رغم أن المحافظين والاشتراكيين ما زالوا يشكلون أكبر كتلتين في البرلمان الأوروبي. إلا انتخابات 2019 أفرزت خارطة جديدة للمرة الأولي منذ أربعين عاما. لعل فرنساوإيطاليا تشكلان وجهة جديدة لليمين الشعبوي والمتطرف. تعرض شريكا الائتلاف الحاكم في ألمانيا. التحالف المسيحي الديمقراطي. الذي تنتمي إليه المستشارة أنجيلا ميركل. والحزب الاشتراكي الديمقراطي لخسائر فادحة في انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت مؤخرا. في المقابل يمكن اعتبار حزب الخضر المعارض الفائز الأكبر في هذه الانتخابات. وإذا كان اليمين الشعبوي والمتطرف حقق نتائج قوية في عدة دول أوروبية. فإن شعبويي ألمانيا حلوا في المرتبة الرابعة خلف المحافظين والاشتراكيين وأنصار البيئة. حصل حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي علي ما نسبته 10,8%. أي بزيادة أكثر من ثلاثة بالمائة عن الانتخابات السابقة لكنها أقل مما حصلوا عليه في الانتخابات التشريعية في ألمانيا. أما في فرنسا فقد اختلفت الصورة إذ تقدم اليمين المتطرف "الشعبوي" بزعامة مارين لوبن علي حزب الرئيس إيمانويل ماكرون. في نتيجة لها رمزية كبيرة. وحسب النتائج فقد حصل حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة لوبن علي 24% من الأصوات متقدما علي حزب ماكرون الذي نال ما بين 22 و23%. وسارع حزب لوبن إلي المطالبة ب "تشكيل مجموعة قوية" داخل البرلمان الأوروبي بل ودعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلي حل البرلمان وتغيير نظام الاقتراع النسبي في فرنسا. المفاجأة الأخري في فرنسا تمثلت بحصول الخضر علي المركز الثالث بنسبة بلغت 12%. وبعد فرنسا تركزت الأنظار علي نتائج الانتخابات الأوروبية في إيطاليا. إذ حلّ حزب الرابطة اليميني المتطرف بقيادة ماتيو سالفيني. المعروف أيضا علي غرار لوبن بمناهضته الشديدة للتجربة الوحدوية الأوروبية. في المرتبة الأولي بحصوله علي حوالي 29%. فيما تعرض الحزب الديمقراطي "وسط يسار" لخسارة تاريخية إذ فقد أكثر من 20% من الأصوات. وفي النمسا حقق حزب المستشار سباستيان كورتس "الشعب النمساوي" فوزا كبيرا بحصوله علي 34,5 في المائة من الأصوات بزيادة بمقدار 7,5 نقطة مئوية مقارنة بانتخابات 2014 فيما حل الحزب الاشتراكي الديمقراطي في المرتبة الثانية بحصوله علي 23,5 في المائة. أما حزب الحرية اليميني الشعبوي فقد حصل علي 17,5%. وهي نسبة أقل من تلك التي كان قد حصل عليها في انتخابات 2014. وتأتي هذه التطورات بعد مضي أسبوع علي انهيار الائتلاف الحاكم في النمسا بعد فضيحة الفيديو التي أطاحت بزعيم الحزب ونائب المستشار هاينتس- كريستيان شتراخه. وفي المجر حقق الحزب السيادي برئاسة رئيس الحكومة فيكتور أوربان انتصارا ساحقا جامعا نحو 56% من الأصوات. ومتقدما بأكثر من 45 نقطة علي المعارضة من يسار الوسط واليمين المتطرف. حسب استطلاعات الرأي أيضا. ورغم خسارة الأحزاب التقليدية المحافظة والاشتراكية في هذه الانتخابات إلا أنها بقيت تشكل أكبر كتلتين في البرلمان الأوروبي. إذ يعتقد أن المحافظين سيحصلون علي 173 مقعدا بخسارة 43 وفي المرتبة الثانية كتلة الأحزاب الاشتراكية ب 147 نائبا بخسارة 37 مقعدا. بيد أن الكتلتين خسرتا الأغلبية. وذلك للمرة الأولي منذ أربعين عاما.