نطرح في هذا الباب رؤي وأفكارا لمواجهة التزايد السكاني وتراحمنا في الوادي الضيق حول النيل وداخل دلتاه.. علها تكون مساهمة حقيقية لاصحاب القرار والمسئولين لصياغة حلول لمشاكل مستعصية تهدد الأمان الاجتماعي للوطن كله. معنا اليوم في بنك الافكار مها الخولي مدير مدرسة اللوزي الثانوية بنات بدمياط.. تري أن تعاظم المشكلة السكانية وخطورتها علي الخريطة الاقتصادية والتنموية عندنا يعود إلي قلة التوعية والتنوير بهذه الخطورة فنحن مازلنا نعيش ويستسلم الكثير منا لمفاهيم العزوة والكثرة في الانجاب.. فالعادات والتقاليد مازالت تسيطر علي شرائح ليست بالقليلة في المجتمع. والحماة مازال صوتها مسموعا وقراراتها ملزمة للزوجة بالاستمرار في الانجاب كي يكون الأبناء سندا لأبيهم.. وياويلها من تنجب الإناث لاتسلم من قرارات الحماة التي قد تحتم علي ابنها بالزواج من أخري لإنجاب الولد وفي هذا كله لايسأل الرجل أو أي حماة نفسها عن المسئولية البيولوجية التي أثبتها العلم بأن إنجاب الولد والبنت اختص بها الزوج وحده دون الزوجة ولكنها تحاسب دون جريرة في ذلك!! وعودة للقضية السكانية تري مها أنها ينبغي أن تزيد مساحات ورسائل التوعية الملحة والمؤثرة بأهمية التنظيم للأسرة. لأن أي أم يمكن ان تمسك بطفلين بيديها ولكنها تكون قلقة ومتوترة عندما يكونون ثلاثة. هذا في حال صغرهم واصطحابهم إلي زيارات للأهل أو الفسح أو السفر.. أما عند بلوغ الصغار لمراحل دخول المدارس فالأسرة الأقل عددا تملك القدرة علي تعاليم أبنائها وعلاجهم ورعايتهم بالمعقول اما الكثرة من الابناء فتحرم الصغار من الرعاية الكاملة والتعليم المستمر فيتعرضون للتسرب من التعليم وصحة الأسرة كلها تكون معتلة لزيادة الاحمال الاقتصادية والنفسية عليها. وتضيف مها الخولي علينا العودة للقرآن الكريم وما جاء فيه بخصوص الحمل والفطام "وحمله وفصاله ثلاثون شهراً" سورة لقمان فلو التزمنا بهذا لتمكنت كل أم من تنظيم الإنجاب وتحققت المباعدة بين الولادات. وإكتفت كل أسرة بعدد مناسب من الصغار الأصحاء.. وتكون الأم صحتها سليمة لرعاية الزوج والصغار وينعم المجتمع كله بالصحة والرفاهية التي نلهث جميعا لتحقيقها الدولة والمواطنين.