البيئة تكثف جهودها لمكافحة تلوث الهواء وتنظم حملات توعية واسعة حول قش الأرز (صور)    وزير الخارجية يلتقي نظيره البنجالي في نيويورك    حزب الله: القيادي الكبير هاشم صفي الدين على قيد الحياة    طارق فهمي: كلمة نتنياهو أمام الأمم المتحدة مليئة بالروايات المضللة    وزير الخارجية الجزائري يجري بنيويورك محادثات ثنائية مع العديد من نظرائه    مركز شباب الجزيرة كامل العدد بجماهير الزمالك والأهلي في ليلة نهائي السوبر (فيديو)    بمشاركة عبد القادر.. بن مالانجو يخطف نقطة قاتلة لقطر من أم صلال    الأهلى يفتح نصف دستة ملفات مؤجلة    تنويه عاجل من محافظة الجيزة بشأن غلق الدائرى للاتجاه القادم من المنيب    كارمن بصيص تعلن حملها الأول بعد زواج 8 سنوات    بمشاركة 67 حصان.. انطلاق مسابقات تراث أدب الخيل بمهرجان الشرقية    بالتزامن مع السوبر الإفريقي.. "الأزهر" يحذر من التعصب الرياضي ويوجه نصيحة لهؤلاء    «مياه مطروح» تنظم الندوة التوعوية الثانية بالمسجد الكبير    متحدث «حماة الوطن»: الدولة تستطيع تطبيق الدعم النقدي بشكل محكم    الوزارة فى الميدان    نظام دولي.. وزير التعليم يكشف سر تعديل نظام الثانوية العامة    بعد زلزال إثيوبيا بقوة 5 درجات.. عباس شراقي يكشف تأثيره على سد النهضة    العمل والإتحاد الأوروبي يبحثان إعداد دليل تصنيف مهني يتماشى مع متغيرات الأسواق    في أول ظهور لفرقة تفاكيك المسرحية.. حسام الصياد: «وشي في وشك» تكسر القوالب المعتادة للعمل المسرحي    خاص| ليلى عز العرب: أقدم شخصية والدة أيتن عامر في «عنب»    القاهرة الإخبارية: أعداد النازحين إلى بيروت تتغير بين ساعة وأخرى    "الصحة" تطلق تطبيقًا لعرض أماكن بيع الأدوية وبدائلها    حسام موافي يُحذر مرضى الضغط من الانفعال    في يوم السياحة العالمي.. أسعار تذاكر المتاحف والمناطق الأثرية    توتنام مهدد بالحرمان من سون أمام مانشستر يونايتد    حقيقة إضافة التربية الدينية للمجموع.. هل صدر قرار من وزارة التعليم؟    توقعات عبير فؤاد عن مباراة الأهلي والزمالك.. من يحسم الفوز بكأس السوبر؟    منظمة "أنقذوا الأطفال": 140 ألف طفل اضطروا للفرار من منازلهم بجنوب لبنان    جراحة عاجلة للدعم فى «الحوار الوطنى»    «حياة كريمة» توزع 3 آلاف وجبة غذائية ضمن مبادرة «سبيل» بكفر الشيخ    مصرع 3 وإصابة 11 شخصًا.. روسيا تستهدف مدينة إزميل الأوكرانية    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    كل ما تحتاج معرفته عن حكم الجمع والقصر في الصلاة للمسافر (فيديو)    اتهام بسرقة ماشية.. حبس المتهم بقتل شاب خلال مشاجرة في الوراق    سياسية المصرى الديمقراطى: نحن أمام حرب إبادة فى غزة والضفة    استشاري تغذية: الدهون الصحية تساعد الجسم على الاحتفاظ بدرجة حرارته في الشتاء    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    آس: راموس لم يتلق أي عرض من الزمالك    انتصارات أكتوبر.. "الأوقاف": "وما النصر إلا من عند الله" موضوع خطبة الجمعة المقبلة    محافظ أسوان يؤدي صلاة الغائب على شهيد الواجب معاون مباحث كوم أمبو    محافظ الفيوم يعلن نجاح أول