لا يزال الذهول يسيطر علي أبناء محافظة الفيوم عقب الإعلان عن اسم الانتحاري الذي فجر نفسه داخل الكنيسة البطرسية صباح الأحد الماضي مما أودي بحياة 24 من الأبرياء. وأسرة المتهم وكتائب الإخوان يحاولون لي عنق الحقائق والتشويش. "الفيوم" التي قدمت العديد من الشهداء من رجال القوات المسلحة والشرطة والمواطنين الأبرياء وآخرهم اثنين من رجال الشرطة الشرفاء اللذين ودعتهما إلي مثواهما الأخير إثر استشهادهما في حادث مسجد السلام بالهرم. لا تصدق أن المتهم الذي فجر نفسه بحزام ناسف داخل الكنيسة البطرسية هو من أبنائها. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث تؤكد المعلومات أنه من أبناء المحافظة وواحد من كوادر جماعة الإخوان الإرهابية الذي انضم لتنظيم ولاية سيناء وبايع داعش وحصل علي لقب حركي باسم "أبودجانة الكناني". الانتحاري المتهم يدعي محمود شفيق محمد مصطفي وهو من عائلة ينتمي معظمها لتلك الجماعة. وسبق ضبطه في عدة قضايا كان آخرها القضية رقم 2590 لسنة 2014 إداري قسم شرطة الفيوم في 15 مارس 2014 مع متهم آخر يدعي محمود عبدالمولي "20 سنة" بعد فض مسيرة للجماعة بمدينة الفيوم عقب صلاة الجمعة ذلك اليوم. وضبط يومها وبحيازته أسلحة نارية وعبوة ناسفة وعدد من الطلقات الفارغة وكان مكلفاً بتأمين تظاهرات ومسيرات الجماعة وأخلي سبيله بعد مرافعات ومذكرات من احدي المحاميات التي طالبت بإخلاء سبيله وادعت علي غير الحقيقة انه كان في طريقه لحضور حصة درس خصوصي عندما ألقت الشرطة القبض عليه وبالفعل أخلي سبيله. واختفي عن الأنظار بسبب الملاحقات الأمنية عقب علمه بالحكم عليه بالسجن سنتين حيث عمل باحدي المزارع بالاسماعيلية وتارة بسيناء. ثم انضم لتنظيم ولاية سيناء وبايع داعش الإرهابية واختفي تماماً عن الأنظار واكتفت أسرته بالتواصل معه عبر اتصالاته الهاتفية. "الجمهورية" دخلت منزل أسرة الإرهابي بقرية منشأة عطيفة بمركز سنورس التي تبعد حوالي 17 كيلو متراً عن مدينة الفيوم والقرية لها مدخلان الأول من طريق الفيوم/ القاهرة والثاني من الشمال ويفصلها عن قرية الكعابي القديمة طريق وترعة وهي من قري مركز سنورس وبها مدرسة ابتدائية في مدخلها. ويقطن المتهم وأسرته بعزبة عشوائية تتكون من حوالي 40 منزلاً تسمي "الأردن" حيث كان يعمل معظم المقيمين بها بالأردن. المنزل المكون من طابقين بالطوب الأحمر وكان يعيش الإرهابي في احدي غرفه في مراحل التعليم المختلفة حتي التحق بكلية العلوم بجامعة الفيوم. وعقب حكم الإخوان بدأ مرحلة التطرف بعدما كان يستمع إلي الدروس الدينية المتشددة داخل مسجد التوحيد في القرية الذي كان يأوي وقتها مجموعة من أصحاب الفكر المتشدد وتتلمذ علي يد أحد العائدين من أفغانستان. قالت "سماح سيد" والدته انها من حلوان وتزوجت من والد المتهم وهو مساعد سابق بالقوات المسلحة تم فصله من الخدمة. ادعت انها لا تصدق ان نجلها يفعل مثل هذا العمل وانها لم تشاهده منذ عام. وآخر مرة اتصل بها هاتفياً منذ أسبوع ولم يقل لها عن مكانه ولن تستطيع ان تصدق أنه فعل ذلك إلا حينما تري جثته بعينيها. أضافت ان لها سبعة من الأبناء من بينهم المتهم. شقيقه الأكبر محمد 26 سنة خريج معهد سياحة وفنادق ويعمل سائق "توك توك" بمدينة سنورس. ثم الإرهابي محمود. ويليه إسلام 20 سنة وهو مسجون علي ذمة قضية تظاهر. بالاضافة إلي 4 شقيقات هن شيماء متزوجة. ونرمين 13 سنة. ودعاء 9 سنوات. وسحر ووالدهم كان يعمل في القوات المسلحة متطوعاً في سلاح التعيينات ولكنه تم فصله في مخالفات ادارية وانها جاءت للفيوم من حلوان منذ نحو 18 سنة بعد ان تم فصل زوجها من الخدمة. قال أحد أهالي القرية ان والد المتهم كان متطوعاً في الجيش وتم فصله من الجيش لسبب غير معلوم. واضاف ان والده تزوج 13 مرة كان آخرها زواجه من والدة محمود وقد توفي بعدها مضيفاً ان محمود له ثلاثة أشقاء رجال كان أحدهم يعمل سائق توك توك. ويقول محمد عبدالكريم فلاح من أبناءالقرية ان الأفكار المتشددة بدأت تظهر علي أفراد الأسرة منذ حوالي 7 سنوات خاصة "محمود" الذي اعتنق فكر جماعة الإخوان. وكان