تحت شعار "إحنا معاك" وبتكلفة قدرها 164 مليون جنيه انطلقت المرحلة الأولي من المشروع القومي لرعاية أطفال الشوارع "أطفال بلا مأوي" في محافظاتالقاهرة والجيزة والقليوبية ليتم تعميمها في باقي المحافظات بالاشتراك مع الجمعيات الأهلية و21 مؤسسة رعاية اجتماعية وفريق متكامل من الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين و17 وحدة متنقلة تجذب الأطفال بطرق غير تقليدية. أكد المشاركون ان المشروع القومي لرعاية الأطفال بلا مأوي يهدف في المقام الأول للقضاء علي ظاهرة أطفال الشوارع وتحويلهم إلي عناصر صالحة في المجتمع بطرق علمية وعملية سليمة من خلال مجموعة من المتخصصين والمدربين للتعامل مع تلك الفئة بمشاركة وزارات التعليم و الصحة والتضامن الاجتماعي والقوي العاملة والشباب. يقول حسني يوسف مدير البرنامج ورئيس اللجنة التنفيذية للمشروع أطلقت وزارة التضامن خلال الشهر الجاري المرحلة الأولي للبرنامج وتشمل القاهرة والجيزة والقليوبية لاحتوائها علي 40% من الأطفال المستهدفين في حين تأتي باقي المحافظات العشر كمرحلة لاحقة بالمشاركة مع صندوق "تحيا مصر" في إطار استراتيجية الحكومة لمعالجة ظاهرة الأطفال بلا مأوي والتي تعتمد علي تجفيف المنابع والتدخل الفوري للحد من الظاهرة بناء علي الحصر الذي تم عام 2014 والذي يعتبر نقطة البداية حيث أظهرت النتائج ان أعدادهم حوالي 20 ألفا يتجمعون في 2558 نقطة علي مستوي الجمهورية كما قامت الدراسة بتحديد مستوي الانحرافات الموجودة بين هذه الفئة من مخدرات وجنس وتجارة أعضاء والتي تبين انتشارها بشكل مفزع لذلك كان من أهم مباديء المشروع هو تشكيل لجنة عليا لإدارة البرنامج من جميع الجهات المعنية بهذه القضية تشمل وزارات التربية والتعليم والصحة والشباب والقوي العاملة بالاضافة إلي المجلس القومي للطفولة والأمومة بالشراكة مع المجتمع المدني والجمعيات والمؤسسات الأهلية التي تعمل في نفس المجال وقد تم دعم هذه المؤسسات ب 50 مليون جنيه تم تخصيصها من صندوق اعانة الجمعيات بالوزارة. ويوضح ان المرحلة الميدانية للبرنامج تستهدف 80% من هؤلاء الأطفال خلال 3 سنوات علي أن يبدأ التنفيذ في العشر محافظات الأكثر كثافة طبقا للحصر وهي القاهرة والجيزة والقليوبية والمنيا والشرقية والاسكندرية وأسيوط والسويس وبني سويف وأخيرا المنوفية كما تم وضع معايير جودة لمؤسسة الرعاية الاجتماعية لتقييم كافة المؤسسات التي تعمل في مجال أطفال بلا مأوي وبلغ عددها 37 مؤسسة وقد تم الانتهاء من تجديد وإحلال البنية التحتية ل 6 من أكبر دور الأحداث التابعة للحكومة وهي دور التربية بالجيزة وفتيات العجوزة ودار التربية بالشرقية ودار التربية بالمنيا ومجمع الدفاع الاجتماعي بالاسكندرية ودار الحرية بعين شمس وكانت هذه المؤسسات قبل التطوير تسع 1100 طفل وبعد التطوير أصبحت تسع 2000 طفل كما خضعت 21 دارا للتجديد النصفي ورفع الكفاءة وسد العجز في الجهاز الوظيفي وتدريب العاملين كما راعي البرنامج بناء قدرات الجهاز الوظيفي مع تحسين البرامج والأنشطة المتعلقة بتأهيل الأطفال والاهتمام بسياسة الجذب حيث كانت معظم الدور طاردة لهذه النوعية من الأطفال لذلك أصبحت السياسة الجديدة مبنية علي استضافة الطفل في دور الرعاية المتنقلة أو اليومية أو الاستقبال النهاري وفق رغبة الطفل في البقاء مع الاهتمام بالنظافة الشخصية وتقديم الوجبات والملابس النظيفة وممارسة بعض الأنشطة ومشاركته بالنشاطات الدائمة كالمسرحيات وفرق الكرة وغيرها في محاولة التأثير علي أفكاره وإقناعه ان الاقامة في الشارع ليست هي الوضع الأمثل. * أما منال شاهين رئيس قطاع البرامج بصندوق تحيا مصر فتؤكد أن حماية أطفال بلا مأوي تمثل إحدي أهم استراتيجيات وأنشطة الصندوق نظرا لأهمية هذا المجال الانساني والتربوي ومن هنا سعي الصندوق الي مد جسور التعاون مع كافة الجهات و الوزارات والجهات المعنية وتقديم الدعم الفني والمالي اللازم لاستكمال البرنامج وبالفعل تم تخصيص مبلغ 165 مليون جنيه شارك الصندوق منها بمبلغ 114 مليون جنيه من أموال التبرعات لتحقيق أهداف المشروع كاملة موضحة أن أهم انجازات الصندوق تواصل