عملية قلب مفتوح بمستشفى طامية المركزي    أيمن بهجت قمر: «تامر حسني بيحب يغير في كلمات الأغاني» (فيديو)    مصرع تلميذة سقطت من أعلى مرجيحة أثناء لهوها بقنا    غموض موقف نجم ريال مدريد من خوض الديربي    رئيس هيئة المحطات النووية يزور معرض إنجازات الصناعة الوطنية الروسية    انطلاق فعاليات ماراثون الجري بالزقازيق    بدء تطبيق المواعيد الشتوية لغلق المحلات.. الحد الأقصى العاشرة مساءً.. زيادة ساعة يومي الخميس والجمعة.. وهذه عقوبة المخالف    الكاف يستعرض مشوار الأهلي قبل انطلاق السوبر الإفريقي    النيابة تطلب التحريات حول فنى متهم بالنصب على مصطفى كامل    إطلاق حملة ترويجية دولية لمصر احتفالاً بيوم السياحة العالمي    توجيهات لوزير التعليم العالي بشأن العام الدراسي الجديد 2025    وزير السياحة: اهتمام حكومي غير مسبوق بتعزيز مكانة مصر في الأسواق السياحية    رئيس الرعاية الصحية والمدير الإقليمي للوكالة الفرنسية يبحثان مستجدات منحة دعم التأمين الشامل    طارق السعيد: عمر جابر الأفضل لمركز الظهير الأيسر أمام الأهلي    غلق الدائري من الاتجاه القادم من المنيب تجاه المريوطية 30 يوما    ولي عهد الكويت يؤكد ضرورة وقف التصعيد المتزايد بالمنطقة وتعريضها لخطر اتساع رقعة الحرب    حريق كشك ملاصق لسور مستشفى جامعة طنطا (تفاصيل)    أحمد الطلحي: سيدنا النبي له 10 خصال ليست مثل البشر (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خلف الأبواب
يقدمها: صلاح حامد
نشر في الجمهورية يوم 11 - 10 - 2018

فتحت "وردة "عينيها علي الحياة. لتكتشف أنها "تترعرع ". في بركة راكدة. من مياة المجاري. وكل ما حولها نباتات تزهر "أشواك".. فَتَاهْ أريجها بين الروائح الكريهة. وضاع جمالها وسط الأحراش والقاذورات.
***
* مش أنا اتجوزت "خالي "؟!!.. هكذا بدأت "وردة "حوارها مع صديقتها المقربة. وكاتمة أسرارها.
ردت صديقتها : ده لغز واللا ايه؟
* أبداً.. دي الحقيقة بعينها.. تزوجته بعقد شرعي كمان.. لكن علي ورقة طلاق.
ردت صديقتها : فهمت.. انت بتحكي عن فيلم. يحمل نفس الاسم.. تقريباً.
* وردة : أنا فقط استعرت عنوان الفيلم.. لكن حكايتي أكثر قسوة.. وتعقيداً. ومسطرة في أوراق قضية "خلع ".
**.. وهذه تفاصيل واحدة من أغرب قضايا "الخلع". التي شهدتها محاكم الأسرة :
***
كانت "وردة "تنادي شقيق زوجة أبيها. مسبوقاً بلقب "خالي ". وتتعامل معه علي هذا الأساس.. وهكذا باتت "الغنمة "الصغيرة. في حراسة الذئب.
تقول "وردة " : كنت في الصف الأول الثانوي. عندما عاد والدي إلي البيت. وبصحبته إمرأة. قدمها لي : "ماما ليلي ".. فهمت بسرعة أنها زوجته الجديدة. التي كنت أسمعه يتحدث لها. وعنها. خلال أيام التمهيد للزواج. وكان في منتهي السعادة. بتجربة الزواج مرة ثانية. ويقول لأصدقائه :"اللي ما تنّا ما اتهنّا ".
كان أبي وأمي قد انفصلا بالطلاق. بعد سنوات زواج مريرة. وفاشلة.. ومن فرط حنقها عليه. ولكي تغيظه. فقد تزوجت أول شخص طرق بابها. وكان رجلىا "لا يطيق "رؤيتي في البيت. أو حتي في الشارع. ويقول : والدها أولي بتربيتها.. ورد أبي علي أمي. بالزواج أيضاً من امرأة أخري.
