علي بركة الله تنطلق الليلة البطولة الأمم في افريقيا.. كأس الأمم الافريقية أو قل إذا شئت انها بطولة النجوم التي تقدر بمليارات الدولارات تجري علي أرض الاستاد وملاعب المحافظات. الليلة نحن علي موعد مع الأكابر في دنيا كرة القدم مع النجوم الذين أبهروا العالم أبناء القارة السمراء بالبشرة المميزة لكنهم عندما يقدمون مهاراتهم الكروية يذهلون العالم وتتفتح أمامهم أبواب أندية العالم مثل ريال مدريد وبرشلونة وليفربول. الليلة نحن علي موعد مع لحظة الافتتاح الكروي الافريقي والتي تبدأ بلقاء منتخب مصر أبناء الفراعنة.. مع زيمبابوي ضمن المجموعة الأولي ويسبقها حفل الافتتاح المبهر الذي يشارك فيه الفنان حكيم ومئات الراقصين والراقصات لكن أجمل ما سيزين حفل الافتتاح هو كرنفال الجماهير في المدرجات التي ستذكرنا بنفس المشهد في آخر كأس أمم نظمتها مصر وقدم الجمهور نموذجا في الالتزام والتشجيع الرياضي. كوكبة النجوم إذا كان ملعب كأس الأمم سيضيء بكواكب ونجوم الدول الافريقية الذين هم نجوم الدوريات الأوروبية.. والمدرجات ستضيء بالألوان المزركشة للجماهير وبالبشرة الملونة التي تعكس البعد الافريقي.. فمن المؤكد ان المقصورة الرئيسية ستتزين بحضور كبار المسئولين والوزراء من شتي بقاع القارة السمراء وبزعامة الرئيس عبدالفتاح السيسي قائد المسيرة الافريقية.. ولا شك ان جماهير مصر التي حجزت تذاكر الافتتاح هي الأخري طبقا للنظام الدقيق الجديد قد عرفت معني الالتزام بعد أن أصبحت معلومات كل الحضور مسجلة ليتأكد الجميع انه جاء للاستمتاع بفنون الكرة الافريقية وبمهارات نجومها ولمساندة فريقه الذي يشجعه. حضور للفراعنة ربما تكون النسخة الافريقية الحالية هي الأفضل بالنسبة للمصريين لأنها علي ملاعبنا وفي احضان جماهيرنا وتوليها الدولة اهتماما غير مسبوق وشاءت الأقدار ان تتوفر لمنتخبنا مجموعة من اللاعبين علي أعلي مستوي تذكرنا بكأس الأمم 2006 والتي كانت فألا حسنا مع المعلم حسن شحاتة الذي قاد المنتخب لثلاث بطولات وثلاثة ألقاب متتالية لكن الفارق ان المنتخب الآن ولأول مرة يضم نخبة رائعة وعددا كبيرا من المحترفين في أكبر وأشهر الأندية الأوروبية بقيادة المعلم محمد صلاح صانع البسمة ومعه حجازي والمحمدي والنني وتريزيجيه إلي آخر القائمة الرائعة التي تضم ايضا مجموعة مميزة من لاعبي الدوري المصري مثل طارق حامد والشناوي وأيمن أشرف وباهر المحمدي وعبدالله السعيد ومروان محسن ووليد سليمان وغيرهم ممن يتمنون شرف المشاركة في هذا العرس القاري. يقود المجموعة المدرب أجيري الذي جاء بفكر جديد مختلف عن سلفه السابق هيكتور كوبر الذي حقق لقب الوصيف بأسلوبه الدفاعي في النسخة السابقة ولن تقبل الجماهير من أجيري المدرب الحالي بأقل من اللقب علي أرضنا!! فقد سبقه العديد من المدربين الذين فازوا باللقب علي ملاعبنا مثل مايكل سميث الانجليري والجوهري لكن