أيام قليلة ويتوجه المصريون نحو صناديق الاقتراع للاستفتاء علي التعديلات الدستورية.. تفويض جديد من الشعب للقائد المنتصر والبطل الشجاع الذي أنقذ مصر من غياهب الضياع والتفتت والتشرذم علي يد عصابة فاشية كادت تشعل نيران الفتنة والصراع الطائفيپلتأكل الاخضر واليابس وتمحو تاريخا مديدا وحضارة عريقة شيدها الأجداد منذ فجر التاريخ وعمادها المواطنة والعدالة بين المصريين-كل المصريين- بعيدا عن اختلاف العرق والدين والجنس والعنصر.. فكل المصريين عاشوا آلاف السنين سواء تظلهم كنانة الله في أرضه ويعيش علي ارضها خير اجناد الارض. الأعداء في الداخل والخارج اختزلوا التعديلات المقترحة في مادة واحدة تتعلق بمدة الفترة الرئاسية وزعموا زيفا وبهتانا أن البطل يريد تمديد فترة ولايته بعد انتهاء مدتيه الرئاسيتين وعمرهما معا 8 سنوات.. التعديلات تشمل عددا كبيرا من المواد وتحقق اضافات مهمة وترسي مبادئ وقواعد اساسية أهدرها دستور مجموعة ال 50 التي شكلت في ظروف مضطربة وضمت عناصر مشكوكاً في وطنيتها وقد كشفت الايام والسنون عن خيانتها وعمالتها.. مصر ليست سويسرا أو النرويج.. هكذا قال وكتب مفكر فرنسي كبير ولم يكن من المنطقي ابدا أن تظل فترة الرئاسة اربع سنوات فقط فيما تبلغ في معظم بلدان العالم الديمقراطية ست سنوات.. ورحلة البناء والتنمية وتصحيح المسار التي بدأها الرئيس السيسي لابد لها أن تستمر وتكتمل حتي نجني جميعا الثمار. دستورنا قرارنا ومستقبلنا.. نعدله بأيدينا وبارادتنا وليس من حق شخص أو قوة أو نظام كائنا من كان أن يتدخل في شئوننا أو يجعل من نفسه وصيا علينا ويملي علينا قراره وإرادته ومن يفكر في ذلك فهو جاهل جهول ضال مضلل بطبيعة الإنسان المصري علي مدار التاريخ الطويل ويكاد يسبح ضد التيار فالمصري عنيد لايقبل بتدخل أحد في شئونه.. ودستورنا هو خارطة طريقنا نكتبه بأيدينا ونعدله بارادتنا والويل كل الويل لمن يفكر في الاجتراء علي هذا الحق الذي يعتبره المصري خطا أحمر ومنطقة محرمة تحرق كل من يقترب منها. نعود للدستور الجديد الذي يقره المصريون خلال الأيام المقبلة.. ماذا يضيف ويقدم للشعب وللدولة ولمسيرة الانجاز والبناء التي بدأت في 2014 وتمضي بخطي واثقة.. مدة رئاسية اكبر وتكليف شعبي جديد لرجل صدق ماعاهد الله عليه ووعد به شعبه ونائب أو أكثر لدعم ومساندة الرئيس وغرفة برلمانية جديدة تساعد وتدعم ثورة الإصلاحات التشريعية وكوتة محددة غير مسبوقة للمرأة لايمكن المساس بها وتجديد الثقة في قواتنا المسلحة الباسلة حامية حمي الشعب ودعامة الحرية والديمقراطية وبناء الدولة المصرية الحديثة.. ميزات واضافات قوية تقدمها التعديلات الدستورية وعلي رأسها وفوق قمتها تعزيز مناخ الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ودعم بيئة العمل والاستثمار والنمو والحفاظ علي المكاسب الكبري التي تحققت في فترة وجيزة وأقرب الي المعجزات. والسؤال: لماذا كل هذه الحرب العدائية التي يشنها عصابات الإرهاب في شتي بقاع الدنيا.. ماذا يخوفهم ويقض مضاجعهم من تعديل الدستور.. يخشون من موجة جديدة من تفويض الشعب لقائده تؤكد للعالم كله التفاف الجماهير حول البطل بنفس قوة وعنفوان 30 يونيو ومابعدها وربما اقوي واشد.. السلطان العثماني المزعوم الذي يتشدق بالحرية ويبكي علي اطلال الديمقراطية لم يعدل دستوره بل نسفه وحرقه وقطعه ارباپ وألقي بأشلاله في البحر الأسود ثم جاء بدستور ملاكي جديد فصله علي مقاسه.. قلب نظام الحكم في بلاده بجرة قلم من برلماني الي جمهوري وسحب صلاحيات رئيس الحكومة التي كانت كلها في يده لما كان في ذات المنصب وانتقل بها كلها الي رئيس الجمهورية عندما اصبح في ذات المنصب ولا احد يعرف مصير الرئيس عبدالله جول حتي الآن. وختاما لا اشك لحظة في وعي المصريين وحبهم لبلدهم وحرصهم علي استقراره ومستقبله ولذلك أتوقع خروج الشعب في مسيرات حاشدة نحو لجان الاقتراع وسيقدم المصريون دروسا جديدة في الديمقراطية وحب الوطن والتضحية من أجله.. وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.