*.. نعم.. فرحة الفوز مطلوبة. لكن إذا كانت تلك الفرحة مجرد حقنة لتسكين الآلام دون علاج حقيقي.. فهذا مرفوض!! نحن في أشد الحاجة للفرحة مع منتخبنا الوطني الذي يبث فينا الأمل ويزرع الفرحة في نفوسنا ويدفعنا لتحقيق المزيد من الانتصارات لمصر حتي ولو كانت في كرة القدم!! ولكن بشرط ألا تنسينا الفرحة أن هناك هفوات قد لا ترقي لدرجة الخطأ الذي قد يوقعنا مستقبلاً في هوة السقوط!! نعم فرحنا جميعاً بالفوز بأربعة أهداف علي فرقة سواتيني أو سوازيلاند سابقاً. واقتربنا من أمل الصعود لكأس الأمم القادمة. وأنا شخصياً لم تقف سعادتي لمجرد الفوز بل هناك نقاط إيجابية أخري لابد من الحديث عنها.. تماماً مثلما هناك نقاط سلبية أخري لابد من التوقف أمامها. توقيت رائع * من إيجابيات المباراة التي كنا نعرف مسبقاً أننا سنفوز فيها لفارق الخبرة والتاريخ سيما وأننا هزمنا هذا الفريق بالعشرة النظيفة من قبل. لكن الأجمل أن المباراة شهدت تسجيل أربعة أهداف بنكهة مختلفة. * فهدف صلاح جاء في توقيت رائع كان هو ونحن في أشد الحاجة إليه حتي لا يقال إن صلاح غائب عن التهديف في إنجلترا وفي مصر.. كما أن الهدف جاء بلمحة فنية وخبرة لا توصف.. عندما سدد الكرة من ضربة ركنية لتسكن الشباك بدهاء وذكاء ومقدرة فائقة. وهدف تريزيجيه صاحب المجهود الوفير وضع بصمته التهديفية كأول هدف دولي. وأيضا هدف وردة الجميل من جملة رائعة.. حتي هدف مصر الأول سجله أحمد المحمدي قائد الفريق بعد صيام ثماني سنوات عن التهديف الدولي.. أي أن الأهداف الأربعة بصمة لأربعة نجوم كانوا في أشد الحاجة للتهديف ليرجحوا كفة المنتخب. * منتخبنا قدم أداء هجومياً إيجابياً في الشوط الأول أثمر عن الأهداف الأربعة. وهو أداء عكسي في هذا الشوط لتصميم اللاعبين علي حسم النتيجة مبكراً. * منتخبنا بهذا التشكيل أثبت أن البركة الهجومية فيمن حضر وشارك ومثل الفريق مهما كان اسمه. قديماً مشهوراً أو حديثاً يضع قدمه في التشكيلة ليثبت وجوده.. فالمهم هو الفوز الذي كان متاحاً ومتوقعاً من قبل اللقاء بل كان الجميع متوقعه بأهداف مضاعفة!! سلبيات كثيرة ** أما عن السلبيات التي حدثت فهي كثيرة ومن الضروري أن نتعرض لها قبل لقاء العودة الثلاثاء القادم في سوازيلاند وإن كانت نتيجته طبقاً للمعطيات الفنية شبه مضمونة خاصة وأن الفريق المنافس سيلعب للهجوم علي أرضه علي أمل التسجيل في مرمانا. * فإصابة صلاح بشد عضلي ليست إصابة مقصودة من لاعب منافس بل إنها شد عضلي بسبب أرضية الملعب الصلبة. وهذا ما يستدعي إعادة النظر من جهاز المنتخب للعب في ملعب أفضل.. فالعيب كل العيب أن نلعب في بلدنا ونختار ملعباً لا يصلح ليصاب نجومنا. ومن السبب في سوء أرض الملعب وصلابتها بهذا الشكل؟!! .. المشكلة الآن إذا شارك صلاح في لقاء العودة أو إصرار أجيري المدير الفني علي اصطحابه إلي سوازيلاند رغم أن المباراة لا تستدعي مشاركته فالأفضل