أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر تولي القضايا الإفريقية والعربية اهتماماً كبيراً في ضوء عضويتها في مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي. أضاف الرئيس السيسي في كلمته خلال الجلسة المشتركة للبرلمانين العربي والإفريقي بشرم الشيخ أمس والتي قرأها نيابة عنه رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل إن مصر تعطي أولوية متقدمة للتعامل مع ظاهرة الإرهاب والتطرف بشكل شامل وتدعو إلي تكثيف الجهود وتكريس آليات التعاون المشترك لمحاربة واقتلاع جذور الإرهاب والتطرف. ورحب الرئيس عبدالفتاح السيسي بالمشاركين في الجلسة المشتركة للبرلمانين العربي والإفريقي في شرم الشيخ مدينة السلام علي أرض سيناء الغالية التي تشهد حالياً احتفالات مصر بحدثين هامين في تاريخها الحديث. الأول خاص بمرور 150 عاماً علي بدء الحياة النيابية والتشريعية في مصر. والثاني يتعلق بمرور 43 عاماً علي نصر أكتوبر المجيد والذي استطاعت مصر من خلاله استعادة كرامتها وأرضها. أعرب الرئيس السيسي في كلمته خلال الجلسة والتي قرأها نيابة عنه رئيس الوزراء المهندس إسماعيل عن خالص التقدير لاختيار برلمان عموم إفريقيا لمصر لعقد أول جلسة له خارج مقره الرئيسي. وهو ما يعكس مكانة مصر في قلب إفريقيا. ومدي تقدير مصر لإفريقيا وقضاياها وتطلعاتها. داعياً ممثلي مصر في برلمان عموم إفريقيا إلي المزيد من الإسهام الفعال في تبني قضايا القارة والعمل المستمر للدفاع عنها وتقديم أفكار ومبادرات تدفع بالعمل الإفريقي المشترك إلي الأمام. كما أعرب الرئيس عن عظيم امتنانه لمشاركة البرلمان العربي في احتفالات مرور 150 عاماً علي بدء الحياة النيابية في مصر. بالإضافة إلي انعقاده في جلسة مشتركة مع برلمان عموم إفريقيا. الأمر الذي لا يعكس فقط ترابط المصالح العربية والإفريقية علي مستوي الحكومات. وإنما يعكس أيضاً وحدة الأهداف وتطلع الشعوب العربية والإفريقية لتعزيز قيم الديمقراطية وترسيخ مباديء حكم القانون وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وأجندة 2063 التي تبناها القادة الأفارقة لتحقيق التنمية الشاملة بما تتضمنه من فرص واعدة نستطيع جميعاً العمل من أجل تحقيقها في إطار شراكة عربية وإفريقية تكون نموذجاً للتكامل الإقليمي. وجه الرئيس السيسي التهنئة للبرلمانين العربي والإفريقي علي اختيار موضوع "التعاون الاقتصادي بين الدول العربية والإفريقية" لمناقشته أثناء هذه الجلسة المشتركة التاريخية بهدف تحديد فرص الاستثمار وتبادل الخبرات ومناقشة البدائل المتاحة لإقامة مشروعات تنموية مشتركة. فضلاً عن مناقشة سبل تحقيق التكامل الاقتصادي بين العالم العربي بما فيه من إمكانات كبيرة والقارة الإفريقية وما فيها من طاقات وآمال واعدة. وقال إن الشراكة الاستراتيجية العربية الإفريقية القائمة منذ عام 1977. والتي أرست دعائمها القمة العربية الإفريقية الأولي بالقاهرة. تعد خير دليل علي عمق العلاقات العربية الإفريقية. فضلاً عما تمثله من إطار مؤسسي يمكن تعظيم الاستفادة منه لتعزيز التعاون العربي الإفريقي المشترك والذهاب به إلي آفاق أرحب. وأشار إلي أن قضايا التنمية الاقتصادية والتنمية تأتي ضمن أولويات الدول العربية والإفريقية بما تتضمنه من موضوعات هامة مثل معالجة آثار وتداعيات ظاهرة تغير المناخ لما لها من تداعيات كبيرة علي المنطقتين العربية والإفريقية. وأبدي الرئيس السيسي أمله في أن تمثل القمة العربية الإفريقية الرابعة المقرر عقدها في مالابو نوفمبر القادم فرصة جيدة لإحراز المزيد من التقدم في هذا الصدد. وقال إن القضايا العربية تؤثر في القارة الإفريقية بشكل مباشر. خاصة أنها تمثل العمق الجغرافي والاستراتيجي للمنطقة العربية. كما أن قضايا القارة الإفريقية تؤثر هي الأخري بشكل مباشر علي المنطقة العربية. ولعل أبرز القضايا التي تهتم بها الأمة العربية والقارة الإفريقية هي قضية محاربة الإرهاب الذي يضرب المنطقتين بلا هوادة بما يؤثر علي استقرارها وآفاق التنمية فيهما. دعا الرئيس السيسي إلي تكثيف الجهود والتعاون المشترك بين الجانين العربي والإفريقي لمحاربة واقتلاع جذور الإرهاب من الدول العالم. ولا سيما في سوريا والعراق وليبيا والساحل الإفريقي والصومال. وطالب السيسي بضرورة تبني استراتيجية عربية إفريقية مشتركة لمواجهة الإرهاب. داعياً البرلمانين العربي والإفريقي إلي رفع تلك الاستراتيجية إلي القادة والرؤساء باسم الشعوب الإفريقية والعربية. أشاد الرئيس بتأييد الدول الإفريقية للقضايا العربية في المحافل الدولية. وعلي رأسها القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. أضاف إن الأزمة الليبية تعد نموذجاً للتحديات المشتركة التي تواجه الدول العربية والإفريقية. داعياً إلي الحفاظ علي وحدة وسلامة الأراضي الليبية للحفاظ علي استقرار الدول العربية والإفريقية. وشدد الرئيس السيسي علي ضرورة رفع حظر السلاح عن الجيش الوطني الليبي لتمكينه من الدفاع عن ليبيا ومحاربة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في ليبيا. وفيما يخص الأزمة اليمنية. قال الرئيس السيسي إن تلك الأزمة ودوامة عدم الاستقرار والتناحر الداخلي الذي يتعرض له اليمن الشقيق يعد نموذجاً صريحاً للتحديات المشتركة. إذ ينعكس الوضع هناك بشكل مباشر علي استقرار القرن الإفريقي في ضوء قرب اليمن الجغرافي من تلك المنطقة ذات الاهتمام الاستراتيجي للجميع. أضاف: "إن تشابك القضايا وتقاطع مساحات الاهتمام المشترك للشعوب العربية والإفريقية يدفعنا إلي الدعوة لبناء موقف واضح ومشترك من الأزمات التي تصرب المصالح المشتركة لشعوبنا".