قضية حراس المرمي من القضايا التي تشغل الساحة الكروية كلها مثلها مثل الحكام والمدربين وغير ذلك.. لذلك كان هناك تباين في الآراء حول قرار اتحاد الكرة بإلغاء استقدام الحراس الأجانب للأندية هذا الموسم. وقد سبق أن تقرر هذا السيناريو بعدما تم تطبيقه خلال الفترة من عام 99 حتي 2002 ثم عادوا حراس المرمي الأجانب يقفون بين الثلاث خشبات المصرية حتي عاد اتحاد الكرة هذا الموسم وأغلق الباب أمامهم من جديد. وعندما تستطلع أراء المتخصصين وأقصد هنا مدربي حراس المرمي ستجد تباين في الآراء حيث يري البعض أن ابتعادهم يصب في مصلحة الكرة المصرية وحراسها وقاعدتها فيما يري البعض الآخر أن حارس المرمي جزء من كل والاحتراف منظومة لا تعرف التمييز بين لاعب وآخر. والكل له حججه المنطقية وإحصاءاته ودلالاته التي يتحدث من خلالها بأسلوب علمي وهذا ما ستشعره عزيزي القاريء خلال السطور التالية. ففي البداية تحدث الكابتن فكري صالح مدرب حراس المنتخب الوطني الأسبق ومدرب المنتخب الأولمبي حاليا فقال: أنا مع قرار اتحاد الكرة الخاص بوقف استقدام الحراس الأجانب وذلك من أجل صالح الكرة المصرية وروافدها من الحراس حيث يساهم هذا القرار في زيادة القاعدة من الحراس واستمرارا في تواصل الأجيال دون الدخول في عملية انقراض هذه العملة النادرة في الملاعب وأقصد هنا الحراس المتميزين.. لكن في نفس الوقت هناك سؤال يطل برأسه يقول.. هل نتحدث عن احتراف اللاعبين ويخرج من هذه الدائرة حراس المرمي؟.. وهنا أقول: إذا كان هناك حراس متميزون أجانب بقدرات وكفاءة وتميز الكاميروني السابق بل انطوان أقول نعم.. لأن مثل هذه النوعية من الحراس سوف تساهم في جذب الناشئين لممارسة هذا المركز وأيضا سيكتسب حراسنا الكثير من الخبرات حيث حارس بقامة بل انطوان يعد نموذجا يحتذي به. لكن في نفس الوقت لدينا تجارب في هذا الشأن و"بالورقة والقلم".. ففي وقت من الأوقات لم نجد لدينا سوي 3 حراس فقط يحرسون مرمي أندية الدرجة الأولي و8 أجانب وبالطبع هذا يضر بحراسنا وحراس المنتخبات الوطنية علي المدي البعيد. في المقابل.. وهذه هي تجربتي الشخصية.. فقد نجحت من قبل في تقديم عشرات من الحراس إلي الأندية والمنتخب عندما بدأنا تلك التجربة عام 95 حيث سطع نجم كل من عصام الحضري وعبدالواحد السيد ومحمد عبدالمنصف ويوسف طاهر وغريب حافظ وممدوح ابراهيم وجميعهم لعبوا مع فرقهم وبعضهم مع المنتخبات الوطنية. والآن تكرر السيناريو حيث نجحنا مع المنتخب الأولمبي في تنشئة عشرة حراس آخرين هم: محمد أبوجبل وعلي لطفي "إنبي" ومحمد الشناوي "المصري" ومحمد البشبيشي "بتروجت" ومحمد بسام "طلائع الجيش" وإكرامي إحسان الشحات "الجونة" وعمرو الغريب "المصري" وأسامة نجم "الاتحاد" ومحمد مختار "الأهلي" ومحمود شكري "الإسماعيلي" وثلاثة من هؤلاء يلعبون حاليا كأساسيين مع فرقهم وهم.. محمد أبوجبل وعلي لطفي والشناوي. ولم يمض أحمد ناجي مدرب حراس مرمي الأهلي في طي فكري صالح بل كان له رأي معارض يغلفه المصداقية أيضا عندما قال: إن الاحتراف كل لا يتجزأ وهذا يجعلني أقول صراحة إنني ضد قرار اتحاد الكرة الخاص بإيقاف التعاقد مع حراس المرمي الأجانب لكنني في نفس الوقت أطالب الأندية عندما تفكر في جلب حراس أجانب أن تبحث عن الأفضل مثلما حدث في السابق وتعاقد المقاولون العرب مع الحارس العالمي بل انطوان. كما أن جلب الحراس الأجانب يفترض ألا يمنع تألق الحراس المصريين أو إيقاف عملية تطوير القاعدة.. ولو أخذنا إسبانيا كمثال كونها بطلة العالم حاليا سنجد أن الدوري هناك بأقسامه المختلفة يضم 53 حارسا أجنبيا ورغم ذلك نجد أن الحارس الإسباني كاسياس هو أحسن حارس مرمي في العالم. وتطرق أحمد ناجي إلي جانب آخر يؤكد مصداقية كلامه عندما قال: لو نظرنا إلي الثلاثة أو الأربعة مواسم الماضية سنجد أن هدافي الدوري من اللاعبين الأجانب وإذا كان الأمر يقاس بهذه المقاييس فمن باب أولي أن نوقف استقدام المهاجمين الأجانب حتي لا يتأثر المحليين والمنتخب.. وهذا يطرح سؤال آخر مفاده.. لماذا نفكر في التعاقد مع مهاجم أجنبي لكي نحقق الفوز ونلغي التعاقد مع الحراس الأجانب الذين يمثلون 50% من قوة أي فريق. كل هذه الأمور تجعلنا نقول إن الاحتراف كل لا يتجزأ.كما أننا إذا نظرنا إلي ناد مثل حراس الحدود سنجده قد تأثر كثيرا لغياب حارسه الأساسي المصاب كاميني.. كما أننا إذا نظرنا إلي كل الدوريات الاوروبية والاندية الكبيرة سنجد أنها تضم حراسا أجانب حيث إن هناك بيتر شيك في تشيلسي وفان دير سار في مانشستر يونايتد والاسباني رينا في ليفربول الانجليزي ونفس الشيء في الاندية الايطالية ايه سي ميلان ويوفنتوس وروما وانتر ميلان وغيرهم. ولو تحدثنا عن الموسم الماضي سنجد ان هناك حارسين اثنين فقط كانا يلعبان هما كاميني في الحرس وجورج في المصري.. لكن أحمد الشناوي تألق وأجلس جورج علي الخط قبل أن يرحل.. فالدوري شهد 5 أو 6 حراس أجانب لم يشاركوا كأساسيين لأن حراسنا المصريين تفوقوا عليهم وأجبروهم علي الجلوس علي دكة الاحتياطيين.