فعلاً أن يحصل صلاح علي راحة تامة ويعود لفريقه ليفربول ليكون تحت رعاية طبية كاملة وشاملة مع جهازه الفني. ولا أظن أن أجيري في حاجة لصلاح المصاب في اللقاء القادم بل إننا في أشد الحاجة للاطمئنان عليه خاصة قبل لقاء العودة مع تونس.. المهم أن يبحث اتحاد الكرة أولاً في سوء أرضية الملاعب المصرية التي تختلف شكلاً ومضموناً عن أرضيات الملاعب العالمية خاصة في أوروبا.. والله حتي في أفريقيا التي تقدمت وأصبحت ملاعبها أفضل مما نراه عندنا. تفاوت الأداء * التفاوت في الأداء بين شوطي المباراة كان واضحاً.. فمنتخبنا لعب مهاجماً في الأول.. ثم تحول في الشوط الثاني للعب علي الواقف كما يقولون وبدون رغبة في التسجيل وكأنه اكتفي فبدأ أجيري في إجراء بعض التغييرات التي لم تحقق مردوداً تهديفياً للفريق.. وأظن أن مركز رأس الحربة مازال يمثل صداعاً في رأس الجهاز الفني.. لأن كل من جربهم أجيري حتي الآن دون المستوي المطلوب حتي إن الأهداف التي يتم تسجيلها تأتي عن طريق لاعبي الوسط أو القادمين من الخلف كما حدث في أهدافنا الأربعة.. صحيح أنها إما بتوقيع صلاح في الرابع أو لمساهمته الهجومية وتمريراته الجيدة لباقي زملائه. أو سحب المدافعين حوله لرقابته.. لكن صلاح في كل الأحوال ليس رأس الحربة الصريح الذي تحمله ما لا طاقة له به من تحمل مسئولية التهديف وحده وتحقيق الفوز لمصر وشعبها!! منتخبنا في حاجة لرأس حربة يتم تثبيته ويملك مهارة متعب أو مقدرة وإصرار حسام حسن. والعيب كل العيب أن كل فرق الدوري المصري الآن تملك رءوس حربة أجانب ولا تعطي الفرصة لمهاجمين مصريين. وحتي ولو حدث فيقول أجيري إنهم كبار السن ولا يصلحون للمنتخب!! أخطاء تافهة * من السلبيات التي حدثت في المباراة.. الهدف الوحيد لسوازيلاند عندما لمح اللاعب الشناوي متقدماً عن مرماه بمسافة لا تقل عن خمسة وعشرين متراً لأنه كان يقف في نصف ملعب منتخب مصر ولم يتوقع ما حدث.. لكن التسديدة البعيدة من قبل خط المنتصف أحرجت الشناوي وسكنت الشباك في منظر أقل ما يقال عنه إنه مؤسف.. ولو حدث هذا في لقاء مع فريق قوي مثل تونس مثلاً لقامت الدنيا فوق رأس الشناوي والجهاز الفني.. لأن مثل هذه المباريات القوية تنتهي بأهداف قليلة والتسجيل فيها نادر وصعب. ولم يعجبني تعليق أحمد ناجي مدرب حراس المرمي عندما أعلن عدم مسئولية الشناوي المتقدم أكثر من اللازم عن هذا الهدف. صحيح أن الخطأ بدأ من طارق حامد الذي لعب في الشوط الثاني وظن نفسه في نزهة بل وتعالي علي الكرة والمنافس الذي خطفها ولعبها طويلة عالية ساقطة في المرمي.. لكنها درس للشناوي أولاً قبل أن تكون غلطة يحاسب عليها طارق حامد. * فريقنا لعب شوطاً جيداً.. وشوطاً يحاسب عليه الجميع من الجهاز الفني واللاعبين ونحمد الله أنها مباراة كانت شبه مضمونة مع فريق أقل ما يوصف به أنه متواضع.. ولو تكرر هذا المشهد في لقاء تونس ستكون فضيحتنا بجلاجل!!