أهالي قنا يحتفلون بالمولد النبوي بمسجد سيدى عبد الرحيم القنائي    الحكومة: ضخ استثمارات سعودية في مصر بإجمالي 5 مليارات دولار كمرحلة أولى    اليوم.. الفيدرالي الأمريكي يجتمع لبحث أسعار الفائدة    الأمم المتحدة تعلق على المحاولة الثانية لاغتيال ترامب    6 شهداء بقصف الاحتلال عدد من المناطق في قطاع غزة    إسبانيا تعلن اعتقال تاجر مخدرات من أكثر المطلوبين في أوروبا    حار نهارًا رطب ليلًا.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس اليوم الثلاثاء بالدرجات    ضبط مسجل خطر لسرقته الهواتف المحمولة بالمرج    نوستالجيا.. 20 عاما على أول ألبوم منفرد ل تامر حسني "حب" لمناقشة مواقف حياتية ب حالات الحب    ب أغاني سينجل ..محمد كيلاني يكشف عن خطته الغنائية المقبلة    أول تعليق من أنغام بعد حفلها بجدة .. ماذا قالت؟    حريق هائل بخط أنابيب في مدينة هيوستن الأمريكية    محافظ الغربية يتابع الاستعدادات النهائية لمبادرة «بداية جديدة»    هبوط مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    «حجاجي» ينفى وجود حالات تسمم بسبب مياه الشرب بقنا    قفزة جديدة.. أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024    حزب الله يستهدف تحركات لجنود إسرائيليين في محيط موقع العباد    استثمارات سعودية بمليارات الدولارات في مصر.. تفاصيل    بتكلفة 300 ألف دولار، تفاصيل الزواج الأسطوري لرجل أعمال سوداني بالقاهرة (فيديو)    ختام ملتقى «ميدفست – مصر» .. «ماما» أفضل فيلم و«بتتذكرى» يحصد جائزة الجمهور    مختار جمعة يرد على فتوى اسرقوهم يرحمكم الله: هدم للدين والوطن ودعوة للإفساد    رئيس الوزراء البريطاني: يجب على الناتو أن يضع أوكرانيا في أفضل وضع ممكن    هل يجوز الحلف على المصحف كذبا للصلح بين زوجين؟ أمين الفتوى يجيب    مناقشة رواية «أصدقائي» للأديب هشام مطر في مهرجان «فيستيفاليتريتورا» الإيطالي    أحمد فتوح.. من الإحالة للجنايات حتى إخلاء السبيل| تايم لاين    محافظ قنا يشهد فاعليات اختبارات الموسم الثالث لمشروع كابيتانو مصر    استخدام جديد للبوتكس: علاج آلام الرقبة المرتبطة بالهواتف المحمولة    طبيب أعصاب روسي يحذر من آثار تناول القهوة    محمد عبدالله: مباريات القمة مولد النجوم الجدد.. وهذه رسالتي لجوميز    هبوط مفاجئ ب924 جنيهًا .. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 (تحديث)    أحمد سليمان: الزمالك يدعم فتوح.. وحسم موقف اللاعب من المشاركة في مباراة السوبر    خاص.. غزل المحلة ينجح في ضم "بن شرقي" خلال الميركاتو الحالي    كرة نسائية - رغم إعلان الأهلي التعاقد معها.. سالي منصور تنضم ل الشعلة السعودي    عضو الرابطة: الأهلي طلب تأجيل استلام درع الدوري.. واجتماع الأندية سيحسم شكل الدوري    محسن صالح: كنت أتجسس على تدريبات المنافسين لهذا السبب    "ريمونتادا" رايو فاليكانو تهزم أوساسونا في الدوري الإسباني    احتجاج آلاف الإسرائيليين بعد تقارير إقالة "جالانت" من وزارة الدفاع    محافظ المنيا يشهد احتفالية الليلة المحمدية بمناسبة المولد النبوي    المجلس القومي للشباب ببني سويف يحي ذكرى المولد النبوي الشريف    تعرف على أقل سعر لرحلات العمرة هذا العام    تكريم 100 طالب والرواد الراحلين في حفظ القرآن الكريم بالأقصر    استبعاد مدير مدرسة اعتدى على مسئول عهدة في بورسعيد    إصابة شخصين إثر تصادم دراجة نارية وسيارة فى بنى سويف    الشوفان بالحليب مزيجا صحيا في وجبة الإفطار    قطر: الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني مثال صارخ لتردي وغياب سيادة القانون    إبراهيم عيسى: 70 يوم من عمل الحكومة دون تغيير واضح في السياسات    ضبط المتهمين بسرقة مبلغ مالى من تاجر في الهرم    وزير الثقافة يفتتح "صالون القاهرة" في دورته ال 60 بقصر الفنون.. صور    المنافسة بالمزاد على لوحة "م ه م - 4" ترفع سعرها ل 13 مليون جنيه فى 6 ساعات    مصرع طالب سقط من قطار في منطقة العجوزة    الفوري ب800 جنيه.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي 2024 وكيفية تجديدها من المنزل    دار الإفتاء: قراءة القرآن مصحوبة بالآلات الموسيقية والتغني به محرم شرعًا    د. حامد بدر يكتب: في يوم مولده.. اشتقنا يا رسول الله    نشأت الديهي: سرقة الكهرباء فساد في الأرض وجريمة مخلة بالشرف    أخبار 24 ساعة.. إتاحة رابط لتظلمات الدفعة الثانية بمسابقة 30 ألف معلم    تعرف على إحصائيات التنسيق الفرعي لمرحلة الدبلومات الفنية بمكتب جامعة قناة السويس    وكيل صحة الإسماعيلية تبحث استعدادات مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"    حصر نواقص الأدوية والمستلزمات الطبية بمستشفى أبوتشت المركزي بقنا لتوفيرها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تابع
..وتبقي الإنجازات
نشر في الجمهورية يوم 01 - 10 - 2016

رغم مرور ما يزيد علي 16 عاماً من نقله من محافظ المنوفية الي محافظ القليوبية فإن الشارع المنوفي لايزال يذكر المستشار عدلي حسين كواحد من أبرز الشخصيات "القوية" التي شاء حظ محافظة المنوفية أن تجتذبهم لقيادتها.