يوم السرور.. قصير
تستطرد "وردة ": قد لا يصدق أحد. أنني استبشرت خيراً. بزوجة أبي.. فقد ذقت المرار في وجود أمي. بسبب مشاجراتها المستمرة مع أبي. حتي أصبح البيت مثل خرابة. ينعق فيها "البوم".. وفعلاً كانت علاقتنا في البداية جيدة. فزوجة أبي من عائلة ميسورة. وكان شقيقها الأكبر. "عانس ". ويغدق عليّ بغير حساب.. حتي بدأت أناديه "أونكل " خالي . بعدما غمرني بحبه وحنانه
لكن : يوم السرور قصير.. وفي النهاية : "مرات الأب ما تنحب ".. حملت زوجة أبي. الذي لم تسعه الأرض كلها من الفرحة. علي أمل أنها ستأتي له بولي العهد.. من لحظتها. تحولت أنا إلي خادمة. ومرمطون في البيت. وتحولت زوجة أبي. إلي واحدة في "جناح الحريم ". اللاتي كن لا شغلة لهن ولا مشغلة. سوي الأكل والمرعي. لتغذي الجنين. ويطلع "مكلبظ "وصحته حلوة كما قال إبي .
حكاية "الفىمْ والعين"
وبحسب الحكمة الشهيرة : "إطعم الفم تستحي العين ". فقد كان ابي يتغاضي. عن الاهانات التي توجهها زوجته لي. فالمرأة ثرية. وتنفق علي البيت.. وهو غارق في خيرها. و"قبْ "علي وش الدنيا. علي ايديها.
لكن "المحروسة "انجبت بنت.. فحملت في أقرب فرصة. ربما تنجب الولد. وزادت الأعباء المطلوبة مني أكثر وأكثر.. ولم يهدأ بال زوجة أبي. حتي أنجبت الولد. الذي كان ترتيبه الثالث. بين أبنائها أخوتي غير الأشقاء .
في ظل هذه البيئة القاسية. الظالمة. المرعبة.. كانت الأيام تمر "شَبَهْ بعض ". فما اليوم إلا مثل أمس الذي مضي.. ولم يكن لي صدر حنون. سوي "أونكل ". الذي كان يصحبني للفسحة. ويشتري لي الحلوي والملابس. حتي تعلقت به جداً. واعتبرته أحسن هدية جاد بها الزمان.
خرّاط البنات
أنهيت الثانوية ب "العافية ". والتحقت بالجامعة.. كبرت و"خرّاط البنات خرطني ". كذلك فقد حصلت علي حرية أكبر. في الخروج من البيت.. كنت أذهب إلي شقة "أونكل "كثيراً. مع زوجة أبي وأبنائها. لذلك لم يكن غريباً. أن يدعوني لإعداد الغداء في بيته. لأنه زهق من "الأكل السوقي ".. وتعددت هذه الزيارات.
في البداية.. لم أكن "أىصنّف "لمسات "أونكل "لي. واحتكاكاته بي. علي أنها "تحرش ". فهو "خالي ".. يوماً بعد يوم. إزدادت جرأته. فأنا لم أعترض. والسكوت علامة الرضا.. حتي جاءت لحظة الغدر !!!
في ذلك اليوم.. لا أدري كيف حدث ما حدث.. هل كنت شبه مخدرة. من شئ ما دسه في العصير. أم خائفة من صد الرجل الوحيد. الذي يعينني علي الحياة.. المهم أنني فقدت أعز ما أملك.
غلطة .. وورطة
عدت إلي البيت محطمة. لكنني لم استطع أن أحتفظ بالسر طويلاً.. وليتني ما فعلت.. فقد اتهمتني زوجة أبي. بأنني الذي "أغويت "شقيقها "الأمير ".. والشيطان شاطر.. ومال أبي لرأيها. برغم أنه كان يستشيط غضباً.. لكنه "عبد "للمرأة الثرية. التي لا تبخل عليه بأموالها.
أما أمي.. فقد أخرجت نفسها من الموضوع. زي الشعرة من العجين.
