من أخص صفات القرآن الكريم خلود معجزته. وهو خلود من محورين.. أولهما: بقاؤه منذ نزل علي رسولنا الكريم من دون تغيير أو تبديل.. ثانيهما: أنه مازال معجزاً في كل ما تضمنه من تحدي إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها.. وهي خاصية أخري اختص بها الله نبيه سيدنا محمد دون سائر الرسل التي جاءت معجزاتهم وقتية تنتهي بزمانها. بل بمجرد حدوثها مثل شق البحر لسيدنا موسي. عليه السلام.. فنحن نتناولها الآن كتاريخ. لا يمكن رؤيته رأي العين كالقرآن الكريم. الذي مازالت معجزاته قائمة. وتتجدد عصراً بعد عصر.. فضلاً عن المعجزات الوقتية التي تنتهي بزمانها. والقرآن كما يذكر الدكتور محمد أبوليلة. أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر في كتابه "القرآن الكريم من منظور استشراقي.. دراسة نقدية تحليلية": القرآن هو كلام الله القديم المعجز المنزل من لدنه تعالي علي قلب رسوله محمد "صلي الله عليه وسلم" بلسان عربي مبين. المنقول عنه بالتواتر والمكتوب في المصحف المتعبد بتلاوته المأمور بقراءته وتدبره. والعمل به وبتحكيمه في الأمور كلها.. وهو معجزة الرسول "صلي الله عليه وسلم" الباقية علي مر العصور. وهو مصدر التشريع والأخلاق والسلوك عند المسلمين. والأصل الذي ترجع إليه وتقاس عليه جميع معاملات المسلم. أما إعجاز القرآن فيتنوع حتي يجد فيه كل البشر ما يعجز ويدل علي أنه من لدن عزيز حكيم كما يقول الدكتور عبدالآخر أبوالوفا في كتابه "المعجزة الخالدة: القرآن معجز في لغته. وترتيب آياته. وترتيله وجرسه. وحفظه". أما إعجازه في حفظه فتضمن أمرين.. أن صدور المؤمنين حفظته نصاً بلا تحريف. وقبلها قلب النبي "صلي الله عليه وسلم" الذي طمأنه المولي سبحانه وتعالي علي حفظه في قوله تعالي مخاطباً الرسول: "لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه" "القيامة: 16. 17".. فتكفل الله سبحانه وتعالي باستمرارية هذا الكتاب محفوظاً بنصه. بل بديمومية قراءته. وفي موضع آخر يقول تعالي: "إنه لقرآن مجيد في لوح محفوظ. لا يمسه إلا المطهرون" "الواقعة: 77. 78. 79". فالقرآن هو الكتاب الأوحد. الذي يحفظ في صدر المسلم بنصه. ويحفظ مكتوباً.