أكد الرئيس التونسي "في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية بعد تسلمه رئاسة القمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية" ضرورة أن تكون هناك وقفه عربية عربية لتحديد مواطن الخلل في العمل العربي المشترك وضرورة إعادة ترتيب الأولويات علي قاعدة الأهم فالمهم. قال "إن تخليص المنطقة من بؤر التوتر أصبحت حاجة ملحة لاتحتمل التأجيل كما يجب تأكيد أولوية القضية الفلسطينية في العمل العربي المشترك وتسليط الضوء عليها في الساحة الدولية مشددا علي ضرورة توجيه رسالة للمجتمع الدولي بأن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم بأسره يمر عبر تسوية عادلة للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف علي الأراضي المحتلة عام 1967 وعلي أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين. كما شدد علي أن الجولان أرض عربية محتلة بإعتراف المجتمع الدولي لافتا إلي ضرورة بذل الجهود لإنهاء الاحتلال لتحقيق الاستقرار علي المستويين الأمني والدولي وليس تكريس الاحتلال ومخالفات القرارات الدولية التي تؤكد أن الجولان أرض سورية محتلة. ثمن الرئيس التونسي نتائج القمة العربية الأوروبية التي عقدت في شرم الشيخ بمصر في فبراير الماضي مشيراً إلي أنها أسست لمرحلة جديدة للتعاون بين العالم وأوروبا. قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إن "من غير المعقول والمقبول أن يتواصل الوضع علي ما هو عليه وأن تستمر المنطقة العربية في صدارة مؤشرات بؤر التوتر واللاجئين والمآسي الانسانية والإرهاب وتعطيل التنمية كما أنه من غير المقبول أن تدار قضايانا العربية المرتبطة مباشرة بأمننا القومي خارج أطر العمل العربي المشترك وأن تتحول منطقتنا إلي ساحات للصراع الدولية والإقليمية". وأضاف السبسي في كلمته أمام القمة العربية العادية في دورتها الثلاثين "لذلك إن علينا العمل علي استعادة زمام المبادرة في معالجة أوضاعنا بأيدينا وهو ما يستدعي في المقام الأول تجاوز الخلافات وتنقية الأجواء العربية وتنمية أواصر التضامن الفعلي بيننا فالتحديات والتهديدات التي تواجه منطقتنا أكبر من أن نتصدي لها فرادي فلا خيار لنا غير التآزر وتعزيز الثقة والتعاون بيننا واقترح الرئيس التونسي ان ينعقد القمة تحت عنوان "قمة العزم والتضامن" لافتا إلي أنه كان لابد من وقفة متأنية وحازمة لتحديد أسباب الوهن ومواطن الخلل في عملنا العربي المشترك بما يمكننا من توحيد رؤانا وبلورة تقييم الجماعي للمخاطر والتحديات وإعادة ترتيب الأولويات إلي قاعدة الأهم قبل المهم . وأضاف أن "تخليص المنطقة من جميع الأزمات وبؤر التوتر وما يتعهدها من مخاطر حاجة ملحة لاتنتظر التأجيل منا" مشيراً إلي أن تأكيد المكانة المركزية للقضية الفلسطينية في عملنا العربي المشترك وإعادتها إلي دائرة الضوء علي الساحة الدولية بات ضروريا وهو ما يقتضي منا إبلاغ رسالة واضحة إلي كل أطراف المجتمع الدولي مفادها أن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بل في العالم بأسره يمر حتما عبر إيجاد تسوية عادلة وشاملة لهذه القضية تضمن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق وتؤدي إلي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف علي أساس قرار الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين. أكد الرئيس التونسي أنه "لتحقيق هذا الهدف لابد من تكثيف تحركاتنا وتنسيقها من أجل وضع حد للقرارات والممارسات الرامية إلي المساس بمرجعيات القضية الفلسطينية الأساسية والتصدي لكل ما شأنه المساس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ولاسيما حقه في تقرير المصير والوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس". وتابع الرئيس التونسي قائلا:"إن الوضع في ليبيا لايزال مبعث قلق كبير لتونس لأن أمن ليبيا من أمن تونس". أضاف أن الوضع في ليبيا سيؤثر بالسلب علي الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها مؤكدا أن الحوار والتوافق سيظلان السبيل الأنجع لتجاوز الخلافات وإنهاء الأزمات. أشار إلي أن تونس قدمت بالتنسيق مع الجزائر ومصر بمبادرة لمساعدة الاشقاء الليبين علي تحقيق تسوية سياسية شاملة وفق المسار الذي