كانت ورطة كبيرة. اقترح البعض أن يتزوجني رسمياً. ثم يطلقني. للهروب من أزمة "البكر الرشيد ".. وافق "أونكل "علي عقد القران. لكنه ماطل في الطلاق. فقد أعجبته الحكاية. ويريد حقه الشرعي. من الصبية الجميلة.. تحركت النخوة في "عمي ". الذي استضافني عنده. وأقام دعوي خلع.
***
صحيح : أسد مفترس أمامك.. خير من كلب خائن خلفك.
سمكة.. في "بحر الهوي"
برغم الهم والغم والتعاسة. التي جلبهم لها النقاش الحاد مع أسرتها. فقد خرجت "سمر"من كآبتها فجأة. وأطلقت ضحكة صغيرة - كادت تكون قهقهة لولا الملامة- . وقالت بصوت أقرب للهمس : "جيت في وقتك ".. كانت رسالة علي الموبايل. من حبيب القلب: "افتح قلبي بسكين وشوف حالة المسكين . يمكن تحن عليه . وترسل له "مسج "الحين".
المثير.. أنها خرجت من الكآبة. لتدخل أسرتها فيها. فقد كان الحبيب . هو الغائب الحاضر.. والكلام في "سيرته ". يسعد "سمر ".. ويصيب أسرتها بالتعاسة.
قالوا لها : احسبيها بالورقة والقلم .. "هيصرف عليك منين "؟ ودخله كله لا يكفي سهرة واحدة . من سهراتك في النادي !!
قالت : الأكل والشرب آخر حاجة أفكر فيها.. ولو كان ولابد "ناكل جبنه وزيتون ".
ضحكت شقيقتها الكبري. حتي دمعت عيناها. وأوشكت علي الاختناق. انتقلت عدوي الضحك للجميع. ثم قالوا : يابنتي دا كان أيام الشحرورة "صباح".. انت عارفة كيلو الجبن اليوم بكام ؟
"موّال "حزين
تركتهم "سمر "يضحكون. وردت علي حبيبها : "مساء الماس.. يا أعز الناس ".
كان النقاش قد وصل بالطرفين إلي طريق مسدود.. كلى متمسك بوجهة نظره.. الأسرة تحتكم للعقل.. والفتاة الشابة مستسلمة للقلب. وأغاني الحب.
قالوا : مفيش فايدة.. دي مثل سمكة في "بحر الهوي ".. تنجذب إلي سنارة الصياد. وهي تظن أنه كريم. ويقدم لها الطعام.
لكن : ما بين الخيال.. والواقع : "موّال "حزين.
***
علاقة الحب التي ربطت الفتاة الثرية. بزميلها "الغلبان ". بدأت بسوء تفاهم بينهما. في كافيتيريا بالحرم الجامعي.. بنطلونها الجينز "المقطع ". و "التي شيرت"البسيط. وملابسها "الكاجوال " عموماً . جعل "عماد "يعتقد أنها "علي قد حالها " مثله. فلماذا "الفرعنة".
كانت "سمر "معتادة أن "يوّسع "لها الزملاء. ويلتفون حولها. وكما يقول المثل : "طول ما الكيس ملان بيكثروا الخلان ". وهو مالم يكن يعرفه "عماد". فوجه إليها عبارات نابية. بسبب سوء تفاهم بسيط.
كانت هذه أول مرة. تجد فيها "شاب راجل ". لا يعمل لها حساب. فأعجبها. فالفتاة تحتاج لرجل بجانبها. كما يحتاج الرجل لأنثي.. وكما يقولون : "لكل سمكة.. سنارة ".. وكانت هذه هي سنارة "سمر ". التي اصطادتها برمية من غير رام.. فلم يكن الشاب يقصدها.
مر العام الدراسي الأخير في الجامعة. وبدأ كلام الليل المدهون بالزبدة.. "يسيح ". عندما طلعت عليه شمس الصيف.. فلا يوجد بصيص أمل. ليري هذا الحب النور. في نهاية النفق.
"المتزوجون "
نظرياً.. كان الحب محكوماً عليه بالفشل. فالعريس بدون مال. أو شقة.. وراتبه في عمل "كىلِّشن كان ". يكاد يكفي نفقاته الشخصية. فكيف سيتقدم لخطبتها. وماذا سيقول لأهلها ؟.
قالت له : سأمهد لك الطريق.. وعندما أحصل علي الاشارة الخضراء. سيكون الباب أمامك مفتوحاً.