مع الهيئة العربية للتصنيع التي قامت بتصنيع وتجهيز 17 وحدة متنقلة بقدرة عالية ومعدات وأجهزة حديثة لتلبية الاحتياجات الضرورية وتقديم الخدمات الأساسية العاجلة لأطفال الشوارع. * ويشير المهندس ثروت عبدالحميد مستشار الهيئة الهندسية بوزارة التضامن إلي انه تم عمل تقييم شامل لمؤسسات الأحداث علي مستوي الجمهورية بمختلف أنواعها وأظهر ان هناك مشاكل كبيرة في تلك المؤسسات جعلها طاردة للأطفال منها تدهور البنية التحتية وضعف قدرات الأخصائيين الاجتماعيين والبرامج المقدمة لذلك سعت الهيئة بالتنسيق مع القوات المسلحة لتطوير وتحسين وتوسعة الدور لتسع أكثر من 200 طفل بدلا من 150 وتم مراعاة سلوكيات وأخلاقيات الأطفال في التصميمات الجديدة لتكون مقاومة لعنف الأطفال وتخصيص غرفة للعلاج النفسي واضافة أنشطة غير متوفرة مسبقا مثل الملاعب وحمامات السباحة كما تم تجهيز الغرف من الفوم المقوي لاستقبال المعاقين. * أما كاميليا إبراهيم رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للدفاع الاجتماعي بالقاهرة فتقول تندرج تحت إدارتي ثلاث مؤسسات للرعاية الاجتماعية والاحداث هي فتيات القاصرات ومؤسسة الشباب وأخيرا دار الحرية للرعاية الاجتماعية بعين شمس والتي تم تطويرها بالكامل منذ عام علي أعلي مستوي إضافة لإنشاء مدرسة ابتدائية للأطفال داخل المقر علي أن يتم الحاقهم في المرحلة الاعدادية والثانوية بمدارس قريبة من الدار وقد ارتفعت سعة الدار ونسبة الاقبال بعد التطوير من 65 إلي 150 طفلا حاليا وأصبحت علي استعداد لاستقبال المزيد بعد بدء عمل الوحدات المتنقلة. وتضيف كاميليا ان الدار تعمل منذ سنوات طويلة في مجال الرعاية الاجتماعية سواء للأحداث أو أطفال الشوارع من 6 وحتي 18 عام سواء كانوا بدون أسرة أو نتاج أسرة مفككة أو أظهرت التحريات وجودهم مع عائل غير مؤتمن مما يعرضهم للانحراف وللأسف نعاني بشدة في التعامل مع هؤلاء الأطفال خاصة في سن المراهقة لذلك كان من أهم ايجابيات التطوير دعم الجهاز الوظيفي من إداريين وفنيين وأخصائيين اجتماعيين بتدريب شامل ومتخصص ونأمل ان يراعي البرنامج توفير المزيد من الكوادر للعمل بالدور مع ضرورة رفع الدعم المالي المقدم لهم. وكما تم توفير أماكن مؤهلة لاستقبال الأحداث تم اختيار الفرق المشاركة بعناية فائقة وهذا ما تؤكده ندا أحمد عبدالتواب خريجة الخدمة الاجتماعية عام 2013 قائلة كنت طوال السنوات الماضية أبحث عن فرصة عمل مناسبة وعندما تم الاعلان من قبل وزارة التضامن عن أخصائيين في نفس مجال عملي تقدمت علي الفور وخضعت للعديد من الاختبارات والمقابلات الشخصية وتم تصفية المتقدمين من 3000 متقدم إلي 85 فقط وطبقا لهذا العدد تم تشكيل 17 فريقا للعمل بالشارع من خلال الوحدات المتنقلة للوصول للأطفال بأماكن تواجدهم لجذبهم من خلال أنشطة غير تقليدية وتقديم الخدمة الطبية والنفسية والاجتماعية لهم. * وتضيف راندا عبدالعزيز من فريق المسعفين أعمل بفرق الطواريء بالهلال الأحمر وتم ترشيحي للعمل في البرنامج ولكن نظرا لاختلاف طبيعة الفئات التي سنتعامل معها تم اخضاعنا لتدريبات مكثفة لعدة أشهر وتم تقسيم العمل داخل الوحدات المتنقلة بحيث يتوفر في كل وحدة 5 أفراد أخصائي اجتماعي ونفسي ونشاط ومسعف وسائق وينتشر الفريق في أنحاء المحافظات العشرة بجداول يومية محددة مسبقا لمدة 6 ساعات يوميا علي مدار الأسبوع علي أن تكون العطلات بالتناوب بين الفرق. * أما نزلاء تلك الدور فيشيدون بالرعاية الفائقة وهذا ما يؤكده كريم رشاد والذي روي قصته قائلا أبلغ من العمر 14 عاما وأقيم في الدار منذ ثلاث سنوات وفور دخولي تم الحاقي بالمدرسة الاعدادي وأحصل علي رعاية واهتمام نفسي واجتماعي وصحي وسعيد جدا بالتغيرات التي طرأت علي الدار حيث أصبحت أفضل بكثير بعد توفير متنفس رياضي كبير نستطيع من خلاله تفريغ طاقتنا. ويشاركه عيسي إبراهيم 9 سنوات قائلا تم نقلي الي الدار منذ شهر ولاحظت فرقا كبير بين الدارين حيث تتوفر خدمات لم أحصل عليها من قبل علاوة علي وجود أنشطة مختلفة وحصص يومية من الموسيقي والرسم والكمبيوتر بخلاف المكتبة علاوة علي المعاملة الحسنة من المشرفات.