* أتعجب مما يحدث في الكرة المصرية. نتائج غريبة عجيبة. ومواقف لا تصدق. والأطرف أنها تأتي بالجملة لتضع أمامنا علامات استفهام كثيرة. هل مستوانا الكروي تقدم وتطور حتي تواصل خمسة فرق مشوارها في ثلاث بطولات قارية وعربية بينما منتخبنا قدم مستويات خايبة وهزيلة في كأس العالم؟! هل نحكم علي الكرة المصرية من خلال المنتخب أم من خلال الأندية التي تلعب في ثلاث بطولات وتواصل تقدمها وتفوقها فيها؟!! لدينا الأهلي يخوض مباريات قوية في الدوري الأفريقي ووصل إلي الدور قبل النهائي.. ويتقدم في كأس زايد للأندية العربية ويفوز بالرباعيات. والزمالك يركز في البطولة العربية وتخطي القادسية وواصل مشواره في كأس زايد.. ثم المصري "فاسوخة" الكرة المصرية في كأس الكونفيدرالية ويحقق نجاحات مع التوأم حسام وإبراهيم غير مسبوقة. والاتحاد المهزوز في الدوري المحلي يتقدم عربيا مع الإسماعيلي.. لتصبح مصر الدولة الوحيدة التي تملك أربعة فرق في بطولة كأس زايد. * مبدئيا لابد أن نشيد بما تحقق حتي الان للأندية المصرية التي تستنفر إمكانات لاعبيها في البطولات الخارجية سواء كانت عربية أم قارية حتي ولو علي حساب الدوري المحلي.. وربما لإحساس اللاعب أنه يستعرض مهاراته علي مستوي متقدم أمام أندية وأطراف عربية أو قارية فتكون فرصة الاحتراف أكبر وأوسع أمامه. ووصول أربعة فرق من مصر لدور ال 32 في السباق العربي دليل علي تواجد الكرة المصرية علي الساحة. صحيح أن البطولة مازالت في أدوارها الأولية وأن فرقنا الأربعة تمثل ربع أندية الدور السادس عشر. لكن ذلك يعد إنجازا يثير الرعب والخوف في نفوس باقي لاعبي الفرق المنافسة. قد يقول البعض إن مستوي البطولة العربية أقل بكثير من البطولات القارية. لكن بالمقارنة نجد أن فرق المغرب العربي تونس والجزائر والمغرب بالإضافة لفرق السعودية والإمارات والكويت قد تتفوق فنيا علي معظم فرق الأندية الأفريقية السمراء. السبب الثاني والأهم أن بطولة كأس زايد تتفوق في جوائزها المالية علي بطولة أفريقيا أو الكونفيدرالية وهذا يمثل دافعا قويا لدي الفرق العربية المشاركة في البطولة علاوة علي سهولة التنقل بين الدول العربية وتوفير الراحة للفرق وهذا ما لم يجده لاعبونا في الرحلات الأفريقية الصعبة الطويلة المملة المرهقة مثلما يحدث الآن لمنتخب مصر الذي يستعد للعب في تصفيات أفريقيا وسيقطع يوما كاملا في السفر ذهابا وعودة. يتبقي فارق آخر أكثر أهمية بين كأس زايد والكونفيدرالية وأبطال الدوري لأن كأس زايد تتميز أنها تمثل أهم فرق القارتين الأفريقية والآسيوية علي اعتبار أن فرق دول الخليج تشارك في بطولة الأندية الآسيوية حسب موقعها الجغرافي بينما باقي الفرق تشارك في القارة الأفريقية.. وبالتالي أصبحت بطولة كأس زايد كوكتيلا كرويا يمثل المدرستين.. الأفريقية بقوة لاعبيها ومهاراتهم البدنية والفنية.. والآسيوية بكل إمكاناتها الفنية والمادية وأعداد لاعبيها تحت إدارة فنية من أفضل مدربي العالم. هذه المقارنة تؤكد أن الكرة المصرية مستفيدة أكبر استفادة من المشاركة في بطولات الاتحاد العربي التي تقدم جوائز مالية كبيرة تشد انتباه الأندية.. ثم البطولات القارية الأفريقية التي تؤهل لبطولة كأس العالم للأندية وهو الهدف الأسمي والأكبر لأندية القمة مثل الأهلي والزمالك والترجي التونسي وغيرها من أهل القمة. المشكلة الآن هي كيفية استمرار كأس زايد دون توقف. فقد سبق وتوقفت البطولات العربية للأندية والمنتخبات من قبل.. ثم سرعان أن تعود ولكن علي استحياء. صحيح أنها تعود بمزايا أكبر.. لكن المشكلة في ضمان استمرارها وتقدمها وتطويرها!! .. أما بالنسبة للأندية المصرية.. فقد أثبتت وجودها بنتائج رائعة حتي الآن.. وتمثل ربع أندية دور الستة عشر عربيا.. ويتألق الأهلي والمصري أفريقيا.. ولتثبت حتي الآن أن نتائجها مشرفة.. وتضع المنتخب في موقف صعب الفترة القادمة!!