لكنها اصطدمت برفض الأسرة. الذي كان متوقعاً.
لم تستسلم. رفعت شعارات أننا "ولاد تسعة ". وأن الفوارق الاجتماعية كانت أيام الباشوات. وأن "الطبقات "من صنع البشر الفاسدين.
قالوا : العريس مش جاهز . ومؤكد إنه انتهازي.
قالت : الغني في النفس. والشرف في التواضع.
قالوا : روحي اتجوزيه. "بعيد عنا" !!
تم الزفاف بدون زفة . أو حفلة.. كانت "سمر "هي من دفع إيجار "شقة الزوجية ".. بعد أن "شطبت" علي رصيدها في البنك. بدأت الأقنعة تتساقط.. قال لها : الحل الوحيد أن نقيم في الفيللا. مع والدك. وهي تكفِّي من الحبايب ألف.
نظرت له باشمئزاز : قصدك علي طريقة مسرحية "المتزوجون "؟!
ضكك.. ولم يعقب
***
تأكدت أن اختيارها كان خطأ. وأن الخلع.. هو الحل.
عادت لأسرتها.. فمن الأفضل لك أن تشعر بالخوف من الحقيقة . بدلاً من أن تشعر بالطمأنينة. مع الكذب.
"حرمان "
دلع "جميلة ". وضحكتها من القلب. ونظراتها الحالمة. خلال حديثها مع المدير. توحي بأنهما "صون فاصون ".. أو بالبلدي كده ": سمن علي عسل ". وأن أحداثاً مهمة. تقع خلف الأبواب.. فإذا كانا لا يستطيعان "الصبر "علي الحب. أمام الزملاء في العمل.. فكيف يكون الحال. في الحجرات المغلقة ؟!
كانت "جميلة "جريئة قبل الزواج. وأكثر جرأة بعده.. وكانت في سن الشباب. والنضج الأنثوي.. لذلك لم تحتاج لمجهود. لتخرج مديرها صاحب العمل . من حالة الحزن والاكتئاب التي لازمته. منذ انفصاله عن زوجته. وأم أولاده.. لم يكن الأمر بدافع أنها "تأخذ فيه ثواب " كما كانت تقول . ولكن لتحصل علي ثقته. وما يتبعها من زيادة في المكافآت والبدلات.
لكن "اللعبة "تحولت إلي جد. من طرف الرجل الأربعيني.. ف "الحبپ: إمرأة ورجل. وحرمان".
** فكيف انتهت قصة الحب و"الهيام ".. بين إمرأة متزوجة.. ورجل "محروم "؟
***
كانت "جميلة "تعشق أن تبدو دائماً : "إسم علي مسمي ". فهي زبونة لمحلات الموضة. و"رايحة جاية "علي الكوافير.. مما تسبب في توتر العلاقة. بينها وبين زوجها. الذي لم يكن يستطيع أن "يصد أو يرد ". لأنه تزوجها علي هذه الصورة. فلماذا الشكوي الآن؟
هذه المشاحنات. أحدثت شرخاً في العلاقة الزوجية. تنذر باقتراب "فض الشراكة ".. وعودة كلى منهما إلي المربع "صفر ".. هذه الحالة دفعتها لإعادة تقييم الموقف. من المدير "العاشق ". الذي أصبح يختلق الأعذار. ليجعلها بجانبه.
الغاية.. والوسيلة
لم تكن "جميلة "من النوع الذي يحمل بين أضلعه. نفساً لوامة. فمثل هذه المبادئ لا تتذكرها أصلاً. فقررت اغتنام الفرصة.. فالرجل حرارته "مولعّة ". في درجة نيران البركان. وليس هناك أفضل من "الطرق علي الحديد وهو ساخن ". لتشكله علي هواها. وبما يناسبها.. خاصة أنه سقط علي الأرض. ويرفرف بجناحيه. مثل الطير الذبيح.
.. حدثتها نفسها : ماذا تريدين منه.. هل نسيت إنك إمرأة متزوجة ؟
.. وردت علي نفسها : جوازه فاشلة. لم تحقق طموحي.. والخروج منها اليوم. افضل من بكره.
