رئيس جامعة جنوب الوادي يتفقد تشغيل بوابة 3    أسعار الذهب اليوم الاثنين 21 أكتوبر 2024 في السوق المصري والعالمي    الإسكان تعلن تعديل حدود الدخل للتقديم على شقق الإسكان الاجتماعي ضمن مبادرة "سكن لكل المصريين"    رسميًا الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الاثنين 21-10-2024 في البنوك    بلينكن يزور إسرائيل الثلاثاء.. وهاريس تدعو لوقف الحرب في غزة    عاجل:- رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي تنفي نقل أسلحة إلى إسرائيل عبر القواعد الجوية الكويتية    وزير الخارجية: نرفض بشكل كامل المساس بسيادة لبنان وسلامة أراضيه    قتلى في الغارة الإسرائيلية على بعلبك شرقي لبنان    نجم الأهلي ل "الفجر الرياضي": أزمة السوبر نهاية محمود كهربا مع الأهلي    جهاد جريشة يحسم الجدل بشأن هدف الأبيض.. ويؤكد: ثنائي الأهلي والزمالك يستحقان الطرد    حزب الله يستهدف منطقة عسكرية إسرائيلية في الجولان المحتل بالطيران المسير    جبران: عرض مسودة قانون العمل على مجلس الوزراء نهاية الأسبوع الجاري    استقرار أسعار الفراخ البيضاء في الأسواق المحلية اليوم 21 أكتوبر    عمرو أديب يشيد بكلمة الرئيس السيسي حول صندوق النقد الدولي والإصلاح الاقتصادي    نقيب الصحفيين: لن نفتح باب الانتساب إلا بعد موافقة الجمعية العمومية    الأرصاد الجوية : الطقس مائل للحرارة نهارا معتدل ليلا ونشاط رياح والعظمى بالقاهرة 29 درجة    وزير التموين يلقي بيان أمام مجلس النواب اليوم    وزير الصحة ونظيره اليوناني يتفقدان مستشفى العاصمة الإدارية الجديدة    وزير الصحة اليوناني يشيد بجهود الدولة المصرية للنهوض بالمنظومة الطبية    مالك مطعم صبحي كابر: الحريق كان متعمدًا والتهم الطابق الثالث بالكامل    حزب الله يعلن إسقاط هرمز 900 إسرائيلية    محمود كهربا.. موهوب في الملعب وأستاذ "مشاكل وغرامات" (بروفايل)    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط» الاثنين 21 أكتوبر 2024    علي جمعة يكشف حياة الرسول في البرزخ    عاجل.. كولر «يشرح» سبب تراجع أداء الأهلي أمام سيراميكا ويكشف موقف الإصابات في نهائي السوبر    علي الحجار يستعد لتقديم موهبة جديدة في حفله بمهرجان الموسيقى العربية    أبرزهم هشام ماجد ودينا الشربيني.. القائمة الكاملة للمكرمين في حفل جوائز رمضان للإبداع 2024    حظك اليوم برج القوس الاثنين 21 أكتوبر 2024.. مشكلة بسبب ردود أفعالك    «زي النهارده».. تدمير وإغراق المدمرة إيلات 21 أكتوبر 1967    هل النوم قبل الفجر بنصف ساعة حرام؟.. يحرمك من 20 رزقا    موقع تحديث بطاقة التموين 2024.. والحكومة تكشف حقيقة حذف 5 سلع تموينية    خلال ساعات.. نظر استئناف المتهم بقتل اللواء اليمني حسن العبيدي على حكم إعدامه    حسام البدري: إمام عاشور لا يستحق أكثر من 10/2 أمام سيراميكا    المندوه: السوبر الإفريقي أعاد الزمالك لمكانه الطبيعي.. وصور الجماهير مع الفريق استثناء    عواد: قضيت 5 سنوات في الزمالك ولم أرَ مثل هذا الالتزام من قبل    الاحتلال الإسرائيلى يقتحم مدينة نابلس بالضفة الغربية من اتجاه حاجز الطور    لبنان.. إخلاء بلدية صيدا بسبب تهديدات الاحتلال الإسرائيلي    لاعب الأهلي السابق: تغييرات كولر صنعت الخلل أمام سيراميكا    إصابة 10 أشخاص.. ماذا حدث في طريق صلاح سالم؟    