يمقت الأهالي ولا يلقي السلام علي أحد وكان انطوائياً وساند الجماعة بقوة في انتخابات الرئاسة ومسيراتهم وتظاهراتهم. وأشار أهالي القرية إلي ان الإرهابي وأشقائه بدأ فكره ينحرف عقب ثورة 30 يونيو عندما كانوا يتواجدون بصفة مستمرة داخل مسجد التوحيد وكان وقتها يضم عدداً كبيراً من المتطرفين فكرياً وبدأوا في اطلاق لحاهم وتغيرت أفكارهم للأسوأ حتي تم ضبطهم في العديد من القضايا. وأضاف أحمد عبدالسميع موظف من أهالي القرية ان الارهابي وأسرته كانوا منطوين ومنغلقين علي أنفسهم وليس لهم صداقات كثيرة بالقرية وينتمون إلي عائلة العبدانية وأكد ان أهالي القرية يعيشون في صدمة كبيرة منذ ان أعلن الرئيس اسم الإرهابي وأنه من قريتهم ومعظم من يقيم في القرية من البسطاء. يؤكد علي عبدالخالق طالب جامعي من أبناء القرية أن اللجان الاليكترونية التابعة للجماعة نشطت وبدأت في التشكيك لاثارة الفتنة حيث تشكك في رواية الأجهزة الرسمية الموثقة حول مفجر الكنيسة البطرسية وانتماء الانتحاري المتهم إلي الجماعة وداعش. وأضاف ان الإخوان فصيل دموي وكاذب لا يريد لمصر الخير وصراعه مع الدولة سياسي بغرض السلطة والاستحواذ ويقدمون أنفسهم للخارج وعلي غير الحقيقة تماماً أنهم تيار إسلامي معتدل يختلف تماماً عن الجماعات التكفيرية وان التنظيم بكوادره وأعضائه ولجانه الاليكترونية يقاتلون الآن من أجل التشكيك في رواية الدولة عن علاقتهم المباشرة الموثقة بالتفجير. والغريب انهم كانوا يشيدون بشرطة فرنسا عقب قيامهما بضبط مرتكبي تفجيرات شارل ديجول بساعات وقالوا ان الشرطة الفرنسية قوية وممتازة. والآن يشككون في قدرة الشرطة المصرية وطبقاً لتعليمات التنظيم الدولي الارهابي. وأوضح ان ما يحزن الجماعة هو توثيق علاقة انتماء الانتحاري بالجماعة بعدما تم القبض عليه وعلي شركائه في الجريمة. وقال أحد أبناء القرية- رفض ذكر اسمه - ان والد المتهم توفي منذ عامين بعدان تم فصله من الخدمة بالقوات المسلحة حيث كان متطوعاً واتهم بسرقة تعيينات وتم حبسه والمتهم له شقيقان آخران أحدهما تم القبض عليه مساء الاثنين الماضي وان والدة المتهم من احدي العائلات بحي حلوان بالقاهرة وأشار ان عم المتهم توفي أيضاً مؤخراً وان المتهم بالتفجير سبق ضبطه عقب فض مسيرة لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في منتصف مارس 2014 بمدينة الفيوم وكان بحيازته سلاح آلي وقنبلة يدوية وطلقات عندما تعدي يومها باطلاق النار علي المواطنين من حركة تمرد بالشارع بميدان السواقي وتدخلت الشرطة وفضت المسيرة وألقت القبض عليه وعلي متهم آخر. وأقسم علي الميرغني من شباب ثورة 30 يونيو بالله ان كل حرف سيقوله هو مسئول عنه مسئولية كاملة. قال انه شاهد المتهم يوم 14 مارس عام 2014 عندما كان يقف أمام نادي الشرطة بجوار ميدان السواقي عندما سمعنا ضرب نار وأمسك الناس بالمتهم وزميله ومعهما سلاح وسلموهما للشرطة بسبب قيامهما بالاعتداء علي بعض أعضاء حملة تمرد بالفيوم باطلاق النار وأمرت النيابة حينها بحبسهما 15 يوما علي ذمة التحقيقات ثم جددت لهما 15 يوما أخري. ولكن وكيل النيابة وقتها قرر الإفراج عنه بضمان محل إقامته وتحولت القضية إلي المحكمة وتم الحكم عليه سنتين غيابياً. وقد أكد الدكتور خالد حمزة رئيس جامعة الفيوم ان محمود شفيق محمد مصطفي الذي نفذ تفجير الكنيسة البطرسية مفصول من كلية العلوم منذ مايو 2016 لاستنفاذه مرات الرسوب المحددة في الفرقة الأولي. وأكد حمزة ان الطالب تقدم إلي الجامعة في العام الدراسي 2014- 2015 ورسب عامين دراسيين وذلك يخالف اللائحة الداخلية لكلية العلوم حيث التحق بالجامعة عن طريق مكتب التنسيق في العام الدراسي 2014 - 2015 وانقطع عن الحضور لعامين دراسيين متتاليين 2014/2015 و2015/2016. وتم فصل الطالب في شهر مايو 2016 للانقطاع عن الدراسة لعامين متتاليين وذلك طبقاً لقانون تنظيم الجامعات. ولم يتسلم الطالب أو أحد من أسرته ملف الطالب وهو ما يؤكد اختفاء الطالب. وتم إرسال ملف الطالب عقب اتهامه بتفجير الكنيسة البطرسية إلي الجهات المختصة بالتحقيق.