الأصوات عالية يسمعها كل من احتشدوا حول عربة إبراهيم بائع الفول الذي نال شهرة منذ سنوات بين سكان شارع قصر الطاهرة والذي تميز عن غيره في منطقة تقاطع روكسي بحلاوة الفول المدمس المكمور كل من حول العربة يلتهمون طعام الإفطار بالفول والبصل راضين قانعين بما قسم الله.. كلهم من فئة الغلابة البسطاء البعض يتحدث مع البعض الآخر ولكن الجميع يتكلمون وكأنهم أصبحوا خبراء في السياسة والاقتصاد والرياضة وكل منهم يبدي وجهة نظره في أداء الزمالك في المباراة التي أقيمت في الدور قبل النهائي الكل يتحدث في أمور الحياة وهموم الناس وما يتعرضون له من مشاكل وأزمات وارتفاع الأسعار والغلاء الذي طال كل شيء. * مواطن يتحدث لمن يجاوره حول عربة الفول ويقول شوف يا أخي الناس ما بتقدرش تعيب الرئيس الذي يلف حول العالم علشان يضع مصر في مكانها اللائق بين الدول.. وهو لا يطلب مجداً شخصياً لنفسه ولا لأولاده ولا لأقاربه ولكنه يريد أن يصنع المجد لمصر بعد أن أنقذها وشعبها واستطاع أن يطرد العصابة التي حاولت في غفلة من الزمن السطو علي مقدرات الشعب ومحو هيبة مصر من عقول الشباب وتشجيعهم علي تخريب مرافق الدولة حتي يتحكموا في إدارتها بفكرهم المتخلف يا أخي الرئيس واخدها خربانة والراجل بيحاول يعالج ويرمم في كل المجالات.. ويرد مواطن آخر يا أخي الدنيا غلا نار والغلابة مش عارفين يصرفوا إزاي والدخول محدودة لا تغطي مصاريف المدارس والدروس وارتفاع الأسعار وزيادة فواتير المياه والكهرباء ومتطلبات الحياة اليومية ويرد مواطن يعني الرئيس هيعمل إيه ولا إيه والحمل تقيل عليه ويرد مواطن آخر يا أخي ومع هذا الناس لا ترحم ولا تقدر ظروف البلد والمرحلة الصعبة اللي بتمر بها والمواطن الواعي يقدر الظروف طالما يثق في القيادة التي تتقي الله في بلدها وشعبها ولا يجب أن تستجيب للآراء الهدامة ولا نمشي وراء الإشاعات التي يشنها نشطاء الفضائيات والجماعة الإرهابية وأنصارها بين المواطنين الغلابة والبسطاء.. مواطن آخر يقول علشان كده الغلابة اللي زينا يزيد عددهم يومياً حول عربة الفول ولكن الحكومة بتدلع ولا تحاسب الفاسدين والفساد عمال يزيد وآخر يقول علي الرئيس أن يواجه بالقانون والرقابة ويكشف كل الفاسدين في البلد خلي البلد تنظف من الوباء الذي يستنفد ثروات البلد. وآخر يرد نحن عارفين أن السيسي يتقي الله في الغلابة وحاسس بمعاناتهم وعايز يوفر لهم حياة كريمة بس منهم لله الحرامية والمستغلين اللي بيحاولوا يخلقوا الأزمات ويروجوا الشائعات ويقللوا من أهمية الإنجازات والمشروعات علشان يخلوا الحياة سودة في عيونا. ومواطن آخر يقول يا عم الغلابة لوحدهم اللي شايلين الهم ومتحملين وصابرين والحكومة نايمة في العسل ولا تحاسب المقصرين والفاسدين في معظم الأجهزة الحكومية وما يدفعه المواطن الغلبان من رشاوي في بعض الجهات وخاصة المجلس المحلي علشان يخلص مصالحه. وآخر يقول الأرض الزراعية راحت والبيوت والأبراج السكنية تقام مكانها في وضح النهار وبيدخلوا خدمات وكله بثمنه وطظ في القوانين. ومواطن آخر علشان كده المشككين عايزين يعملوا قلق وبلبلة وإحباط للناس ويوصلوا رسالتهم الخبيثة إن مفيش أمل في الإصلاح مع هذا النظام وآخر يقول فواتير التليفون والسجاير عليت ويرد عليه مواطن واعي يا أخي بلاش رغي وبلاش سجاير وشارك وساند وتحمل علشان ننقذ بلدنا. ويا رب كل الأمراض الخبيثة التي تفشت هذه الأيام.. نرجو من الله أن تعالج بحسم ونتخلص منها نهائياً ونودعها إلي مثواها الأخير في أعماق مزبلة التاريخ لتنهض مصر.