في وقت تراجعت فيه التظاهرات المناوئة للنظام الايراني خرجت لليوم الثاني علي التوالي مسيرات تأييد فيما توعد قائد الجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي باستخدام القوة العسكرية لإخماد الاحتجاجات الشعبية ضد النظام إذا لزم الأمر. قالت تقارير صحفية إن النظام الإيراني نشر قوات الحرس الثوري في ثلاثة أقاليم للمساعدة في قمع الاحتجاجات السلمية المندلعة منذ أسبوع في عشرات المدن والتي سقط فيها أكثر من عشرين مدنيا علي أيدي عناصر الأمن. وقال تقرير مسرب عن اجتماع المرشد الإيراني مع القادة السياسيين ورؤساء قوات الأمن في البلاد مؤخرا. إن الانتفاضة أضرت بمختلف القطاعات في البلاد. وأنها تهدد أمن النظام ذاته. وأعلن التلفزيون الإيراني خروج مظاهرات واسعة في جمع أنحاء البلاد دعما للحكومة وللثورة الإيرانية. مشيرا إلي أن السلطات تمكنت من القضاء علي مجموعة مسلحة ارتكبت أعمال عنف لزعزعة الاستقرار. واشار في خبر مقتضب وعاجل الي ما أسماه القضاء علي مجموعة إرهابية مسلحة دخلت البلاد مؤخرا لتنفيذ عمليات تفجير وقتل المتظاهرين الأبرياء من أجل إثارة مشاعر الناس واستمرار أحداث الشغب واتهمت إيران في الأممالمتحدة. أمريكا بالتدخل في شئونها الداخلية. وقال المندوب الإيراني في الأممالمتحدة غلام علي خوشرو. في رسالة إلي مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب زادت خلال الأيام الأخيرة من تدخلاتها الفاضحة في الشؤون الداخلية لإيران. بذريعة تقديم دعم لتظاهرات متفرقة. وبشأن الأوضاع الداخلية. قررت السلطات الإيرانية رفع الحجب عن تطبيق أنستجرام مع استمرار الحجب علي التيلجرام. وأشار التليفزيون الإيراني إلي أن السلطات حظرت موقعي التواصل للحفاظ علي السلام وسط الاحتجاجات التي تجتاح البلاد بسحب البيان. وفي ظهور إعلامي نادر له. طالب نجل شاه إيران السابق رضا بهلوي المقيم في الولاياتالمتحدة. العسكريين الإيرانيين بالانضمام للشعب في احتجاجاتهم والتخلي عن الجمهورية الإسلامية التي يقودها المرشد علي خامنئي. وقال بهلوي في تصريحات تليفزيونية. إنه علي المرشد أن يرحل بعدما مزق المحتجون صوره. وهتفوا في مظاهراتهم ضده. مطالبين برحيله عن السلطة. وطالب القوات المسلحة الإيرانية أن يوضحوا موقفهم من الاحتجاجات التي تشهدها البلاد. قائلا إن من يلبس الزي العسكري سواء كان من الجيش أو الشرطة. يجب أن يحرس الشعب وليس الحكومة. كما اشاد بهلوي بالدعم الامريكي للاحتجاجات الشعبية لكنه طالب باجراءات ملموسة في مقدمتها تشجيع الإدارة الأمريكية شركات التكنولوجيا علي توفير خدمات اتصالات للإيرانيين. بعد حجب بعض وسائل التواصل الاجتماعي في إيران. ويعيش رضا بهلوي في المنفي منذ نحو أربعة عقود بعد الإطاحة بوالده الشاه. الذي كان مدعوما من الولاياتالمتحدة. في الثورة الإسلامية الايرانية التي قادها اية الله الخميني عام 1979. علي صعيد متصل . دعت شيرين عبادي المحامية والقاضية الإيرانية الحاصلة علي جائزة نوبل للسلام أبناء شعبها للاستمرار بالعصيان المدني ومواصلة الاحتجاجات التي تشكل أكبر تحد واجه السلطات منذ الاضطرابات التي شهدتها البلاد عام 2009. وشددت عبادي علي ضرورة بقاء الإيرانيين في الشوارع وتذكيرهم بأن الدستور يحفظ لهم حق التظاهر . كما حثت المواطنين الإيرانيين علي الامتناع عن دفع فواتير المياه والغاز والكهرباء والضرائب للضغط اقتصادياً علي الحكومة وإجبارها علي التوقف عن استخدام العنف. من جهتها. أعربت الولاياتالمتحدة عن تأييدها لحق المتظاهرين الإيرانيين في حرية التعبير وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت وقوف واشنطن إلي جانب شعب إيران داعية النظام الإيراني لضبط النفس. أضافت نويرت أن الولاياتالمتحدة لديها مخاوف من النظام الإيراني مشابهة لمخاوف المواطنين الذين يحتجون علي الاقتصاد والفساد وتمويل إيران للإرهابيين الأجانب. من جانبه . أكد نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون إيران والعراق أندرو بيك أن واشنطن تدعو المجتمع الدولي إلي دعم الإيرانيين في تظاهراتهم. وقال إن موقف بلاده بشأن حرية التعبير واضح وعلني . داعيا الشعب الإيراني إلي التعبير عن نفسه بكل الوسائل. كما وجه بيك الدعوي إلي حلفاء واشنطن في أوروبا والأممالمتحدة لإظهار دعم مماثل للإيرانيين. وفي كندا . دعت وزيرة الخارجية كريستيا فريلاند . السلطات الإيرانية إلي احترام مبدأ الديمقراطية وحقوق الإنسان في تعاملها مع المتظاهرين المناهضين للنظام. وأعربت فريلاند عن قلقها إزاء حالات القتل والتوقيفات التي تطال المتظاهرين في عدد من المدن الإيرانية. وقالت فريلاند إن الشعب الإيراني يمتلك حق التجمع والتظاهر دون التعرض لتهديد العنف ودخول السجن. وكندا تدعم المتظاهرين السلميين الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة بشجاعة. في المقابل . حذرت تركيا من محاولات أطراف خارجية التدخل في سياسة إيران الداخلية قائلة إن مثل هذه الأفعال قد تؤدي لرد فعل عكسي. وذلك بعد ستة أيام من احتجاجات معادية للحكومة في إيران.