه مجرد ترشيح الحزب لشخص بعينه فانه بذلك قد حجز مقعده لان الانتخابات ما هى إلا تحصيل حاصل. وكان اليأس قد غلب على الناخبين الذين يرون ان مجرد ذهابهم إلى اللجان لانتخاب من يرون فيه صفات النائب كما يجب أن تكون هو أمر عبثى. وكنت فى مقال سابق نشر بجريدة «الجمهورية» فى 13/9/2010 قد تساءلت عن الولاء وهل هو لمن يدلى بصوته أو لمن ينتقى ويختار وكان المقال بعنوان «الولاء لمن».. ورجوت السيد الرئيس وهو الملاذ الأخير بعد الله تعالى أن تكون هذه الانتخابات شفافة لان مصر تمر بأدق مراحلها السياسية وها نحن نراها نزيهة وشفافة إن شاء الله تعالى ونرى ان الولاء قد صار للشعب بعد أن اختار الحزب أكثر من واحد من كوادره السياسية وأعضاء المجلس السابقين فى معظم الدوائر بناء على تعدد وسائل الاختيار. أما هؤلاء الساخطون والمنشقون فانهم يذكروننا بالآية الكريمة «إذا أعطوا منها رضوا وإذا لم يعطوا فإذا هم يسخطون» ولهم نسأل: هل كانت عضويتك للحزب من أجل تحقيق أغراض شخصية فقط؟ وهل مجرد عدم اختيارك فى هذه المرة أن هذا هو نهاية العالم؟ لقد رجونا فى مقالات سابقة أن تؤدى مراكز المؤتمرات فى كافة أرجاء مصر ومراكز الدراسات الوطنية دورها فى تربية وتدريب الكوادر الحزبية اعتبارا من الوحدات الحزبية حتى الكوادر على مستوى المحافظات على إدراك ماهية العمل العام وإدارة الأزمات والتدريب على التفكير العلمى وكذا إدارة الحوارات وديمقراطية التعامل والالتزام الحزبى وتاريخ مصر قديمه وحديثه والسلطات التى تحكم الوطن وتاريخ الحركة الوطنية والبرلمانية وتجارب الديمقراطية فى العالم الحر حتى يكون هناك صف ثان وثالث ندفع بهم إلى المراكز القيادية وقيادة العمل الوطنى والشعبى حتى نتعلم ان مصر التى علمت الإنسانية فى حاجة إلى إنكار الذات وتغليب مصلحة الوطن فوق كل اعتبار شخصى ولنا أن نستعين بأساتذة الجامعات وكبار المثقفين وها هى الجامعات الإقليمية تنتشر فى معظم المحافظات.