حادث سير ينهي حياة طالب في سوهاج    6 أطعمة تزيد من خطر الإصابة ب التهاب المفاصل وتفاقم الألم.. ما هي؟    إخلاء سبيل مساعدة هالة صدقي بعد سماع أقوالها في البلاغ المقدم ضدها    هيئة الدواء تحذر من هشاشة العظام    الاثنين.. مكتبة الإسكندرية تُنظم معرض «كنوز تابوزيريس ماجنا»    22 أكتوبر.. تعامد الشمس على معبد أبو سمبل الكبير    «هعمل موسيقى باسمي».. عمرو مصطفى يكشف عن خطته الفنية المقبلة    في دورته العاشرة.. تقليد جديد لتكريم رموز المسرح المصري ب"مهرجان الحرية"    مزارع الشاي في «لونج وو» الصينية مزار سياحي وتجاري.. صور    هل كثرة اللقم تدفع النقم؟.. واعظة الأوقاف توضح 9 حقائق    كيف تعاملت الدولة مع جرائم سرقة خدمات الإنترنت.. القانون يجب    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى الخليفة دون إصابات    النيابة تصرح بدفن جثة طفل سقط من الطابق الثالث بعقار في منشأة القناطر    ملخص مباراة روما ضد إنتر ميلان في الدوري الإيطالي.. فيديو    وفود السائحين تستقل القطارات من محطة صعيد مصر.. الانبهار سيد الموقف    وزير الشؤون النيابية: قانون العمل الجديد يحقق التوازن بين العامل وصاحب العمل والدولة    وزير الشئون النيابية يحضر جلسة عامة للبرلمان بشأن خطة «الزراعة» لتعزيز الأمن الغذائي    زوجى يرفض علاجى وإطعامي .. أمين الفتوى: يحاسب أمام الله    أستاذ تفسير: الفقراء يمرون سريعا من الحساب قبل الأغنياء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدين للحياة
يقدمها : فريد إبراهيم
نشر في الجمهورية يوم 07 - 04 - 2017

هل يشترط فيمن يكفل طفلاً أو طفلة أن ترضعه زوجته أو إحدي أخواتها؟ وما عدد الرضعات التي تجعل الطفل المكفول أو الطفلة محرماً علي الكافل أو الكافلة؟
الجواب:
الكفالة غير مرتبطة بالرضاع. فقد تكون هناك كفالة دون رضاع وقد يكون هناك رضاع دون كفالة إلا إذا كانت الكفالة ستستمر الي حين البلوغ مع اختلاف الجنس بين الكافل والمكفول. فيشترط الرضاع المحرم حينئذ للمكفول وهو في زمن الرضاع من زوجته أو احدي اخواتها حتي لا يكون هناك حرج عند بلوغ الطفل من وجوب احتجاب نساء الأسرة الكافلة أمامه. وحرمة الخلوة بهن وما أشبه ذلك من أحكام. ويكون ذلك بالشروط المقررة شرعاً للرضاعة المحرمة.
وعدد الرضعات المحرمة هي خمس رضعات متفرقات -علي المختار للفتوي والمعمول به في الديار المصرية- لما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت "كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن. ثم نسخن بخمس معلومات. فتوفي رسول الله-صلي الله عليه وآله وسلم- وهن فيما يقرأ من القرآن" أي: يتلي حكمهن. أو يقرؤهن من لم يبلغه النسخ لقربه.
ضابط الرضعة يرجع فيه الي العرف. لأن الشرع ورد بها مطلقة ولم يحددها بزمن ولا مقدار فدل علي ذلك علي أنه ردها الي العرف فما قضي عرفاً بكونه رضعة أو رضعات اعتبر. وإلا فلا.
