في صباح كل يوم جمعة علي شاطئ بحر جمصة تجد خياما بسيطة من البطاطين والملايات القديمة نصبت قريبا من الشاطئ.. عندما تقترب تستمع لضحكات وهمسات وفضفضة واذا استطلعت من بداخلها تجد وشوش سمراء لفحتها شمس الصيف الحارقة تستقبلك بابتسامة ترحيب واياداً كبيرة خشنة تدل علي العمل الشاق تمتد للتحية والمساعدة. داخل الخيام حكايات لاسر وعائلات كبيرة العدد جاءت لتزور البحر مرة واحدة في العام.. يوم واحد هدفهم فيه استنشاق نسمة بحر يغسلون فيها همومهم ويستعيدون نشاطهم طوال العام لتبقي ذكرياتهم مع البحر من اغلي الذكريات. شاركت "الجمهورية" اصحاب الخيام يومهم علي الشاطئ لترصد رحلة يومهم الواحد علي البحر طوال العام ومطالبهم بتوافر الخدمات يجب توفيرها لهم حيث يجب وضعها في الحسبان لان اغلب زوار جمصة من رحلات اليوم الواحد. اشارت نجوي ابراهيم "ربة منزل" انها حضرت مع زوجها محمد علي "عامل باليومية" واولادها الاربعة وزوجاتهم واحفادها من قرية ميت علي بمركز المنصورة لقضاء يوم واحد علي الشاطئ بدءاً من الواحدة بعد منتصف الليل واستمر حتي عصر اليوم التالي وانها في الاعوام السابقة كانت تحرص علي ان تقضي مع اسرتها يوماً واحداً كل شهر طوال فترة الصيف لتناول الاسماك والفراخ المشوية وستكتفي باليوم الواحد الذي قضته هذا العام بسبب غلاء الاسعار.. اضافت زمان كنا بنأكل "سمك وفراخ مشوية" دلوقتي اكلنا باذنجان وطعمية وجبنة وبطاطس والحمد لله علي نعمة اليوم الجميل دا بس لسعات القناديل فسدت فرحتنا بالبحر. ممشي للبحر طالب محمد سعد "موظف بالتربية والتعليم" من قرية ويش الحجر مركز المنصورة برصف ممشي من اول الكورنيش حتي الشاطئ لان جمصة تتميز برمالها الناعمة والمتراكمة وطول الشاطئ حتي يتمكن كبار السن وذوو الحاجات الخاصة من الاستمتاع بالبحر مشيرا إلي انه لم يتمكن من اصطحاب والدته المسنة مع اسرته في اليوم الوحيد الذي يقيه علي الشاطئ طوال العام كله لانها لم تتمكن من السير بالكرسي المتحرك علي الرمال.. قائلا اول ما يجول بخاطري وانا اقترب من مدخل جمصة ذكريات شبابي مع اصدقائي حيث كنا نحرص علي قضاء كل اجازات الجمعة سويا وكنا اكثر من اخوة حتي فرقتنا الحياة. اكدت هنية الغباري "ربة منزل" من شرقية المعصرة انها حضرت مع زوج ابنتها وابن اخيها واسرتها لقضاء يوم علي الشاطئ الا انها لم تتمكن من الاستمتاع بالبحر وكادت تتعرض لازمة قلبية حيث انها تعاني من مرض القلب حيث لم تتمكن من السير علي الرمال الكثيفة والمتراكمة للوصول لشاطئ البحر خاصة مع طول المسافة من الكورنيش للشاطئ وتقترح تخصيص سيارة صغيرة لنقل كبار السن أو رصف ممشي للوصول للشاطئ. اضاف احمد عبدالرازق البيل "عامل زراعي باليومية" من جديلة بالمنصورة انه جاء مع زوجته واولاده الخمسة واحفاده في رحلة لمدة يوم واحد للاستحمام بالبحر والاستمتاع بنسمة بحر رطبة قائلا "دي فسحة السنة كلها" وانا بحرص انا احفادي يشوفوا البحر حتي ولو مرة