كثيرا ما أصابت قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منطقة الشرق الأوسط بالفوضي.. لكن قراره الأخير بانسحاب قواته من الأراضي السورية تسبب في فوضي عالمية ومطامع كبيرة من كثير من الدول.. أولها تركيا التي تريد بشتي الطرق التواجد الفعلي داخل سوريا وبسط نفوذها. تحت ذريعة محاربة تنظيم داعش وتحجيم أي دور للأكراد. اتسعت رقعة النفوذ التركي شمال سوريا علي نحو غير مسبوق. منذ أن أطلقت أنقرة عملية درع الفرات في أغسطس 2016. ودخلت دباباتها للأراضي السورية لأول مرة. وجاء القرار الأمريكي بالانسحاب من سوريا لدعم تلك المطامع . خاصة أن تركيا لوحت مؤخرا بامتلاكها وثائق تؤكد أحقيتها في بسط سيطرتها علي 15 قرية بمحافظة إدلب المتاخمة لحدودها.. ومن أجل تحقيق هذا الغرض. دفعت بتعزيزات عسكرية لإنشاء نقاط مراقبة علي الطريق الدولي الواصل بين إدلب والحدود السورية مع تركيا والحدود السورية مع الأردن. ومن إدلب إلي عفرين في حلب. لم تتوقف الأطماع التركية في السيطرة علي المزيد من الأراضي السورية. بذريعة مواجهة الجماعات الكردية المسلحة. التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا. وقد ذهب أردوغان إلي أبعد من سوريا. حين هدد في مارس من هذا العام بدخول القوات التركية إلي قضاء سنجار شمالي العراق ¢لتطهيره من العناصر الكردية¢. علي حد قوله. قرار ترامب جاء خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي . وتعهد الأخير بسد الفراغ الذي سيحدثه الانسحاب الأمريكي والقضاء علي تنظيم داعش الإرهابي.. بدورها أعلنت الرئاسة التركية أن ترامب وإردوغان اتفقا علي التنسيق عسكرياً ودبلوماسياً لعدم السماح بوجود أي فراغ في السلطة بسوريا قد يتم استغلاله . التنافس بين القوي المختلفة بدأ علي الأرض بعد القرار الأمريكي . إذ أرسلت أنقرة تعزيزات إلي حدودها مع سوريا بلغت نحو مائة مركبة. كما تحدثت مصادر عن وصول تعزيزات روسية جديدة إلي مدينة دير الزور. في تحرك عُدّ مقدمة لإنشاء تمركز أو قاعدة عسكرية في المنطقة. كما ذكرت وسائل إعلام محلية أن وحدات من الجيش السوري توجهت نحو ريف دير الزور الشرقي.في الوقت الذي أرسلت فيه ميليشيات "الحشد الشعبي" العراقية و"الحرس الثوري" الإيراني . الموجودة في مدينة البوكمال وريفها "تعزيزات عسكرية إلي ريف الرقة الغربي وريف دير الزور". من جانبه . كشف رياض درار رئيس مجلس سوريا الديمقراطية "الذراع السياسية لقوات سوريا الديمقراطية" أن زيارتهم لفرنسا كانت لمناقشة الأوضاع الأخيرة بعد قرار الانسحاب الأمريكي. وإنه رغم الاستعداد لمثل هذه اللحظة خطورة القرار تكمن في اتخاذه والتهديدات التركية علي الأبواب والجيش التركي يهدد باقتحام المنطقة. وتابع درار أن الفرنسيين أيضاً كانوا مندهشين من هذا القرار. غير أن الفرنسيين مثلهم مثل غيرهم لا يستطيعون التحرك دون الغطاء الأمريكي. لأن واشنطن هي من تستطيع أن تتخذ القرارات وترسم الإرادات.