ومتي تخلل الرضاع بما يصح أن يطلق عليه بأنه فصل: تعدد. فلو ارتضع ثم قطع اعراضاً واشتغل بشئ آخر ثم عاد وارتضع فهما رضعتان. ولو قطعت المرضعة ثم عادت إلي الإرضاع فهما رضعتان علي الأصح. كما لو قطع الصبي. ولا يحصل التعدد بأن يلفظ الثدي ثم يعود إلي التقامه في الحال. ولا بأن يتحول من ثدي إلي ثدي في الحال. ولا بأن يلهو عن الامتصاص والثدي في فمه. ولا بأن يقطع التنفس ولا بأن يتخلل بالنومة الخفيفة فكل ذلك رضعة واحدة.
ولا يشترط في الرضعة الواحدة أن تكون مشبعة. وهذا ما نص عليه السادة الشافعية في كتبهم. قال الخطيب الشربيني في الاقناع: قالوا: "لو لم يحصل في جوفه إلا خمس قطرات في كل رضعة قطرة حرم"
والذي عليه المذاهب المتبوعة المستقرة في الأمة أن الرضاع المحرم إنما هو ما كان في الحولين. عملاً بقوله تعالي "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة" البقرة 233. ورخص المالكية في زيادة شهر أو شهرين علي الحولين. وجعله الإمام أبو حنيفة عامين ونصفاً. استدلالاً بقوله تعالي "وحمله وفصاله ثلاثون شهراً" الأحقاف 15.
قال الإمام السرخسي في المبسوط: "وظاهر هذه الإضافة يقتضي أن يكون جميع المذكور مدة لكل واحدة منهما. إلا أن الدليل قد قام علي أن مدة الحبل لا تكون أكثر من سنتين. فبقي مدة الفصال علي ظاهره".
فترة كفالة اليتيم
ما الوقت الذي تنتهي فيه فترة كفالة اليتيم أو مجهول النسب؟ وهل تنتهي بوفاة الكافل؟ وإذا تم الطلاق بين الكافل وزوجته فلمن تذهب كفالة الطفل المكفول؟
الجواب:
الكفالة نوع من أنواع التبرع. وهو: بدل المكلف مالاً أو منفعة لغيره في الحال أو المآل بلا عوض. بقصد البر والمعروف غالباً. وفي الكفالة يبذل الكافل للمكفول المال والمنفعة معاً.
أما الوقت الذي تنتهي فيه فترة الكفالة فإنه يجوز للكافل ان يفسخ عقد كفالة الطفل في أي وقت لأنه عقد تبرع. وعلي الجمعيات القائمة علي ذلك ان تحتاط لهذا بالقيام مقام الكافل المستقيل فور استقالته. حرصاً علي المكفول.
وإذا اشترط الكافل مدة معينة لكفالة الطفل فإن الأمر علي ما تم الاشتراط عليه. علي ألا يضر هذا بمصلحة الطفل. وقد يعسر الكافل فلا يملك ما ينفقه علي الطفل. فيفسخ العقد. وقد يموت الكافل فتنتهي فترة الكفالة ويرد الطفل إلي دار الكفالة. حيث ان الكفالة في أصلها لا تورث. لأنه عقد تبرع يجوز في حق المتبرع نفسه فسخه حال حياته. فمن باب أولي ان لا يجب استمرار العقد بعد حياته إلي ورثته. ولأن العقد ملزم -حال إلزامه- لأطرافه فقط. أما إذا تبرع بالقيام بها الورثة أو أحدهم فهذا عقد تبرع جديد.
وقد تكون كفالة الطفل باسم الأب والأم معاً. ففي حالة الانفصال أو الوفاة لأحد الطرفين فعلي ما يتفق عليه. بينهما من جهة وبينهما وبين دار الكفالة المسئولة من جهة أخري ويتحري في ذلك مصلحة المكفول.