في السنة وبنبدأ يومنا من الساعة 2.5 بعد منتصف الليل حتي العصر والخدمات جيدة لكن نطالب بتوصيل المياه لادشاش المياه علي الشاطئ لانها لاتعمل. رحلة سنوية للعائلة كما التقت "الجمهورية" علي شاطئ البحر بعائلة كبيرة مكونة من خمس اسر.. حيث اصطحب سمير المرسي "سائق جرار باليومية" من قرية الخلالة زوجته نادية السيد شربيني وبناتهما الثلاثة وازواجهم وابنهم الوحيد وزوجته والاحفاد لقضاء يوم علي البحر. قالت نادية السيد شربيني انا اغسل كلي 3 مرات بمستشفي بلقاس العام ومنعني الجهاز من نزول البحر واجمل ذكرياتي عندما كنت بكامل صحتي وقوتي وكنت اقضي هذا اليوم في البحر اعوم مع اولادي وزوجي واري ذكرياتي امامي كلما نظرت اليه ولكن سعادتي الآن هي بسعادة اولادي واحفادي لانهم ثروتي الحقيقية.. وانا اشرف علي اعداد الوجبات الخفيفة التي قامت بناتي بتحضريها وتجهيزها مثل البطاطس والباذنجان والطعمية والارز والمكرونة وقمت انا بتجهيز بعض العصائر والمياه المثلجة. قال طارق عبدالعزيز محمد غراب "استورجي" من قرية الخلالة بمركز بلقاس انه حضر مع زوجته صابرين محمد "ربة منزل" واولادهما الستة اية 18 سنة ودينا 17 سنة واسماء 10 سنوات وحنان 8 سنوات ومحمدعام ونصف وجنة 3 شهور للاستمتاع بيوم واحد علي شاطئ البحر.. وان المصيف بالنسبة لهم رفاهية لانه في ظل الظروف الاقتصادية وغلاء المعيشة فإن هناك دائما اولويات وآخر مرة زرت فيها البحر وكانت يوماً واحداً منذ 7 سنوات وهذا اليوم يكلفني كثيرا. اضاف سمير فؤاد عبدالغني "نجار مسلح" من قرية الستاموني مركز بلقاس انه حضر مع عديلة طارق غراب وزوجته معزوزة سمير محمد واولادهما الاربعة فارس 12 سنة وشهد 10 سنوات وحمادة 7 سنوات وحبيبة سنة ونصف للاستمتاع بالبحر كما حضر بصحبتهم نسيبهم محمد سمير المرسي "سائق جرار" وزوجته شادية محمد واولاده الاربعة نادية 12 سنة وسمير 6 سنوات وسمرة 5 سنوات وعزة 4 سنوات حيث يتفقون مع سيارة نصف نقل لنقلهم من قريتهم إلي الشاطئ ويبداون يومهم من السادسة صباحا حتي المغرب ويعتمدون في تنظيم هذه الرحلة العائلية السنوية علي امكانياتهم البسيطة حيث يقومون بدق عمل خيمة علي الشاطئ من الملايات والبطانيات القديمة حتي لايتكلفون ايجار الشمسية والكراسي لان بالنسبة لعائلتهم الكبيرة فإنها ستحملهم الكثير خاصة وان سعر ايجار الشمسية وال 4 كراسي يتعدي ال 50 جنيهاً والوجبات الخفيفة المعدة بالمنزل سابقا ويتناولون الايس كريم وام الخلول المملحة علي الشاطئ... اما الشاي والقهوة فيتم اعدادها في الخيمة علي الشاطئ حيث يصطحبون معهم بوتجاز غاز صغير الحجم.. ويطالبون بتخصيص شاطئ عام مجهز بكاف الخدمات لزوار اليوم الواحد من ادشاش وحجرات لتغير الملابس او اقامة كبائن خشبية مفتوحة وتأجيرها باسعار رمزية تتناسب مع الاسر كبيرة العدد ومحدودة الدخل خاصة والحمامات علي الشاطئ لاتوجد بها ادشاش ويدفعون رسم دخول 2 جنيه للفرد الواحد بمن فيهم الاطفال.