اعتقلت الشرطة البريطانية أمس 12 شخصا في عمليات أمنية بدأتها في منطقة "باركينج" شرقي لندن. وذلك في إطار التحقيقات في الهجمات الإرهابية التي شهدتها العاصمة وأسفرت عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 50 آخرين . فيما لم تعلن أي جهة مسئوليتها عن هذه الهجمات حتي الآن. قالت قائدة شرطة لندن كريسدا ديك إنها لا تعتقد وجود مشتبه بهم آخرين فارين. لافتة إلي أن الشرطة لم تحدد حتي الآن هوية المهاجمين الثلاثة الذين قتلوا برصاص الشرطة. وأعربت ديك تفهمها لخوف سكان لندن لكنها دعتهم إلي عدم المبالغة في ردود الفعل أو نقل إحباطاتهم نحو الأشخاص في مجتمعات أخري أو داخل مجتمعاتهم. وكانت لندن شهدت حادثي دهس وطعن في منطقتي جسر لندن وسوق بورو وقال شهود عيان إن حافلة بيضاء تسير بسرعة كبيرة علي جسر لندن اصطدمت بالمارة. وترجل منها ثلاثة أشخاص وهاجموا المارة. وأضافوا أن رجلين طعنوا شخصا في أحد المطاعم في منطقة سوق بورو القريبة من جسر لندن والمكتظة بالمارة. وتم اغلاق المنطقة المحيطة بجسر لندن وجسر ساوثورك القريب بالإضافة إلي إغلاق محطات الأنفاق والنقل. وتحويل المرور إلي طرق بعيدة عن المنطقة. وناشدت شرطة لندن المواطنين بإرسال أي صور أو مقاطع فيديو من مسرح حادثتي الدهس والطعن علي الفور للمساعدة في إنجاز التحقيقات. من جانبها عقدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اجتماع لجنة الطوارئ الحكومية الذي كانت قد دعت إليه. وقالت ماي إن "الكيل طفح" بعد تزايد الهجمات الإرهابية في بريطانيا وأنها لن تتواني في تشديد الأحكام علي جرائم الإرهاب. وشددت ماي علي ضرورة بذل الجهود لضبط حسابات المتطرفين علي الإنترنت موضحة أن طبيعة التهديد أصبحت أكثر تعقيديا وحملّت ماي من أسمتهم بالمتشددين الإسلاميين مسئولية الحادث زاعمة أنهم لا يمثلون الإسلام. وقالت ماي في مؤتمر صحفي عقدته أمس إنه تتحتم مراجعة إستراتيجية ملف مكافحة الإرهاب والتأكد من أن الشرطة لديها كل الوسائل والقوة التي يحتاجونها. مؤكدة علي أن "هناك تسامحاً كبيراً مع التشدد في بلادنا. ولابد من التطرق لهذا الأمر". من ناحية أخري دعا ناشطون بريطانيون إلي تأجيل الانتخابات البرلمانية المقررة الخميس المقبل لاختيار أعضاء مجلس العموم في أعقاب أحداث لندن.. لكن ماي أكدت علي الإبقاء علي موعد الانتخابات وضرورة استئناف الحملة الانتخابية اليوم وذلك رغم إيقاف الحزب المحافظ ومعظم الأحزاب الأخري حملاتهم الانتخابية. في الوقت نفسه توالت الإدانات لحادثي الدهس والطعن إذ لاقي الحادثان تضامنا عربيا وعالميا مع بريطانيا وتنديدا دوليا بالإرهاب. أدانت كل من السعودية والإمارات ولبنان والبحرين والكويت الهجمات مؤكدين علي وقوفهما بجانب بريطانيا في مواجهة العنف والتطرف وفي حفظ الأمن وداعين المجتمع الدولية إلي تضافر الجهود في مواجهة الإرهاب. كما أعربوا عن تعازيهم في القتلي وتمنيهم الشفاء العاجل للمصابين. ودعت السفارة السعودية في بريطانيا رعاياها في لندن بتوخي الحيطة والحذر ومتابعة تعليمات الشرطة. كما أجري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتصالا هاتفيا برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أكد خلاله دعم الولاياتالمتحدة الكامل لبريطانيا. وذكر البيت الأبيض أن ترامب أشاد برد الفعل السريع للشرطة والجهات الأخري المعنية. ومن جانبه أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه لأسر الضحايا مؤكدا علي جهود بلاده في مكافحة الإرهاب. وأوروبيا. أعربت كل من فرنسا وأسبانيا وإيطاليا ومالطا عن تضامنهم مع بريطانيا عقب الهجوم. متمنية للمصابين الشفاء العاجل. كما أكدوا علي وقوفهم جانب بريطانيا في مواجهة الإرهاب الذي تجاوز كل الحدود.