بدأ العد التنازلي لقيام الرئيس عبدالفتاح السيسي بافتتاحه المرحلة الأولي للمزارع السمكية التي اقامتها القوات المسلحة علي جانبي قناة السويس علي احواض الترسيب من ناتج حفر القناة والتي تبلغ نحو 4000 حوض او مزرعة بخلاف تلك التي ستقام شرق التفريعة والتي سوف تساهم في تحقيق الوفرة المطلوبة من الاسماك عالية الجودة وتخصيص كميات للتصدير بالنقد الأجنبي. وأنا علي يقين من ان مواطني مدن قناة السويس يعدون الأيام في انتظار انتاج هذه المزارع والتي لا يعادلها انتاج أي مزرعة أخري لأسباب عديدة خاصة وان أسماك البحر المتوسط لا يعادلها في المذاق اي أسماك أخري وخاصة من أسماك البوري والدنيس وغيرها والدليل علي ذلك ان بحيرة البردويل تحقق صادرات معقولة من انتاجها خلال الفترة الماضية بالدولار. ونأمل ان يتم الترويج لتصدير 50% من انتاج هذه المزارع الي الخارج ليكون اضافة ومصدراً جديداً من مصادر الحصول علي النقد الأجنبي وتقليل ما يستورد من اسماك أقل جودة ويدفع في شرائها النقد الأجنبي ولا ترقي الي جودة أسماك قناة السويس ويعلم تجار الأسماك جيداً ماذا يعني سمكاً تم صيده من قناة السويس. لقد تمت اقامة المزارع السمكية علي اسلوب علمي وبتقنيات حديثة وتمت الاستعانة بخبرات الاجانب الذين سبقونا في هذا المجال خاصة في مزارع اسماك المياه المالحة التي تحتاج الي معاملات خاصة ومراكز ابحاث تراعي نسبة الملوحة في المياه وعدم زيادتها عن نسبة معينة. وفي احدي زياراتي لمدينة بورسعيد استوقفني مواطن يرغب في السفر معي الي مكان قرب القنطرة وسألته عن وجهته وكانت أجابته سريعة ومباشرة حيث التحق حديثا بفرصة عمل كفني طلمبات في المزارع السمكية المنشأة حديثا وحدثني عن دقة المعاملات التي تتم مع الاحواض السمكية للحصول علي اعلي انتاج وضمان عدم حدوث مكروه لأسماك الاحواض والتي تحتاج الي رعاية خاصة كل ساعة. قال فني الطلمبات انه تم استيراد بعض اسماك الزريعة من الدول الاجنبية من اصحاب الخبرة في هذا المجال لضمان الحصول علي اعلي ناتج ونقل الخبرات المكتسبة في اقامة هذا النوع من المزارع الي مصر والتي بدأت في توفير فرص العمل للشباب من جميع التخصصات. إن التفكير في اقامة مزارع سمكية جاء بعد استثمار مشروع حفر قناة السويس افضل استثمار حيث تم عمل برنامج متكامل لتطوير الموانئ علي طول القناة واستثمار ميناء شرق التفريعة ليكون ميناء محورياً واقامة مناطق لوجستية وصناعية وخدمية لجذب مشروعات بمليارات الدولارات بالاضافة لتوظيف الملايين من الشباب ليكون مشروع القرن.
