شهد اجتماع وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والبحرين بالقاهرة تشاورا واسعا حول الجهود الجارية لوقف دعم للتطرف والارهاب وتدخلها في الشئون الداخلية للدول العربية والتهديدات المترتبة علي السياسات القطرية للأمن القومي العربي وللسلم والأمن الدوليين.. كما تم التأكيد فيه عبر بيان مشترك للدول العربية علي ان موقفها يقوم علي أهمية الالتزام بالاتفاقيات والمواثيق والقرارات الدولية والمبادئ المستقرة في مواثيق الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي واتفاقيات مكافحة الارهاب الدولي مع التشديد علي الالتزام بمكافحة التطرف والارهاب بجميع صورهما ومنع تمويلهما أو توفير الملاذات الآمنة وإيقاف جميع أعمال التحريض وخطاب الحض علي الكراهية أو العنف والالتزام الكامل باتفاق الرياض لعام 2013 والاتفاق التكميلي بكافة مخرجات القمة العربية الاسلامية الأمريكية التي عقدت في الرياض مايو الماضي والامتناع عن التدخل في الشئون الداخلية للدول ودعم الكيانات الخارجة عن القانون ومسئولية جميع دول المجتمع الدولي عن مواجهة كل أشكال التطرف والارهاب بوصفها تمثل تهديدا للسلم والأمن الدوليين. وكانت الدول الأربع قد أكدت ان دعم التطرف والارهاب والتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية ليست قضية تحتمل المساومات والتسويف وان المطالب التي قدمت لقطر جاءت في اطار ضمان الالتزام بهذه المبادئ وحماية الأمن القومي العربي وحفظ السلم والأمن الدوليين ومكافحة التطرف والارهاب وتوفير الظروف الملائمة للتوصل لتسوية سياسية لأزمات المنطقة والتي لم يعد ممكنا التسامح مع الدور التخريبي الذي تقوم به قطر فيها. "الجمهورية" التقت بخبراء الدبلوماسية والذين أكدوا أهمية ما نتج عنه من قرارات ومبادئ في الاجتماع الرباعي العربي بالقاهرة. قال السفير منير زهران رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية إن رد قطر علي المطالب للدول العربية المقاطعة كان سلبيا ولا يوجد فيه مضمون ولم تلتزم بها قطر.. أضاف ان وزراء خارجية الدول الأربع عكسوا عدم ارتياحهم للرد السلبي لقطر وبالتالي فهناك إجراءات ومبادئ سوف يتخذها الوزراء الأربع واتفقوا عليها وأعلنوا عنها. أكد ان قطر لن تهرب مما فعلت من تأييدها ودعمها وتمويلها للإرهاب والتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية وإيواء الارهابيين مؤكداً ان قطر لن تفلت من الإجراءات التي تتخذها الدول العربية الأربع وغيرها علي المستوي الدولي وان ظاهرة الارهاب عالمية عندما قامت قطر بمثل هذه التصرفات استندت علي تركيا وايران فهذا لا يمكن أن يتفق مع حسن العلاقات الدولية وأن تأتي دولة تؤيد وتمول التنظيمات الارهابية في الدول العربية والعالم وتأتي دولتين من دول المنطقة وهما تركيا وايران لتأييد قطر وبالتالي فإن تلك الدولتان تدعمان الارهاب الذي تقوم به قطر والذي لا يتفق مع الشرعية الدولية ولا تتفق مع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة الخاصة بمكافحة الارهاب. وشدد علي ان كافة دول المجتمع الدولي عليها أن تتحمل مسئوليتها في مواجهة جميع أشكال التطرف والارهاب.. كما أكد ان المبادئ الأساسية لميثاق الأممالمتحدة والتي تأتي في المادة الثانية من ميثاق الأممالمتحدة ومنها عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول. مشيراً إلي أن هناك سلسلة من القرارات لمكافحة الارهاب وهناك لجنة لمكافحة الارهاب في مجلس الأمن برئاسة مصر. من جانبه أكد السفير محمد المنيسي سفير مصر السابق في قطر ان الرد القطري كان متوقعا تماما ولم يكن مفاجئاً لأن قطر بشكل عام ترسم سياستها سواء الداخلية أو الخارجية بطريقة غير رصينة أو صبيانية أكثر وبالتالي لم نكن نتوقع اطلاقا ان قطر سوف تغير من موقفها أو تلتزم وتتجاوب مع مطالب الدول الأربع مصر والسعودية والامارات والبحرين.. وقال ان الاجتماع الذي عقد بالقاهرة بين الدول الأربع المقاطعة لقطر كان من أجل تنسيق المواقف والتحركات القادمة والمستقبلية. أوضح السفير المنيسي ان الكرة حالياً في ملعب الدول المقاطعة لقطر وليس في الملعب القطري مضيفا ان الأيام المقبلة بالتأكيد سوف تشهد عقوبات أكثر علي قطر.. وذكر ان قطر دائماً لا تلتزم بالمواقف الجماعية للدول الخليجية ودائماً تشذ وتأخذ مواقف تختلف عن باقي دول مجلس التعاون الخليجي. قال ان الإجراءات الأخري ربما تشمل عدة مسائل قد تمتد إلي فرض حصار بحري علي قطر لأن ذلك الذي يقتل قطر بالفعل. مشيراً إلي هناك حصارا بريا وجويا. لافتاً إلي أنه بالأمس أرسلت تركيا سفينة شحن ضخمة وصلت الموانئ القطرية مليئة بالمواد الغذائية. شدد علي ان ما تفعله قطر قد تعدي الاتهامات وهناك مئات الدلائل علي ذلك وعلي دعمها وتمويلها للارهاب. مشيراً إلي أن الشيخ حمد بن جاسم بن جبر رئيس الوزراء القطري السابق علي الرغم من انه حالياً لا يشغل أي منصب رسمي ولكنه هو اللاعب الرئيسي والأساسي للسياسة الخارجية القطرية والمحرك الرئيسي للسياسة الداخلية والخارجية لقطر وهو الذي يقف وراء كل ذلك.