في الاحتفال بيوم عيدهم:
القرآن ينادي الرحماء لإنقاذ اليتامي قبل فوات الأوان
الاحتفال بيوم اليتيم هذا العام يأتي وسط أحداث جسام تتعلق بكثرة الاعتداءات علي الأطفال اليتامي بشكل مقزز تجاوز كل الحدود.
القضية أثيرت في مجلس النواب وتقدم بعض الأعضاء بطلبات للتحقيق في الأمر منهم الدكتورة النائبة مارجريت عازر التي طالبت بالتحقيق في الاعتداء الجنسي بالاكراه علي عدد هائل من يتامي الأطفال باحدي دور الرعاية لدرجة جعلتهم يعانون من صعوبات في عملية الاخراج .. فأين نتائج التحقيقات؟ سؤال مازال يبحث عن اجابة.
غير ان القرآن الكريم أثار قضية اليتامي في أكثر من موضع.. كما ان السنة النبوية المطهرة شددت علي كفالة اليتيم وحرصت علي تربية اليتامي في جو تسوده العزة والكرامة.
ورغم ذلك فإن مظاهر الاعتداء مستمرة وتحولت العبادة الي بيزنس حرام ولذا كان لابد من حل عند علماء الدين لوضع تعليمات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة موضع التنفيذ خاصة في مصر بل الأزهر الشريف.
سألت العلماء كيف حرص الاسلام علي رعاية اليتيم؟ وما هي القضايا التي أثارتها النصوص القرآنية في هذا المجال وكيف عالجت المشاكل التي يتعرض لها الأيتام في المجتمعات المختلفة.. ثم السؤال الأهم كيف نسقط النصوص القرآنية والنبوية علي أرض الواقع؟ ثم ما هي النتائج التي يمكن ان يجنيها المجتمع من وراء عدم الالتزام بتعليمات القرآن والسنة في معاملة اليتيم؟
الدكتور محمد الزناتي عميد كلية الدراسات الاسلامية السابق وأستاذ التفسير بجامعة الأزهر يقول ان ما يحدث هذه الأيام من بعض دور الأيتام في معاملة اليتامي لا يتنافي مع الإسلام فقط ولا مع جميع الشرائع السماوية فقط بل انه يتنافي مع الانسانية ومع كل قواعد القيم والأخلاق في أي مجتمع من المجتمعات.
أضاف ان الرسول صلي الله عليه وسلم شدد بشكل خطير علي الاعتناء باليتيم وأطلق صيحته المدوية في حديث صحيح ليصف أي بيت يكرم يتيما بأنه خير البيوت علي وجه الأرض فيقول في حديثه النبوي الشريف "خير البيوت علي وجه الأرض بيت فيه يتيم يكرم ..وشر البيوت علي وجه الأرض بيت فيه يتيم يهان".
ثم تتوالي تعليمات الرسول وتوصياته بالاعتناء باليتيم حرصا علي مصلحة المجتمع والدولة ولمنع الاضطرابات والاحقاد التي يمكن ان تتولد عن اهمال هؤلاء اليتامي الذين فقدوا عطف الأمومة وحنان الأبوة فيقول الرسول صلي الله عليه وسلم "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين" ويشير بأصبعية السبابة والوسطي.
ثم تنزل الآيات البينات تحذر أشد التحذير من التعرض لليتيم بأي أذي فتقول في سورة الضحي وفي خطاب موجه للرسول صلي الله عليه وسلم مباشرة "فأما اليتيم فلا تقهر".
سألت الدكتور الزناتي لماذا وجه الخطاب للرسول بالتحديد رغم انه لا يمكن أن يكون قد قهر يتيما؟
أجاب الدكتور الزناتي أستاذ التفسير بجامعة الأزهر ان المقصود بالخطاب هو أمة الرسول وليس الرسول في شخصه وذاته.. ان النبي صلي الله عليه وسلم مخاطب لأنه صاحب الدعوة ومبلغها والنازل عليه الآيات البينات من فوق سبع سماوات وهذا يماثل تماما قول الله تعالي في ندائه علي رسوله ليس باسمه ولكن بصفته العظمي وكأن الله يفتخر به فيقول "يا أيها النبي" ثم يقول اذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن؟ ورغم ان النداء للرسول والخطاب للرسول الا ان المخاطب بالتلكيف الأمة كلها.