يبقي حسن شحاتة هو العلامة المميزة علي مدار تاريخ البطولة والذي فاز بثلاثة ألقاب متتالية. منتخبنا يسير حسب خط بياني يؤشر لقفزة قادمة سواء في النتائج أو الاداء حيث غير أجيري اسلوب وطريقة اللعب التحفظي الدفاعي التي عودنا عليها كوبر الأرجنتيني من قبل وكانت وبالا علينا في كأس العالم الأخيرة حتي خسرنا أمام المنتخب السعودي. الآن تغيرت الصورة وغير معها اجيري فكر اللاعبين داخل الملعب اعتمادا علي التقدم التكتيكي للاعبين في دورياتهم الأوروبية فاختار تشكيلة هي الأمثل تبدأ بالشناوي وأمامه أيمن أشرف وباهر المحمدي واحمد حجازي واحمد المحمدي وهؤلاء يمثلون القوة الدفاعية لكنها وللأسف وضح اهتزازها نتيجة لعدم التفاهم الكامل بين رباعي هذا الخط في آخر مباراة ودية مع غينيا مما تسبب في هدف بشباكنا لا يسأل عنه الحارس. ولا غني في خط الوسط عن محمد النني الذي يجيد فن التقدم بحساب والتمرير بدقة وبجواره طارق حامد مسمار الدفاع المصري القادر علي ايقاف أي زحف مضاد ثم عبدالله السعيد الورقة المتحركة بذكاء. ويعتبر الخط الهجومي هو أقوي خط وسط الفريق ويضم الفنان محمد صلاح صانع البسمة وعن يساره تريزيجيه ويتبقي رأس الحربة الذي فرض نفسه فيه اللاعب مروان محسن لكن احمد علي يقف جاهزا لملء المكان. وقد وضح من آخر تجربة للمنتخب قدرة المدرب اجيري علي اختيار التشكيل وهيكلة اللاعبين داخل الملعب لذلك اشرك كل اللاعبين في آخر تجربتين للوقوف علي مستوياتهم الفنية والبدنية وقدراتهم علي التأقلم مع المجموعة والتفاهم الذي أظنه مازال مفقودا في النصف الدفاعي وسيبقي صلاح دائما صانع البسمة في كل مناسبة لكن من أدرانا بمن سيظهر ويثبت وجوده في اللقاءات القادمة.. المهم الفوز والوصول لمنصة التتويج! سقوط المحاربين منتخب زيمبابوي أو كتيبة المحاربين ليس اسما علي مسمي لأنه بلا تاريخ ايجابي يذكر فليس له بصمة افريقية.. شارك في ثلاث بطولات لكأس الأمم من قبل وخرج منها جميعا في الدور الأول وأشهر مدربيه شيه زامبوا المدرب الحالي حيث سبق وقاد الفريق في 2006 في مصر لكنه حصل علي المركز الثالث عشر في البطولة ولم يحقق الفريق في تاريخه ما يمكن أن يذكر من انجازات.. اللهم الا انه تسبب في خروج مصر من تصفيات كأس العالم عام 94 عندما حدثت واقعة الطوبة الشهيرة وقرر الاتحاد الدولي اعادة اللقاء الذي انتهي بفوز مصر ليعاد في مدينة ليون بفرنسا وكان المدرب محمود الجوهري وفشلنا في الفوز وخرجنا بالتعادل وضاعت فرصة الوصول لكأس العالم. هذا علي الرغم من تقدم مصر علي زيمبابوي في مجموع اللقاءات حيث التقينا 12 مرة رسميا ووديا وفاز منتخبنا سبع مرات وتعادل أربع مرات وخسرنا مرة واحدة. كل المعطيات تؤكد ان فرصة منتخبنا الأفضل في هذا اللقاء الافتتاحي منتخبنا بنجومه وبأرضه وجماهيره وذكريات الماضي التي تؤكد ان الفوز من نصيبنا دائما كلما نظمنا كأس الأمم.