أكد التقرير الذي اطلقته منظمة اليونسكو في العلوم ..2010 بمناسبة اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية ضرورة أن تتجه الدول العربية للاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا.. والاستثمار في مجال الابتكار لضمان أمن البلاد من الغذاء والمياه والطاقة.. في ظل تقلبات أسعار النفط والتوقعات بنفاذ الموارد النفطية.. والبقاء للاقتصاد المبني علي المعرفة. وكان التقرير قد كشف تدني مستوي الإنفاق علي البحث العلمي والتطوير في البلدان العربية منذ 40 عاماً وانه لا يزال دون المتوسط علي المستوي العالمي ويتراوح ما بين 1.0% إلي 1% فقط من الناتج المحلي الاجمالي في حين تخصص الدول التابعة لمنظمة التعاون والتنمية في المجال الاقتصادي حوالي 2.2% من الناتج المحلي الإجمالي لأغراض البحث والتطوير.. تونس الأولي وقال د. طارق جلال شوقي مدير مكتب منظمة اليونسكو أن تونس تأتي في مقدمة الدول العربية من حيث الإنفاق علي البحث العلمي وكثافة أنشطة البحث والتطوير التي تجاوزت نسبة 1% بقليل من الناتج المحلي.. وتتحمل الشركات نسبة 19% من التمويل.. بينما احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة ما قبل الأخيرة من حيث الانفاق علي البحث العلمي.. علي الرغم من أنها تحتل المرتبة الخامسة علي مستوي العالم من حيث الناتج المحلي الاجمالي.. وتحتل مصر الترتيب السابع في الانفاق علي البحث العلمي بين الدول العربية..! وأشار د. طارق إلي أن المنطقة العربية تعاني من انخفاض نسبة الباحثين إلي عدد السكان حيث تصل إلي 373 باحثاً لكل مليون نسمة.. مقابل 1081 باحثاً لكل مليون نسمة في المتوسط علي المستوي العالمي وذلك علي الرغم من وجود العديد من الجامعات المتميزة بها كما أن هناك كما يشير التقرير ارتفاعاً في معدل البطالة في أوساط البحث والتطوير. وخاصة بين النساء الباحثات.. ويشكلن 35% من العدد الاجمالي للباحثين في الدول العربية. 1.0% نصيب العرب وفي سياق التشاؤم الذي استعرضه التقرير في كل مناحي العلوم.. أشار إلي افتقاد عددپكبير من الدول العربية حتي الآن إلي سياسات وطنية خاصة بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار.. ودلل علي ذلك بانخفاض نصيب العرب إلي 1.0% من العدد الاجمالي لبراءات الاختراع المسجلة في المكتب الأمريكي لبراءات الاختراعپوالعلامات التجارية. وأيضاً في المكتبين الأوروبي والياباني.. زيادة في الإنفاق ويري د. طارق جلال المدير الإقليمي لمنظمة اليونسكو أهمية التعاون العلمي علي المستويين الدولي والإقليمي وخاصة بين دول الجنوب لدفع البحث والتطوير والابتكار وأخيراً استعرض د. طارق بعض مؤشرات التفاؤل في التقرير الذي يشير إلي أن هناك حكومات كثيرة تنوي زيادة حصة الانفاق علي البحث والتطوير منها مصر وقطر.. والسعودية.. وأن هناك عدداً من الصناديق الوطنية المعنية بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار انشأت حديثاً كالصندوق الأوروبي المصري للابتكار وصندوق بالإمارات العربية. وصندوق الشرق الأوسط للعلوم في الأردن.. وأشار إلي أن هناك اتجاهاً لتقديم خطة عربية للعلوم والتكنولوجيا تشمل كل الدول العربية سيتم تقديمها خلال مؤتمر القمة العربية 2011 بغية اعتمادها رسمياً.. ومن المتوقعپأن تضم مبادرات وطنية وعربية في 14 مجالاً ذا أولوية. وبهذا يكشف لنا التقرير أن الدول العربية في الهم سواء. وتحتاج لوقفة مشتركة في مجال العلوم والتكنولوجيا.. خاصة وهناك قواسم مشتركة في اللغة والتاريخ والدين لبناء قاعدة متينة في العلوم.. من خلال دبلوماسية علمية.