عشر سنوات كاملة قضاها عبدالرحمن يحلم بالزواج من ابنة بلدته الشابة الناضجة التي ارتبط معها بقصة حب قوية منذ صباهما عرفها كل الجيران.. تقدم لوالدها يطلب يدها إلا انه رفض فأبي الشاب ان يتحطم حلمه أمام عينيه. تفتحت عينا عبدالرحمن علي الدنيا ولم يره والده الذي توفي وتركه رضيعاً في مهده لا يعرف شيئا عما ينتظره من تقلبات الدنيا وعواصفها فعكفت أمه علي تربيته وحرص أهالي المنطقة علي مداعبته وغمره بعطفهم لتعويضه عن حنان الأب المفقود وكان من ضمنهم جاره العجوز إبراهيم الذي كان يىكن للصبي محبة خاصة ويعتبره ابنا له بعدما حرم انجاب الذكور ولم يرزق إلا بابنة وحيدة بعد ان تخطي الأربعين من عمره فوضع أمله فيه وتعهد بالمشاركة في رعايته وفتح له أبواب منزله فكان عبدالرحمن يقضي معظم وقته يلعب مع ابنته الصغيرة بكل براءة. تقدمت السنوات بالصغيرين حتي نمت أحاسيسهما وشعر كل منهما أن الآخر يتقاسم قلبه وتفكيره وأن حبا عميقا يكمن بقلب كل منهما فاجتهد عبدالرحمن للفوز بمحبوبته وراح يعمل بالمهن الحرفية ليستعد للزواج الا ان أصدقاء السوء تمكنوا من جذبه إلي طريق المخدرات التي قلبت حاله وكلما التحق بحرفة طرد منها لسوء سلوكه. علم المزارع بقصة الحب التي تربط ابنته بهذا الشاب الذي أصبح سييء السمعة فمنعه من زيارة منزله وابتعد عنه الجميع إلا أن المخدرات التي أدمنها الشاب سيطرت علي عقله لم تنسه محبوبته التي تستوطن قلبه وجوارحه فتوجه إلي والدها وطلب يدها الا انه رفض وأخبره أن تعاطيه المخدرات وسوء سلوكه يجعلانه لا يأتمنه علي ابنته الوحيدة. خرج الشاب مصدوما يفكر في سبيل للفوز بمحبوبته والخروج من هذا المأزق وبدلا من أن يقرر إصلاح نفسه ومعاودة طلبه مرة أخري استجاب للشيطان الذي تراقص أمام عينيه ملوحاً له بفكرة الانتقام من والد الفتاة والتخلص منه حتي يخلو له الطريق ويتمكن من الفوز بها ومرت عدة أيام حتي جاءت تلك الليلة عندما كان الشاب يجلس أمام منزله وشاهد العجوز يمر بالشارع فطلب منه الدخول إلي المنزل واحتساء كوب من الشاي معه كدليل علي صفاء النية وأخبره بأنه لن يفكر في مصاهرته إلا بعدما يصلح نفسه ويصبح شخصا جديدا فاستجاب له الرجل ودخل المنزل لكنه فوجيء به يتعدي عليه بالضرب بعد أن أغلق الأبواب وأطبق بكلتا يديه علي رقبته حتي مات خنقا..وضع القاتل الجثة داخل جوال وألقي بها في الزراعات حتي فوجيء بها الأهالي صباح اليوم التالي وأبلغوا المباحث وكشفت التحريات ان العامل وراء الجريمة وتم القبض عليه فأحالته النيابة إلي محكمة الجنايات فأحالت أوراقه للمفتي تمهيداً لصدور حكم باعدامه ليطوق حبل المشنقة رقبته.