لم تركع مصر. وتسقط رايتها بعد مؤامرة نكستها في عام 1967 ولم ينكسر عودها الصلب الراسخ الثبات في أرضها التي كانت مقبرة لكل عدو غاشم. لم تحن هامة المصريين المطاولة للسماء أمام تلك النكسة ضربا لمشروعها القومي ونهضتها الصناعية والعلمية واقتصادها الناهض بعدالة اجتماعية ليحقق تنمية شاملة. يأخذ الزعيم جمال عبدالناصر بقادة عسكريين أكفاء لبناء الجيش المصري الذي خسر معركة ولكنه لم يخسر حربا. وكان شعار مصر "يد تبني ويد تحمل السلاح" ونخوض حرب الاستنزاف التي أرهقت العدو حتي طالب بوقف النيران المصرية علي أعماقه في طلب تقدم به للأمم المتحدة. ثم يأتي يوم السادس من اكتوبر من عام 1973 ميلادية العاشر من رمضان من عام 1393 هجرية لنعبر الهزيمة فتطير الطائرات المصرية بطياريها المصريين لتضرب مواقع العدو في سيناء. هناك وثائق اثبتت ان الطيارين الامريكان هم الذين قادوا طائراتهم الأمريكية ولكن بلون الطائرات الاسرائيلية واقلعت تلك الطائرات من القواعد الامريكية في ليبيا قبل ثورتها في عام 1969 والقبرصية لتضرب المطارات المصرية في الخامس من يونيو عام .1967 وبعد ان دكت طائراتنا المصرية حصون العدو المنيعة ويعبر الجيش المصري برجاله البواسل قناة السويس. وينتصر العقل المصري فيبطل ويغلق أنابيب النابالم ويسدها بخلطة سحرية من الاسمنت تدرب عليها أسود الصاعقة منذ عام .1969 كان العدو الصهيوني يعتقد اعتقادا جازما لا تشوبه شائبة ان المصريين ليس في إمكانهم عبور القناة ولو في الخيال لأنهم لو حاولوا - مجرد محاولة - فإن أنابيب النابالم سوف تصعق وتحرق المصريين أشلاء ليصبحوا ذرات رماد وتناسي العدو عبقرية المصريين وارادتهم القوية التي لا تكسر وعزيمتهم التي لا تفتر ولا تضعف أمام أشد الصعاب. ويسرع الابطال المصريون بعد عبورهم قناتنا ليحطموا خط بارليف الذي صار مثل قطعة من الجبن كما قال وزير الدفاع الصهيوني لموشي ديان ويرفعوا علمنا المصري الخفاق الي عنان السماء ويدوسوا بأقدامهم علم العدو الذي دنس أرض سيناء التي كلم الله عز وجل عليها نبيه موسي عليه السلام البريء من الصهاينة قتلة الأنبياء ومصاصي الدماء وناهبي ثروات العالم الآن. ويذهل القادة العسكريون في العالم في اعجاب بهؤلاء المصريين الذين حطموا خط بارليف متسائلين: كيف حطم المصريون ذلك الخط الذي قال عنه صاحبه "لقد أقمناه بقدرات تسبق قدرات المصريين بخمسين سنة" وقال عنه الخبراء العسكريون في العالم: "لا يمكن تحطيمه الا بالقنابل النووية"؟ كانت الاجابة من المصريين ألسنا أصحاب أول حضارة علمت العالم لقد حطمنا ذلك الخط بتدريبات شاقة تحفظ الدماء وقت الحرب. وسلكنا التفكير العلمي في بناء الجيش بعد هزيمة 1967 بمؤامرة الولاياتالمتحدة والغرب بأسره وأداته اسرائيل علي مصر كما اعترف بذلك الجنرال شارل ديجول رئيس فرنسا عام .1969 ونتمني أن أعود الي كشف تفاصيل تلك المؤامرة في مقالات قادمة إن شاء الله.