ولد بالمدينة. وتوفي بمصر. وكانت قبيلته مضرب الأمثال في العفاف والطهر. نبغ منذ نعومة أظفاره في قول الشعر. وكانت معظم قصائده في الحب والغزل. وقليل منها في المديح والفخر. فتي عربي. بهي الطلعة. مشرق الوجه. ينتسب إلي قبيلة بني عذرة التي عرفت بالإخلاص والوفاء في الحب وإليها ينسب الشعر العذري. وجميل بن معمر من أشهر عشاق العرب عاشت قصته منذ القرن الأول الهجري حتي الآن. أحب فتاة جميلة من بنات قومه. اسمها بثينة كتب معظم أشعاره في جمالها. وحلمه الكبير في وصالها والاقتران بها. وبثينة هي الأرض الطيبة. والروضة الخضراء. الفتاة البضة الغضة. والمرأة الحسناء ومصغرها بثنه هو أبو عمرو جميل بن عبدالله بن معمر بن الحارث العذري. ولد بوادي القري شمال المدينةالمنورة ثم رحل قومه "بنو عذرة" إلي منطقة في شمال الجزيرة العربية وجنوب الشام. تقدم جميل لخطبة بثينة لكن أهلها رفضوه. بعد أن تغني في أشعاره بجمالها وأعلن حبه لها. وزوجوها لرجل آخر اسمه نبيه بن الأسود. استمر جميل علي عهده وجاءت قريحته بفيض من قصائده يتمني اليوم الذي يلتقي الاثنان والغرباء. عمل جميل بالرعي كسائر فتيان العرب. كان وسيماً. فائق الجمال. يعتني بمظهره وملبسه. وكان فارساً شجاعاً وكانت قبل زواجها تلقاه وتستمع إلي أشعاره فيها. قال الأصفهاني في كتابه "الأغاني" إن كثير عزة كان راوية جميل يردد أشعاره علي الناس وكان جميل راوية هدية بن حشرم وكان هدية راوية الحطيئة وكان الحطيئة راوية زهير بن أبي سلمي وابنه كعب بن زهير. روي الزبير بن بكار أن عباس بن سهل الساعدي دخل مع صديق له يعودان جميل بن معمر في مرضه. فقال له جميل: يا ابن سهل: ماذا تقول في رجل لم يعرف قط الزنا. أو الخمر. أو القتل. أو السرقة. يشهد ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله. أظنه قد نجا. وأن له الجنة. فمن هذا الرجل؟ قال جميل: أنا والله ما أحسبك قد سلمت. وأنت تكتب الشعر عن بثينة. نالتني شفاعة محمد صلي الله عليه وسلم. وإن لفي أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا. ومن أشعار جميل في بثينة ومازادني الواشون إلا صبابة ولا كثرة الناهين إلا تمادياً لقد خفت أن ألقي المنية بغتة وفي النفس حاجات إليها كما هي وتمر الأيام والأعوام. ولا يزال الحب مشتعلاً في قلب جميل: ألا ليت ريعان الشباب جديد ودهراً تولي يا بثينة يعود ويقول في قصيدة أخري وأفنيت عمري في انتظار نوالها وأبليت فيها الدهر وهو حديد.