كان الرسمم والألوان موهبتها منذ الصغر التي برعت فيها وبمرور السنين تمنت أن تصقل موهبتها بالعلم وتلتحق بكلية الفنون الجميلة ولكن أبي والداها إلا أن تلتحق بإحدي كليات القمة التي تناسب مجموعها الكبير في الثانوية العامة أسوة باخوتك فالتحقت بكلية الصيدلة ولكن ظل الحلم بداخلها.. دكتورة مني رجب بنت الإسندرية تقول التحقت بكلية الصيدلة دون ارادتي وذاكرت دون اقتناع وكانت تقديراتي جيد واستمر الحال حتي التخرج وتزوجت وساعدني زوجي في مشروع صيدلية عملت بها لمدة 23 سنة. ومع ذلك كان حب الفني يراودني حتي تعرفت بالفنان محمد شاكر عميد كلية الفنون الجميلة السابق بجامعة الإسكندرية الذي بارك أعمالي النفية وشجعني علي الاستمرار وعملت منه في عام 2005 انني استطيع الالتحاق بكلية الفنون الجميلة ببكالوريوس الصيدلة ودخلت امتحان القدرات ونجحت والتحقت بالكلية مع طلبة أصغر مني في السن وكان تقديري كل عام امتياز وتخرجت عام 2010 وحصلت علي المركز الأول وعمري حينئذ 51 سنة. تقول دكتورة مني إن من أصعب التحديات التي واجهتها أن مسئولي الكلية رفضوا تعييني معيدة بسبب السن وتخطوني وعينوا من بعدي علي الرغم من أن فارق الدرجات 122 درجة ولكني لم استسلم وزادني الموقف اصراراً علي تحقيق حلمي حتي النهاية ورفعت قضية استغرقت ثلاث سنوات حصلت خلالها علي درجة الماجستير وتم تعييني مدرس مساعد وبعدها بعامين انهيت الدكتواره في سابقة لم تحدث من قبل أشاد بها مستشار الجامعة وبعد عام واحد حصلت علي الترقية لوظيفة مدرس مادة التصوير لاعدادي فنون عام ومديرة وحدة الجودة بالكلية. تضيف دكتورة مني انها بعدما تحقق الحلم الذي طالما تمسكت به خلال مشوار حياتها سعت ليكون لها دور خدمي تجاه المجتمع فأصبحت عضوه نشطة بالمجلس القومي للمرأة ونادي الونز والذي من خلاله تقدم خدمات للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتنمية مهاراتهم باستخدام الرسم والألوان والموازيك بالإضافة إلي عملها بجمعية محبي فن محمد شاكر ومجلة الزمكان. من خلال تجربتها توجه رسالة لكل أم وأب ان يفسحوا مجال الاختيار لأبنائهم في الالتحاق بكلية التي تشبع ميولهم ورغباتهم ليحققوا فيها النجاح كما أنه علي كل شاب ان يعمل بالمجال المتاح بعد التخرج وهو مقتنع انها فترة مؤقتة ويجعل أمامه الهدف الأكبر الذي يجد من أجل تحقيقه "ويشتغل علي نفسه" من خلال الدورات التدريبية المختلفة حتي يعمل ما يجب.. كما توجه رسالة لكل سيدة أن "الست المصرية" متميزة حتي وان كانت في فترة من حياتها مهتمة برعاية أسرتها لكنها تظل تحمل بداخلها حلم لشخصها يجب ألا تتنازل عنه وتسعي لتحقيقه يوماً ما.