بعد أن إطمأن قلبها لقرارها.. بدأت تسرّع خطواتها. للإنتهاء من "العملية ". في أسرع وقت. فربما كانت تتعقبه صيادة أخري. وما أكثرهن فتسبقها إلي قلبه. و"تضيع الشغلانة. دستوركوا ياللي معانا " علي رأي شريهان .
كانت "جميلة "تشجعه علي "التجرؤ "عليها. بحرارة تشجيع جمهور الدرجة الثالثة. لمنتخب الفراعنة ومحمد صلاح.. أغلقت أمامه كل الطرق والنوافذ. ماعدا الطريق الذي يوصل إليها فقط.. كانت تعرف أن طريق العودة أمامه. مغلق بالضبة والمفتاح. ف "الحب كالحرب . من السهل أن تشعلها.. من الصعب أن تخمدها".. ولم يعد أمامه سوي خيارين إثنين فقط. إما هي.. أو هي.
حدثته عن معاناتها مع زوجها. الذي قد يدفعها إما إلي الفرار .. أو الانتحار.
قال : لا .. انتحار إيه.. إخلعيه. ومكانك في قلبي وبيتي موجود.
قالت له : أنا مش هشتري سمك في بحر.
قال : كل شروطك وطلباتك مجابة.. هو الواحد هيعيش كام مرة ؟
العِتاب.. هدية الأحباب
فجأة.. توقفت "جميلة "عن التذمر في البيت.. لم يكن ظن الزوج بها. أنها "عِقْلت ".. فهي كما هي. لم تتغير.. كل ما خطر علي باله. انها مجرد "هىدنة ". أو أن أمراً أخر. شغل تفكيرها.. فكر أن يستغل حالة التهدئة. ويعاتبها. لعل السلام بينهما.. رفضت.. قالت له : مليش نفس.. ثم إن "العِتاب.. هدية الأحباب ". واحنا مش كده !!!
كان الهدوء الذي يسبق العاطفة.. فقد كانت تتجهز للقفز من السفينة. قبل أن تغرق.. وكان هناك "يخت "فخم في انتظارها.. هجرت زوجها.. خلعته.. وتزوجت بالأخر. في اليوم التالي لانتهاء أشهر العدة.
***
أما الزوج فقد أخذ يعزي نفسه : إذا كان كل البشر يخون. فكن أنت من يصون.
لكنها مجرد شعارات.. لا تمنع برد الوحدة في الشتاء.. ولا تبرد حر الصيف.. ولا تخفف آلام وخز الفشل.
ذات الرداء "الأسود "
مجرد وجوده في أي مكان. كفيلى بأن يجعله موحشاً.. ليس لأنه "نحس " لا سمح الله . ولا لأنه يرتدي قناع دراكيولا المرعب مثلا .. ولكن لأن "سحنته ". لم ترتسم عليها ابتسامة واحدة. منذ أن خلقه الله. والسبب "في علم الغيب".. فهو عادة "مكشّر ". ومكفهر. ولا تسأل لماذا.. لأنه "كده والسلام "!!
إذا كان ذلك حاله. في الشارع والعمل.. فإن هيئته في البيت تكون "أصعب ". ولا يمكن تخيلها. فمن رأي ليس كمن سمع.
هذه الصورة "المخيفة ". ترسمها زوجته "سمَّية ".. ذات الرداء الأسود.
أما لماذا رداؤها "أسود". وليس أحمر كما في حكاية الأطفال الشهيرة .. ولماذا يخشي "راضي " والاسم مستعار . الابتسام في وجه أي إنسان. حتي زوجته وأبنائه ؟
** تفاصيل هذه القصة المؤلمة. تلقتها صفحة "خلف الأبواب "عبر الايميل : [email protected]
***
تقول "سمَّية " والعهدة علي الراوي : كانت بداياتي مع الحياة. مبشرة. فقد تزوجت بعد قصة حب. أقوي من قصة قيس وليلي. لكن "حماتي "كانت جبارة. وصعبة العشرة..وكانت سيدة متسلطة. وإبنها "شخشيخة "في يدها.. فسقط من نظري. وأصبحت أراه في هيئة "النسناس ".
