الفنان محمد عناني أحد نجوم المسرح المصري في عصره الذهبي فترة الستينيات والسبعينيات حيث شارك في العديد من البطولات المسرحية مع زملائه من أعضاء المسرح القومي الذي انضم إليه في منتصف الستينيات. وهو أحد الممثلين القلائل البارعين في تجسيد أدوارهم وإدراك تام للشخصية. ونجح عناني وتميز خاصة في اداء الأدوار الصعبة المركبة الممتزجة بالحالات النفسية المريضة والمعقدة كما تألق في تجسيد مشاعر تلك الشخصيات من التردد والقلق والانفعال وبالرغم من نجاحه في اداء الأدوار الصعبة وتألقه فيها الا انه لم ينقل نفس شهرة ونجومية ابناء جيله والذين تعددت بطولاتهم من المسرح إلي السينما والتليفزيون. ولد محمد عناني في 17 يونيو عام 1940 بمحافظة بورسعيد وظهرت موهبته الفنية مبكرا فاتجه للدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة وتخرج عام 1964 ليجد نفسه وسط عمالقة المسرح في أعمال مسرحية عديدة خاصة بالمسرح القومي الذي انضم إليه فور تخرجه إلي جانب المسلسلات الاذاعية والتليفزيونية أما السينما فقد كان حظه فيها قليلاً فلم يتعد عدد افلامه ستة افلام. جاءت أول افلامه متأخرة ايضا وذلك عام 1971 في فيلم "مدرستي الحسناء" اخراج ابراهيم عمارة مع هند رستم وحسين فهمي وسعيد صالح وسناء مظهر وهو الفيلم الذي كان وراء اعادة تقديمه مسرحية بعنوان "مدرسة المشاغبين" وكان وراء تألق ونجومية عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبي وأحمد زكي. لم تكن لمحمد عناني أدوار مؤثرة في السينما سوي في فيلمه الأول "مدرستي الحسناء" حيث كان أحد الطلبة الثلاث المشاغبين وفي نفس العام 1971 اختاره نيازي مصطفي لفيلم "بلا رحمة" مع بوسي وسهير المرشدي وتوفيق الدقن وفريد شوقي والذي ضمه لفيلمه "لا تكب يا حبيب العمر" والذي كتب قصته وانتاجه وبطولته مع نور الشريف وميرفت أمين ورجاء الجداوي. وشارك في الفيلم التليفزيوني "التليفون" مع ايمان الطوخي وعبدالمنعم ابراهيم ثم فيلم "من يدفع الثمن" مع محمود مرسي ومديحة كامل وكانت آخر أفلامه عام 1982 "انهم يسرقون عمري" اخراج علي عبدالخالق بطولة مديحة يسري ومحمود المليجي. ابتعدت ادوار البطولة المطلقة عن الفنان محمد عناني ومعظمها بطولات جماعية علي المسرح وبرغم موهبته الفذة إلا انه لم ينل حظ جيله مثل الفنان محمود ياسين ابن مدينة بورسعيد حيث كانت بدايتهما متقاربة الا ان نجومية محمود ياسين انطلقت بسرعة مذهلة ثم توالي ظهور اسماء أخري اصغر منه سنا مثل الفنان نور الشريف واحمد زكي في وقت ظهورهما كان هو معروفا عنهم وترك ذلك أثرا في نفسه فهتم بأعماله المسرحية والدرامية في التليفزيون والاذاعة وقدم للمسرح عشرات العروض ومن عشقه للمسرح أوصي أثناء مرضه ان تشيع جنازته من داخل المسرح القومي وهو ما حدث في 6 أكتوبر 1998 وغدا السبت يمر علي رحيله 20 عاما حيث توفي عن عمر 58 عاما. من أهم عروضه المسرحية "العمر لحظة" عام 1974 تأليف يوسف السباعي واخراج احمد عبدالحليم مع سميحة أيوب وصلاح السعدني وعزت العلايلي وهي القصة التي تحولت لفيلم سينمائي وعرض 1978 بطولة احمد مظهر وماجدة التي انتجت الفيلم بعد ان لعبت بطولته اذاعيا بنفس العنوان مع صلاح ذوالفقار ورجاء حسين.. إلي جانب مسرحياته "انطونيو وكليوباترا" و"طائر البحر" اخراج عبدالرحيم الزرقاني إلي جانب فاروق الفيشاوي وشهيرة. امتدت موهبة محمد عناني للكتابة المسرحية فكتب خمس مسرحيات رفض ان يشارك في بطولتها وهي "ميت حلاوة" اخراج جلال توفيق وبطولة عبدالمنعم ابراهيم و"جاسوس في قصر السلطان" اخراج كرم مطاوع وبطولة اشرف عبدالغفور وسلوي خطاب و"الغازية والدرويش" بطولة سامي العدل وفريدة سيف النصر كما شارك الكاتب سمير سرحان في كتابة مسرحية "العمر قضية" اخراج منير التوني وبطولة فتوح احمد وصلاح عبدالله كما جاءت آخر مسرحياته المؤلفة في سنة وفاته 1998 "وجها لوجه" بطولة لقاء سويدان واشراف عبدالغفور اخراج جمال منصور. اهتم محمد عناني مع مطلع الثمانينيات حتي وفاته بالمسلسلات الاذاعية والتليفزيونية وكانت بدايته عام 1965 في المسلسل التليفزيوني "لا تطفئ الشمس" بطولة كرم مطاوع وزوزو ماضي اخراج نور الدمرداش والذي تحول لفيلم سينمائي ثم اعيد انتاجه وتطويره مؤخرا للتليفزيون وامتدت أعماله الدرامية ما بين الدينية والتاريخية منها المفسدون في الأرض والكعبة المشرفة ودقات الساعة ومحمد رسول الله إلي العالم وحلم نصف الليل واسألوا الأستاذ شحاتة والبوسطجي وبرج الأكابر وفي سنة 1998 عام وفاته شارك في مسلسلي "الوزير الشاعر" اخراج سيد طنطاوي بطولة مني عبدالغني وعمر الحريري و"وداعا أيها الأمل" وكأنه بهذا العمل يودع الحياة بطولة ليلي طاهر وأبوبكر عزت اخراج كمال الشامي.