الحوار مع الشاعر الغاني الكبير اتوكوي اوكاي غوص في قلب القارة السمراء فالرجل الذي حمل عبء إنشاء اتحاد كتاب عموم إفريقيا منذ أكثر من ربع قرن ونجح في ضم 52 دوله للاتحاد مازال يحلم بالولاياتالمتحدة الإفريقية ويشدو للاتحاد مع العالم العربي ويري أن تأسيس أول اتحاد للكتاب العرب والأفارقة خطوة تأخرت نصف قرن. ولد اوكاي وتلقي تعليمه في غانا قبل أن يتوجه إلي موسكو حيث حصل علي درجة الماجستير من معهد جوركي في مجال الدراسات الأدبية عام 1967.و بعد عودته إلي غانا . حصل علي منحة دراسية لنيل درجة ماجستير في الفلسفة في جامعة لندن.و في عام 1968 انتخب زميلا في الجمعية الملكية للفنون "المملكة المتحدة" وبدءا من عام 1971 وحتي 1991 شغل منصب رئيس رابطة الكتاب غانا. و في 1989 انتخب كأول أمين عام لجمعية كتاب عموم أفريقيا وهو المنصب الذي لا يزال يشغله حتي اليوم. وهو حاليا رئيس قسم اللغة والأدب والدراما بمعهد الدراسات والبحوث الإفريقية بغانا. أكد اوكاي في تصريحاته للجمهورية أن إنشاء اتحاد كتاب للعرب والأفارقة سيلعب بلا شك دورا مميزا واستثنائيا في المساهمة الفاعلة لإعطاء المحتوي الثقافي والفكري والأدبي للعمل السياسي العربي- الإفريقي كما سينجز التقارب الفعلي بين صناع الفكر والثقافة في العالم العربي والقارة الإفريقية. وسيخلق الحوار البيني المثمر بين الثقافة العربية والثقافة الإفريقية بشكل دائم ومطرد. أضاف: إلي جانب هذا فإن تجسيد اتحاد كتاب للعرب والأفارقة سيكون دافعا ومحفزا علي سن تقاليد إنشاء اتحادات مشتركة وموحدة أخري للفنانين التشكيليين. والفلاسفة. وعلماء الاجتماع. والسينمائيين. والجامعات. والناشرين. والإعلاميين. وشتي الحقول الحرفية. والمهنية. والثقافية. والفنية التي تعد من أسس البناء الفوقي الذي يرسخ الشراكة الفكرية والروحية بين العالم العربي وبين إفريقيا. أشار إلي انه دائما ما يذكر الشباب الأفريقي بضرورة مواصلة التحدي المتمثل في تحقيق الولاياتالمتحدة الإفريقية لتعزيز المكاسب من النضال الاستقلالي مؤكدا أن حلم الوحدة الإفريقية لن يتحقق إلا باستعادة التواصل مع العالم العربي منبها إلي أن حلم الاستقلال من الاستعمار لم يتحقق إلا بدعم القاهرة المادي والمعنوي . وحلم الدولة الإفريقية الواحدة لن يتحقق إلا بدعم مماثل من كل الأقطار الإفريقية وإيمان بان المصير المشترك هو قدرنا. مذكرا بان الاستعمار الجديد هو المستفيد الوحيد من تكريس القطيعة بين الثقافة العربية والشعوب الإفريقية ملمحا إلي أن الثقافة العربية الإسلامية نجحت سابقا في لم شمل القبائل الإفريقية تحت لواء واحد وهو ما تخشاه أوروبا الآن حرصا علي مصالحها المتمثلة في استغلال الثروات الطبيعية للقارة السمراء. قال: إن حلم الوحدة بين اتحادي كتاب إفريقيا والأدباء العرب ظهر للمرة الأولي في مصر عام 1985 عندما دعا المفكر الراحل لطفي الخولي لندوة لتأسيس منظمة ثقافية وانتهت الأمور بتفعيل منظمة اتحاد كتاب آسيا وافريقيا التي قامت بادوار كبيرة في مجال التواصل الحضاري بين الشعوب ولكن خفت بريقها فيما بعد . أشار إلي أن الاتحاد العربي الافريقي المقرر تدشينه في سبتمبر المقبل سيسعي لمناقشة مجموعة من المحاور ذات الصلة المباشرة بالقضايا المتعلقة بدور المثقف العربي. والإفريقي في تعزيز الهوية. وتفعيل عمليات التفاعل الثقافي في الفضائين العربي والإفريقي. وبناء الجسور بينهما بما يؤدي إلي خلق البيئة والمناخ الملائمين لترقية الآداب والثقافة. وضمان التكامل الذي يمثل الخطوات الأولي لكسب رهان التقدم. كما سيسعي إلي دعم قضية إحياء اللغات المحلية والقضاء علي مظاهر التغريب. وبحث مستقبل الثقافة العربية- الإفريقية وتفعيل دور المؤسسات الثقافية المشتركة في بعث وتطوير التعاون العربي- الإفريقي فضلا عن رصد وتنمية العناصر الثقافية المشتركة بين العرب والأفارقة. مؤكدا أن الأرضية مهيأة وصلبة لإنجاز اتحاد الكتاب العرب والأفارقة سعيا لبناء صرح تنظيمي موحد وقوي وقادر علي المساهمة في التأسيس للوعي الأدبي. والثقافي العربي- الإفريقي الذي يدعم طموحاتنا في التحديث. والتكامل. أكد اوكاي انه عاد من مصر وقتها وهو أكثر إصرارا علي الوحدة الثقافية باعتبارها حجر الأساس لاي وحدة أخري سياسية أو اقتصادية مشيرا إلي أن الأثر الثقافي العربي والاسلامي مازال حاضرا بقوة في كل اللهجات الإفريقية المحلية والموروث الشعبي العربي مازال طاغيا علي الحكايات والأساطير الشعبية في دول الساحل الافريقي . أشار إلي انه تأثر بزيارته إلي القاهرة وكتب ديواناً كاملاً عن اخناتون وقصيدة مطولة عن رحلة حجر رشيد ردا علي محاولات انفصال بعض القبائل الإفريقية عن محيطها العربي أشار اوكاي إلي ضرورة مقاومة أفكار الأصولية الدينية . والهيمنة الثقافية . أو التفوق القبلية . أو أدوات العنصرية والتهميش أو التطهير العرقي لضمان العيش الأمن المشترك لكل سكان القارة. و دعا لإعادة تنظيم وإعادة ترتيب للعلاقات البينية بين الدول الأفريقية في إطار من التكامل الاقتصادي والسياسي للسماح لتداول الموارد الأفريقية داخل أفريقيا . وقال يمكن للكتاب الأفارقة استخدام أقلامهم وموهبتهم لتوعية الشعوب الإفريقية البسيطة بالحقيقة البديهية الأساسية وهي أننا لابد وان نؤمن بالمصير المشترك.