ذات ليلة . "استلمتني "حماتي بالتوبيخ. من بعد العِشاء. حتي منتصف الليل.. بكيت من الألم. والحسرة. فزوجي يجلس في مقاعد المشاهدين. بينما زوجته اللي هيّ أنا . مثل "خيشة "في يد أمه. تمسح بها البلاط.
لم أستطع أن أتحمل المزيد. من هذه الاهانات .. فسارعت بالهرب قبل أن تنفجر "مرارتي ". وعدت إلي أبي. الذي أخذ يطيب خاطري. حتي لا يقع "أبغض الحلال ". بعد عدة أشهر من الزواج.
تمسكت برأيي.. قلت لوالدي : إذا كنت ثقيلة عليك. سأهيم علي وجهي في الشوارع. فهذا أهون عليّ. من الحياة مع "النسناس وأمه ".. ووقع الطلاق.
تجربة فاشلة
تضيف "سمَّية " : تقوقعت داخل ذاتي. فما وقع لي. لم يكن ليخطر علي بال . أكثر المتشائمين في هذا الكون.. وبدأت أتعامل مع الناس بحذر.. فإذا كانت الطعنة النجلاء. التي قصمت ظهري. كانت بيد حبيب العمر. فماذا أتوقع من الغرباء ؟
ومع أنني "منكمشة "في البيت. فقد طرق بابي عريس.. كان مثلي صاحب تجربة زواج فاشلة. وما أكثر التجارب الفاشلة في مصر. هذه الأيام.
الانطباع الذي تركه اللقاء الأول مع "راضي ".. "لم أشعر بالراحة معه ". فوجهه "جامد "كالصخر. وكأنه يعاني من الاكتئاب.
قالوا : "زينة الرجل الأدب.. وزينة المرأة الذهب ". والعريس "ميسور" جداً. و"ما يتعيبش ".. والأهم لن يكون لك حماة. فوالدته "يرحمها الله ".. ثم : ماذا أخذت من "الأراجوز "؟!.
وافقت بعد إلحاح أبي وأمي . برغم تحفظاتي. لكني إكتشفت بالتجربة. أن : "بعض الشر أهون من بعض ". وهذا هو كل الحكاية.. هناك كانت الحماة "الجبَّارة ".. وهنا البخل "الجبَّار ". وكأن مكتوب عليّ. أن أعيش مع الجبابرة.
الطبع غلاّب
تكمل "سمَّية " قائلة :عشت الحياة بحلوها ومرها. فلم يكن من السهل. أن أكرر الفشل. أو أطلب منه أن يتغيّر. لأن "الطبع غلاّب ".. واكتفيت توفيراً للنفقات بارتداء عباءة سوداء. لا تتغير. حتي أطلقوا عليّ "ذات الرداء الأسود ". وكنت أنفق علي أولادي. من راتبي. أو من مساعدات أبي.. عندها "يشيلني علي راسه.. ويطير ".. بينما تثور البراكين. لو نسيت وتكلمت عن النفقات. مهما كانت صغيرة.. فعلي حد قوله : الحرائق الهائلة من مستصغر الشرر.
لكن الصدام الذي عشت طوال عمري أتحاشاه. وقع رغماً عني. فقد رفض بدون سبب معلوم. عريساً بينه وبين ابنتنا "تفاهم ".
قال ضمن مبررات الرفض : ده أصدقائه بتوع لعب. وفشخرة. ومسخرة.
قالت ابنتي : وهوَّ مالوا؟
قال المثل يقول : يعرف العصفور من ريشه . والرجل من أصدقائه.
لكن الحقيقة التي أعرفها جيداً. أنه يتهرب من تجهيز ابنته. ولو بالحد الأدني من النفقات.. افتعل خلافاً من أمور تافهة. و"دبْ خناقة ". وهجرنا ليخلص من مشاكلنا كما قال .
فلمن سيترك أمواله.. هذا "الجبَّار "في البخل ؟
***
عموماً : "البخيل الثري ".. رجل موته يساعد. علي حل أزمة الكثير من أقاربه.