أضاف الدكتور محمد الزناتي ان القرآن الكريم ذكر قضية اليتامي في أكثر من موضع وذلك لأهمية القضية للمجتمع وحتي لا يتسبب اهمال اليتامي في زيادة أطفال الشوارع وما يمكن ان يترتب علي ذلك من خراب كبير وفساد في المجتمع.. ولذلك نجد الآيات البينات تترا "ويسألونك عن اليتامي قل إصلاح لهم خير.. وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح".
ثم تحذر الآيات من أكل أموال اليتامي ظلما "إن الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا" بل ان سورة النساء حافلة بمثل هذه المواقف المهمة سواء أكان ذلك خاصا بالحفاظ علي أموال اليتامي أو الزواج من النساء اليتامي.. ولذلك فإن هذا الاهتمام معناه ان هناك عقوبة شديدة ضد كل من يتعرض لليتيم بالأذي.
الدكتور عبدالفتاح البربري رئيس الجمعية الشرعية واستاذ الفقه بجامعة الأزهر يقول ان الاسلام وضع أشد العقوبة لمن يعتدي علي اليتيم بل ان سورة الماعون اعتبرت كل من ينهر اليتيم مكذبا بيوم الدين.. وهو اتهام خطير يصل الي درجة الكفر بل ان السورة عندما طرحت سؤالها علي البشرية "أرأيت الذي يكذب بالدين"؟ كان الغرض ان ينتظر الجميع للاجابة في لهفة وشوق فكانت أول خصال المكذبين بالدين الذين ينهرون اليتيم "فذلك الذي يدع اليتيم" بل ان هذه الجريمة العظمي جاءت قبل جريمة عدم الحض علي اطعام المسكين رغم فداحة الجرم لأنه يتجاهل تكافل المجتمع بل جاءت قبل التحذير في السهو عن الصلاة وهي الركن الثاني من أركان الاسلام.. ان السورة تضع في الصدارة جريمة نهر اليتيم أو الاعتداء عليه وتعتبرها أولي خصال المكذبين بيوم الدين.. وذلك لينبه المجتمع علي عظم المسئولية وليحثه علي عدم ترك هؤلاء قنابل موقوتة تهدد بتدمير الأمة اذا تركوا دون عناية وقد فقدوا حنان الأبوة وعطف الأمومة.. واذا كان هذا عقاب من يتعامل مع اليتيم بأي نوع من العنف فما بالك بما يحدث الآن من جرائم تقشعر منها الأبدان.
أضاف الدكتور عبدالفتاح البربري.. يكفي اليتامي شرفا أنهم يشبهون الرسول صلي الله عليه وسلم الذي تربي يتيما.. ويكفي كافل اليتيم عزة ومجدا انه والرسول صلي الله عليه وسلم صنوان في الجنة.. لا يدخل النبي مكانا فيها إلا ومعه كافلو اليتامي واذا كانت الآيات والسنة المطهرة لم تذكر عقوبة دنيوية لمن ينهر اليتيم فيكفيه الطرد من رحمة الله.
قال ان الجمعية الشرعية لديها خبرة مهمة في رعاية اليتامي وقد بدأنا في وضع دليل فقهي وتربوي لكيفية التعامل مع اليتامي والبائسين سوف نضعه أمام المسئولين في كل المؤسسات التي تهتم باليتامي.
الدكتور عبدالفتاح ادريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر يسرد الآيات التي تعرضت للحفاظ علي اليتيم وعرضه وأمواله والاهتمام به وعدم قمعه أو التنكيل به والتي تتعارض تماما مع ما يحدث من بعض دور اليتامي في المجتمع الذين يعتبرون هذه العبادة مشروعا استثماريا بل ان بعضهم يتاجرون بهؤلاء اليتامي بارسالهم إلي الشوارع للتسول.. بل انه توجد عصابات اجرامية منتشرة هذه الأيام تتلقي هؤلاء اليتامي ليس للاعتناء بهم ولكن التجارة بأعضائهم في جرائم ممنهجة يندي لها الجبين.
