كان من الصعب توقع مثل هذا التطور الايجابي في العلاقة بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره الامريكي دونالد ترامب, وهو الامر الذي اعتبره المحللون ما يسمي بالتوليفة الغريبة وغير المتوقعة خاصة مع وجود حالة من عدم التوافق بينهما في اغلب القضايا الحيوية ومنها قضية التجارة وايران والمناخ وحتي مستقبل اوروبا. الا ان الاثنين شبه متطابقان في طرق التفكير حيث اكد ماكرون في حوار له مع قناة فوكس نيوز انه وترامب لا يعدان جزء من نظام سياسي كلاسيكي. اكدت صحيف الايكو الفرنسية ان هناك علاقة وطيدة تربط بين الرئيسان. حيث أفاد البيت الأبيض بأنهم يتحدثون إلي بعضهم البعض في كثير من الأحيان. وأن ترامب يراقب إصلاحات ماكرون عن كثب. من منطلق الواقعية التي يتمتع بها الرئيس الفرنسي, فهو يري ان التحالف مع ترامب اجدي من عزله من علي الساحة الدولية و هو الامر الذي جعل من ماكرون اقرب حليف له في اوروبا يأتي ذلك في الوقت الذي تدهورت فيه العلاقة مع رئيسة وزراء بريطانيا تريزاماي والمستشارة الالمانية انجبلا ميركل, هذا مع تمتع ماكرون بالقدرة علي الاقناع حيث اقنع ترامب بالبقاء في سوريا علي حد قول الصحيفة . وهنا تتسائل الصحيفة الفرنسية هل هذه الصداقة حقيقية ام خدعة ففيما عدا العدوان علي سوريا, خرج دونالد ترامب من اتفاقية باريس للمناخ, كما انه قرر نقل السفارة الامريكية الي القدس, ولم يستثني اوروبا من الضريبة هذا بالاضافة الي اتجاهه لالغاء الاتفاق النووي مع ايران . الامر الذي يجعل من مهمة ماكرون صعبة جدا خلال هذه الزيارة ويعتمد علي مقدرته علي الاقناع خاصة مع الضغوط التي يمارسها المحافظون الجدد داخل ادارته وكذلك اقتراب تعيين وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو والمستشار الأمني جون بولتون .الامر الذي سيزيد من تعقيد المهمة.. بالتالي فان هذه الزيارة تعتبر اختبارا لصداقة ايمانويل ماكرون ودونالد ترامب, حيث يفتح اكثر من ملف علي مائدة المفاوضات الثنائية ومنها : الاتفاق النووي وهو من اكثر الملفات اشتعالا الذي تم توقيعه عام 2015 والذي هدد دونالد ترامب بتمزيقه. مع تهديد طهران بانها ستعاود تخصيب اليورانيوم اذا نقضت واشنطن الاتفاق والذي يعد اولي خطوات انتاج القنبلة النووية. مما جعل فرنسا تقترح علي ترامب اتفاق تكميلي يقضي علي مخاوفه الا انه لا احد يعلم بعد اذا كانت هذه العروض ستكون كافية لاقناع الرئيس الامريكي الذي سيفصل في الموضوع في 12 مايو القادم الامر الذي جعل ماكرون يدافع عن هذا الاتفاق. * الوضع في سوريا :خلاف اخر يطرح علي المائدة الفرنسية الامريكية وهي السياسة التي يجب انتهاجها في سوريا بعد التغلب علي داعش حيث توحد الطرفان في الرابع عشر من ابريل بضربهم الاراضي السورية تحت زعم استخدام الرئيس بشار الاسد للسلاح الكيماوي ضد المدنيين. العلاقة مع اوروبا : سيلعب ماكرون دور محامي اوروبا لاعفاء الاتحاد الاوروبي من تطبيق الضريبة الامريكية علي الصلب والالومنيوم والتي تم تعليق العمل بها حتي الاول من مايو . وتعد هذه هي الزيارة الاولي لرئيس فرنسي اثناء تولي ترامب حيث يتناول الرئيسان العشاء بقصر ماونت فرنون محل اقامة جورج واشنطن وتبدأ المباحثات الديبلوماسية الرسمية اليوم الثلاثاء بالبيت الابيض ويليها مأدبة عشاء ومن المقرر ان يلقي ماكرون كلمة امام الكونجرس قبل ان يلتقي بطلاب جامعة جورج واشنطن.