غرام.. "سري للغاية "
"الحياة بقي لونها بمبي ".. هكذا تصورت "وافية" الحياة. بعد الزواج العرفي. من زميل الجامعة القديم. الذي جمعتهما الصدفة. فاستعادا مشاعر الحب القديمة.. صحيح انها كانت تقضي أوقاتاً مسروقة. لكنها أفضل من إهدار العمر. في انتظار ما سيأتي بالفعل بحسب تأكيدات زميلها. المشفوعة بالوعود المشددة. و "الايمانات "المغلظة.
كانت تعتقد أنها تعيش شهر عسل طويل. ولذيذ. بدون واجبات أو مسئوليات.. كل ما هنالك أنه زواج "سري للغاية ".. وإيه يعني. الحكاية مش "مسميات ".. الأهم هو أن تعيش الحياة. وتستمتع بها. بعيداً عن التعقيدات. التي وضعتها النظم الاجتماعية الحديثة.
لكن هذه المتعة المسروقة.. كانت نهايتها فضيحة. وخيبة الأمل. مثل كل مثيلاتها التي تشهدها ساحات القضاء.
***
بدأت علاقة الصداقة بين "وافية وعاصم ". تأخذ منحي آخر خطيرا.. وأصبحت ما كانت تسمي كلمات حلوة ومجاملات. أعمق من السابق. بحكم العشرة. ولأن "الزن علي الودان. أمرّ من السحر ".. فقد صدقت روايته. بأنه محروم من الحب والحنان. بسبب زوجته "النكدية ". التي يخطط للإنفصال عنها.. صحيح أن طفلهما سيكون الضحية. وهو من سيدفع الثمن الأكبر. لهذا الفشل.. لكن ذلك أفضل له. من أن ينشأ بين أبوين "خلف خلاف ".
كتمان
بعد هذا الكلام. بدأت "تلين ". وتتحرك خطوات للأمام. فهو يخطط ليتحرر من قيود الزواج. لكنه يحتاج لبعض الوقت. حتي يخرج من الطلاق بأقل الخسائر. ويستطيع أن يتزوج من جديد.
لكن.. هل سنترك أجمل أيام عمرنا. تضيع في الانتظار ؟ قال لها ذلك.. وعرض عليها أن يتزوجا بعيدا عن العيون ؟
ردت بغضب : خليلة يعني ؟
قال : بل زوجة عرفية.. إلي أن تتحسن الأمور. فالكتمان.. هو الصديق الوحيد. الذي لن يخونك أبداً.
كان مايقوله : "كلام مليح.. وفعل قبيح ".. فما يطلبه منها. ليس أكثر من "زواج متعة ". لا واجبات عليه فيه. ولا حقوق لها. سوي بعض الوعود المشفوعة بقسم غليظ. أنه يحبها. ولا يستطيع أن يكمل حياته بدونها.. وبالطبع كثيرى من القول يذهب في الرياح !!
غلطة بسيطة
كانت ساعات الحب المسروقة. تمضي في لمح البصر. لكنها كانت تمنحها الشعور بالحياة. وتستمد منها القوة. لانتظار ما ستأتي به الأيام.
لكن : "من يعمل من الليل ستارة. عندما يطلع النهار.. تظهر الأمارة ". فقد وقع المحظور.وتحركت في أحشائها ثمرة الزواج السري. الذي لم يعد يصلح. أن يبقي طي الكتمان.
استنجدت بزوجها العرفي.. فهو بالتأكيد لن يخذلها. وسيواجه الدنيا كلها. من أجلها.. قالت له : الحقني . لكنها كانت واهمة. فقد أغلق الهاتف. واختفي من الكون. بحجة أنه "مش جاهز ". وأنها استعجلت لتورطة. وتضعه أمام الأمر الواقع.
وهكذا.. وجدت"وافية " نفسها مضطرة. لإقامة دعوي إثبات زواجها العرفي. وبعدها ستخلعه.. باختصار : دخلت الدوامة. التي ستظل تائهة فيها. ربما إلي آخر العمر
***
قالت لها صديقتها. التي كانت حذرتها من هذه المغامرة : سَبَق وقلت لك : "كلمة بكرة زرعوها مطلعتش ".. لكنك كنت "سكرانة "بكلام الحب والغرام.
ردت : كان "كلام ليّن.. وظلم بيّن ".. سأظل أدفع ثمنه بالتقسيط. إلي آخر العمر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.