قال ان الفساد ينخر في الكثير من دور اليتامي الآن ولو كانت هناك رقابة حقيقية لتم اغلاق هذه الدور الفاسدة.. ذكر ان كثيرا من اليتامي يهربون من كثرة الظلم ويعتبرون الشارع أكثر حنانا عليهم من هذه الدور التي تتاجر بمأساتهم.
ذكر ان الاهمال في حق هؤلاء سيكون وبالاً علي المجتمع خاصة ان البعض أصبح لديه سلاسل من دور اليتامي يجعلونها وسيلة للتكسب والتربح بل ان لافتات خادعة لدور اليتامي وهي في الواقع محلات تجارية ولكنها لافتات للدعاية ولكسب المساعدات والمعونات والهدايا العينية وللتجارة بأعضاء هؤلاء الضحايا.. ان ما يحدث هو تجاهل متعمد لكل الآيات والنصوص القرآنية والنبوية في هذا الخصوص في دولة يقول دستورها في مادته الثانية ان الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع فهل نجد من ينقذ هؤلاء من براثن الذئاب قبل فوات الأوان؟.
المفكر الدكتور طه حبيشي في ندوة أصول الدين:
الهجوم علي السنة مشروع متكامل للقضاء علي الإسلام
أكد المفكر الدكتور طه حبيشي الأستاذ بجامعة الأزهر ان ما يدور من شبهات حول السنة لا علاقة له بالبحث عن الحقيقة أومحاولة الوصول إلي معلومات ما وانما هو مشروع ثقافي متكامل للقضاء علي الإسلام من خلال التخلص من المصدر الثاني للاسلام وهو السنة النبوية فالقضية كلها تتمثل في حرب علي الاسلام باعتباره الخطر الذي يهدد الحضارة الغربية كما يتصور رجالها.
وقال الدكتور حبيشي في محاضرته التي ألقاها بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة ان هجوم أعداء الاسلام علي السنة يتم من خلال ادعاءات يمكن تقسيمها إلي ثلاثة محاور: المحور الأول الادعاء بأن القرآن يكفي وحده ولا حاجة لنا بالسنة معتدين بقوله تعالي: "ما فرطنا في الكتاب من شيء" والمغالطة هنا تتمثل في ادعائهم ان الكتاب المقصود هو القرآن الكريم فقط رافضين أي تفسير آخر حت يبنون علي تفسيرهم رفضهم للسنة ورغم ان كلمة الكتاب اشمل وأعم من كلمة القرآن بل ان كلمة الكتاب في هذه الآية تؤكد هذه الحقيقة اذا ما وضعنا الآية في سياقها القرآني الذي هو "وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء" والمقصود بالكتاب هنا هو اللوح المحفوظ أو اللوح المحفوظ به حكمة وجود هذه الكائنات أما المحور الثاني للهجوم علي الإسلام برفض السنة والاكتفاء بالقرآن فيتمثل في قولهم ان الله حفظ كتابه أو قرآنه ولسنا بحاجة إلي السنة حيث يقول تعالي: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" فيقولون ان الذكر هو القرآن فقط متناسين ان الله يقول: "وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون" والذكر هنا هو الدين كله أي يشمل كل ما جاء به النبي من قرآن وقول وفعل واقرار لفعل.
