شهد عام 2016 الذي يشرف علي النهاية بعد أيام قليلة العديد من الأحداث الساخنة التي لا يمكن أن تمحي من ذاكرة الرياضة. حيث نستعرض بعضاً منها خلال التقرير التالي. يمكن أن يطلق علي عام 2016 "عام كريستيانو رونالدو" حيث توج النجم البرتغالي الدولي بثلاثة ألقاب مع منتخب بلاده وفريقه ريال مدريد الإسباني جعلته يحصد جائزة الكرة الذهبية التي تقدمها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية لأفضل لاعب كرة في العالم للمرة الرابعة في مسيرته الرياضية. وخلف رونالدو بذلك منافسه اللدود الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي توج بالجائزة للمرة الخامسة في مسيرته مطلع العام الحالي قبل أن تعلن المجلة الفرنسية انفصالها عن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" فيما يتعلق بتقديم الجائزة في شهر سبتمبر الماضي. وقاد رونالدو المنتخب البرتغالي للتتويج بلقب كأس الأمم الأوروبية "يورو 2016". التي أقيمت بفرنسا الصيف الماضي. للمرة الأولي في تاريخه. كما ساهم في حصول الفريق الملكي علي بطولتي دوري أبطال أوروبا في شهر مايو الماضي وكأس العالم للأندية التي أقيمت باليابان الشهر الجاري. غير أنه غاب عن تتويج الريال بكأس السوبر الأوروبي علي حساب مواطنه أشبيلية. الذي احتفظ بلقب الدوري الأوروبي "يوروبا ليج" للعام الثالث علي التوالي والخامسة في تاريخه. بداعي الإصابة. وعلي النقيض تماما. كان عام 2016 مخيبا لميسي بعدما أخفق مجددا في التتويج مع منتخب الأرجنتين ببطولة كأس أميركا الجنوبية "كوبا أميركا" التي جرت بالولاياتالمتحدة في نسختها المئوية في شهر يونيو الماضي. عقب خسارته في النهائي أمام المنتخب التشيلي بركات الترجيح. التي أهدر ميسي إحداها. ليواصل بذلك فشله في الحصول علي لقب دولي مع منتخب التانجو بعدما خسر نهائي مونديال 2014 بالبرازيل ثم نهائي كوبا أميركا العام الماضي بتشيلي. واتخذ ميسي. الذي انهمرت الدموع من عينيه عقب خسارة البطولة. قرارا مفاجئا باعتزال اللعب الدولي. لكنه سرعان ما تراجع عنه ليعود مجددا للعب مع منتخب بلاده في التصفيات المؤهلة لكأس العالم بروسيا عام .2018 وشهد العام الحالي أيضا تغييرا في رئاسة الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم. حيث انتخب السويسري جياني إنفانتينو رئيسا للفيفا في شهر فبراير الماضي. فيما اختير السلوفيني اليكسندر سيفرين لرئاسة اليويفا في شهر سبتمبر. ليخلفا السويسري جوزيف بلاتر والفرنسي ميشيل بلاتيني في رئاسة الاتحادين عقب إيقاف الثنائي عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم علي خلفية إدانتهما بقضايا فساد. وواصلت أندية برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني ويوفنتوس الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي فرض هيمنتها علي بطولاتها المحلية. بعدما توجت بالثنائية "الدوري والكأس" في بلدانهم هذا العام. في المقابل. فجر نادي ليستر سيتي "المغمور" كبري مفاجآت 2016. بعدما توج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا العام للمرة الأولي في تاريخه. تحت قيادة مدربه الإيطالي العجوز كلاوديو رانييري. متفوقا بذلك علي أباطرة كرة القدم الإنجليزية. في معجزة لم يكن يتخيلها أكثر جماهيره تفاؤلا. وتمثل الحدث الرياضي الأبرز عام 2016 في دورة الألعاب الأوليمبية التي أقيمت بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية في شهر أغسطس الماضي. وحفلت الدورة بالعديد من الأرقام القياسية التي تحطمت. فيما كان التتويج من نصيب الولاياتالمتحدة برصيد 121 ميدالية متنوعة. من بينها 46 ذهبية. وواصل السباح الأمريكي الأسطوري مايكل فيليبس ممارسة هوايته في حصد الميداليات الأوليمبية بعدما أحرز خمس ذهبيات وفضية واحدة. ليرفع رصيده إلي 28 ميدالية أوليمبية ويعزز مكانته كأكثر الرياضيين تتويجا بالميداليات في التاريخ. فيما كرر العداء الجامايكي المعجزة يوسن بولت إنجازه الذي حققه في أوليمبياد بكين ولندن بحصوله علي ثلاث ميداليات ذهبية في سباقات 100 و200 متر و4*100 متر تتابع. واستغل المنتخب البرازيلي لكرة القدم مؤازرة عاملي الأرض والجمهور له لينجح أخيرا في التتويج بالميدالية الذهبية الأوليمبية للمرة الأولي في تاريخه عقب فوزه علي ألمانيا بركلات الترجيح في المباراة النهائية. وشابت الدورة بعض الأحداث المثيرة للجدل قبل انطلاقها بعدما قررت اللجنة الأوليمبية الدولية إيقاف الفريق الروسي لألعاب القوي بسبب إدانة رياضييه بتناول مواد محظورة بشكل ممنهج تحت رعاية الحكومة الروسية. ووضع عام 2016 حدا لسيطرة الصربي نوفاك ديوكوفيتش والأمريكية سيرينا وليامز علي صدارة التصنيف العالمي للاعبي ولاعبات التنس المحترفين. بعدما أطاح البريطاني آندي موراي والألمانية أنجيليكه كيبربر بالثنائي. ليتربعا حاليا علي قمة التصنيف. ولم يخل العام الحالي من الأحداث الحزينة والمأساوية. حيث رحل خلاله أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي والنجم الهولندي الطائر يوهان كرويف والرئيس الأسبق للفيفا البرازيلي جواو هافيلانج. وكان العالم علي موعد مع كارثة مروعة في شهر نوفمبر الماضي. بعدما لقي 19 لاعبا في فريق شابيكوينسي البرازيلي مصرعهم في حادث تحطم طائرة بمدينة ميدلين الكولومبية. حيث كان الفريق في طريقه إلي كولومبيا لمواجهة فريق أتلتيكو ناسيونال بنهائي بطولة كوبا سود أميريكانا. ليقرر بعدها اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم منح البطولة لشابيكوينسي بناء علي طلب من منافسه.