ترعاه الأممالمتحدة ليمكن من إعادة الامن والاستقرار إلي كافة ربوع ليبيا وإنهاء معاناة الشعب الليبي الشقيق. وأعرب عن ثقته إزاء المساعي الأممية الرامية إلي المساعدة علي إنهاء هذه الأزمة بعيدا عن صراع المصالح والتدخلات في شئون الداخلية لليبيا. وتابع "إننا علي ثقة في قدرة الأطراف الليبية علي تجاوز الخلافات وتغليب المصلحة العليا لبلادهم في إطار من التوافق والحوار البناء وحرصا علي توطيد مقومات الأمن والاستقرار في كل أجزاء منطقتنا حيث نري ضرورة تسريع مسار الحل السياسي للأزمة في سوريا باعتبارها جزءا أصيلا من الوطن العربي ومساعدة الشعب السوري الشقيق علي تجاوز محنته بما يضع حدا لمعاناه ويحقق تطلعاته في العيش في أمن وأمان ويحافط علي وحدة هذا البلد الشقيق واستقلاله وسيادته. مضيفا "أن من شأن تسوية هذه الأزمة الإسهام في تحصين المنطقة من الاخترقات والتعثرات التي تتسلل عبرها التنظيمات الإرهابية". وحول التطور الأخير الرامي إلي تثبيت احتلال الجولان السوري وفرض سيادة إسرائيل الكاملة جدد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي التأكيد علي أن هذه الأرض العربية أرض محتلة باعتراف المجتمع الدولي داعيا بدلا من تكريس سياسة الأمر الواقع ومخالفة قرارات الشرعية الدولية وزيادة التوتر في المنطقة إلي ضرورة تضافر الجهود لإنهاء الاحتلال تحقيقا للأمن والاستقرارعلي المستويين الإقليمي والدولي. وبشأن الوضع في اليمن الشقيق دعا الرئيس السبسي إلي مواصلة الجهود الإقليمية والدولية لإعادة الشرعية في هذا البلد الشقيق وتهيئة الظروف لمواصلة المفاوضات للتوصل إلي التسوية السياسية تنهي الأزمة وتضع حدا للمعاناة الإنسانية للشعب اليمني وفقا للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والقرارات الدولية ذات الصلة وبعيدا عن التدخلات الخارجية وبما يحفظ استقلال اليمن ووحدته ويعيد له ولمنطقة الخليج العربي الأمن والاستقرار مرحبا باتفاق ستوكهولم وداعيا إلي تنفيذ بنوده. وفيما يخص العراق جدد الرئيس التونسي التهنئة للأشقاء العراقيين مقدرا التضحيات الجسام التي قدمها الشعب العراقي في الذود عن سيادة بلاده آملا أن تكلل جهوده بالنجاح في إعادة إعمار المناطق المحررة وتعزيز تماسك جبهته الداخلية ووحدته الوطنية مؤكدا دعم وتقدير الجهود الإقليمية والدولية الساعية إلي معالجة مختلف هذه الأزمات داعيا إلي إعادة تفعيل الأليات العربية للوقاية من النزاعات وإدارتها وتسويتها باعتبارها ضمانا للحيلولة من إطالة أمد الأزمات وتعثر مسارات حلها. وجدد الرئيس التونسي التأكيد علي أهمية توحيد المواقف والتحركات في المحافل الإقليمية والدولية لخدمة القضايا العربية مشددا علي مواصلة تعزيز العلاقات العربية مع بقية التجمعات الإقليمية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية بما يساهم بشكل فاعل لتوسيع دائرة الدعم والمساندة لقضايانا علي الساحة الدولية. أشاد السبسي في هذا الإطار بما يتحقق من نتائج إيجابية في مختلف منتديات التعاون العربي في هذه المجموعات مثمنا مخرجات القمة العربية والأوروبية الأولي المنعقدة مؤخرا بجمهورية مصر العربية والتي ساهمت في بلورة إدراك أعمق للتحديات المشتركة وأسست لمرحلة جديدة من الحوار والتعاون بين هذين الفرعين. وأكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أن الإرهاب سيظل أكبر المخاطر التي تهدد مقومات الأمن والاستقرار والتنمية في العالم .. مشددا علي ضرورة المضي قدما في جهود محاربة الإرهاب والقضاء علي مصادر تمويلها ضمن استراتيجية تأخذ في الاعتبار كل الأبعاد الأمنية والسياسية والثقافية والتنموية المرتبطة بها. وثمن الرئيس التونسي كافة الجهود المبذولة علي المستويات الوطنية والإقليمية والدولية في محاصرة ظاهرة الإرهاب مؤكداً ضرورة السعي بنفس العزم والمثابرة إلي تحصين المجتمع خاصة الشباب من تأثيرات تيارات العنف والتطرف من خلال دفع التنمية الشاملة الكاملة والمستدامة. كما شدد السبسي علي ضرورة تكثيف الجهود من أجل المزيد من دفع علاقات التعاون والتكامل الاقتصادي العربي وتطويرها مؤكدا عزم بلاده علي مواصلة العمل من أجل الارتقاء علاقاتها مع الدول العربية إلي أرفع المستويات والتعاون البناء.