أما المحور الثالث يتمثل في ادعائهم ان الرسول نهي عن كتابة السنة ويخفون انه أمر بكتابتها أيضا لمن قال له ان ذاكرته ضعيفة فقال له "استعن عليها بيمينك" أي بالكتابة كما ان النهي عن كتابة السنة كانت في أول الأمر حتي لا تختلط بالقرآن الذي يحرص الرسول علي كتابته أي ان هناك وسيلتين للحفظ أقرهما الرسول صلي الله عليه وسلم وهي الحفظ بالكتابة والحفظ بالذاكرة وكانت الذاكرة في ذلك الزمن هي الأضمن من خلال حفظ الكثيرين للنص النبوي ومع ذلك فقد استخدم الرسول الوسيلتين.. الغريب ان أعداء السنة ورافضيها يستدلون علي رفضها بها وهو أمر غريب فمن يرفض أمراً كيف يلجأ اليه فيقولون ان رسول الله صلي الله عليه وسلم وسلم قال: "من كتب عني غير القرآن فليمحه" فلماذا يصدقون هذا النص من دون بقية النصوص رغم أنه أباح للبعض الكتابة كوهب بن منبه وعبدالله بن عمرو بين العاص وصاحب الذاكرة الضعيفة الذي قال له "استعن عليها بيمينك".
قال الدكتور طه انهم يقولون ان القرآن يكفي فهل يوجد في القرآن ان الله أمر الرسول بتزويج زيد بن حارثة للسيدة زينب..؟ الحقيقة لا.. فكيف عرفنا ذلك؟ عرفناه من السنة أما القرآن فليس فيه إلا قوله تعالي: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضي الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" اذن آيات القرآن قائمة علي ان هناك رافداً ثانيا للدين أني أنها تبني أحكامها علي السنة النبوية لذلك لم يقل القرآن ان رسول الله زوج زيدا بزينب كذلك فقد أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم بقطع بعض نخل اليهود أثناء حصارهم لعلمه بنفسيتهم المتعطشة إلي المال والتي لا تطيق انتزاعه منها فلما حدث ذلك استسلموا طمعا في الحفاظ علي نخلهم فهل يوجد في القرآن ان رسول الله أمر بذلك أو سر أمره لعلي رضي الله عنه بذلك بالطبع لا.. ولكن الموجود في القرآن مبني علي ما كان في السنة لأنه رافد آخر للدين حيث قال تعالي: "ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة علي أصولها فبإذن الله".
أين الاذن الذي أصدره الله بقطع هذا الشجر انه السنة حيث يوصي الله الرسول بذلك دون نص.
كذلك قوله تعالي: "ياأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك" وفي التفسير ما أحل الله له هو معاشرة زوجته في بيت زوجة أخري فهل هناك في القرآن نص يقول ان هذا الجماع حلال أو انه يجوز ان يعاشر زوجته علي فراش زوجته الأخري أم أنها السنة التي تمثلت في سلوك الرسول وفعله.
وقال: ان الغريب أو الأغرب ان محاربي السنة التي جاء بها النبي بقولهم ان القرآن يكفي يقولون انهم يؤمنون بسنة ابراهيم عليه السلام أي يرفضون سنة عمرها ألف وخمسمائة عاما تقريبا وتم تسجيلها ويطالبون بالعمل بسنة عمرها آلاف السنين ولم تسجل فاذا قلت لهم ماهي سنة ابراهيم لا يجد شيئا وكل القرآنيين يقولون بذلك بل يقولون يجب العمل بالعرف بدلا من سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ورغم ان العرف هو واقع الناس المعاش وبالتالي تصبح المثلية والشذوذ الذي ينتشر في أوروبا تحترم القوانين فاعليه عرفا فالعرف يسجل الواقع لكن الاسلام جاء ليغير الواقع إلي الأفضل "انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ولم يقل لأقر الواقع به أخيرا لم يقرءوا قول الله تعالي: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" أليس هذا أمرا بالأخذ من أقول الرسول وأوامره ونهيه وماذا عن قوله تعالي "فإن تنازعتم في شيء فردوه الي الله والرسول" لو كان الأمر يتعلق بالقرآن فقط لقال "فردوه إلي الله" ولم يذكر الرسول.
أخيرا فإن أكثر الناس معرفة بالحقيقة هم اولئك المهاجمون للاسلام ومحاولة حوارهم من خلال الرد علي الشبهات لن يجدي لكن الرد عليهم بفضح مخططاتهم وكشف من وراءهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.