فالمنايفة لا ينسون أبداً المهندس سليمان متولي عندما تولي العمل محافظاً للمنوفية قبل أن يصبح وزيراً "دائماً" في وزارات الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي وكذا المهندس محمد سلطان الذي تولي العمل وزيراً للكهرباء.
ومن المحافظين الأقوياء الذين حظت بهم المنوفية اللواء عثمان شاهين الذي بكي لفراقه المنايفة بدموع غزيرة.. واللواء حسن حميدة الذي لقبه البعض بقلب الأسد.. فقد واجه عتاة البلطجة والاشغالات بأعلي درجات القوة والحسم أما اللواء فؤاد سعد الدين فقد استطاع كسب قلوب أبناء المحافظة بدماثه خلقه وأدبه الجم وقدرته علي الغوص في أدق التفاصيل.. وأيضاً سرعة القرار والحسم.
ثم كان اللواء المهندس سامي عمارة والذي أثار اعجاب أبناء المنوفية بسعة أفقه.. ورؤيته بعيدة المدي ويكفي أنه وضع اللبنات الأولي للخطط الشاملة لمحافظة المنوفية في مجال مياه الشرب والصرف الصحي.
أما المستشار أشرف هلال فقد تولي المحافظة في ظروف بالغة الصعوبة.. واستطاع كسب قطاعات عريضة من المواطنين خاصة منهم الشباب فقد كان حريصاً علي التواصل معهم.. تواصلاً حقيقياً ودائماً اتساقاً مع روح ثورة 25 يناير وما تلاها من تغيرات.
ثم كانت فترة تولي المحافظ الإخواني محمد علي بشر مقاليد المحافظة ولا يمكث سوي شهور قليلة يتم بعدها تعيينه وزيراً للتنمية المحلية.
أما المحافظ أحمد شيرين فهمي فقد كان نموذجاً لدماثة الخلق.. وتفجرت في عهده قضية استرداد أراضي الدولة من مغتصبيها.. كما تفجرت قضية ما يسمي "بأرض عرفة" والشوط الكبير الذي قطعته المحافظة علي طريق استردادها.
لكن لماذا ظل المحافظ المستشار عدلي حسين معشوقاً لأبناء المنوفية رغم أن جيلاً كاملاً قد شب عن الطوق دون أن يراه محافظاً؟!
استطاع المستشار عدلي حسين أن ينفذ الي قلب المواطن المنوفي.. فهو دائماً يحسن استقبال أبناء المحافظة.. وكان دائماً ما يقول لوكلاء الوزارات ورؤساء القطاعات ورؤساء المدن.. اياكم أن تستقبلوا أي "منوفي" بوجه عابث.. فإن هذا الرجل حتي لو جاء اليكم غير مهندم أو حتي رث الثياب.. فربما تجد تحت جلبابه ابناً له أو عدداً من الأبناء بينهم المهندس والطبيب والضابط والصحفي والمستشار.. وربما وزير.
عرف عدلي حسين سر "المنوفي" أنه يريد حسن المقابلة واللقاء حتي لو لم يقض له حاجته.
أيضاً حرص المستشار عدلي حسين علي أن يجمع حوله الأقوياء.. فقد عمل معه واحد من أفضل من تولي منصب السكرتير العام في مصر وهو اللواء طه غلوش والذي انتقل بعد ذلك سكرتيراً عاماً لمحافظة مسقط رأسه "كفر الشيخ" وعمل معه أيضاً المهندس القوي محمد عمر رسلان وكيلاً لوزارة الزراعة والذي عمل بعد ذلك وكيلاً أول لوزارة الزراعة لقطاع بحري.
واكتشف عدلي حسين مبكراً عدداً من الوجوه النسائية الشابة أصبحن بعد ذلك قيادات يشار لها بالبنان.. منهن حنان إسماعيل راشد رئيس مجلس إدارة جمعية التنمية وحماية المستهلك علي مستوي الجمهورية.. والمحامية النشطة بهيجة حمام والتي أصبحت بعد ذلك نائبة في مجلس الشعب.. وكان للمرأة في عهده دوراً كبيراً فاعلاً.. وظهر منهن عواطف فرنسيس ووفاء مصيلحي والحاجة ليلي قورة عضو مجلس الشعب والدكتورة مني أبو المجد.. وغيرهن كثيرات.
ولا ينسي أبناء المنوفية للمستشار عدلي حسين معركتين كبيرتين أولاهما مع وزير التعليم آنذاك عندما أصدر قراراً تاريخياً بالنزول بسن الالزام الي سن 5 سنوات ونصف في المدارس ذات الكثافة الأقل.. وانتصر فيها.. ثم كانت معركته الأخري عندما خاض مواجهة عنيفة مع تكتل معظم أعضاء مجلس الشعب ضده.. عندئذ ظهرت قوته.. ونزل بكل ثقله الي المدن والقري واستطاع خلق جسر مباشر قوي جداً بينه وبين المواطن.. ونزع من طريق المواطن كل الوسطاء.. ونجح حتي تمت ترقيته محافظاً للقليوبية.
أما السمة التي استطاع بها عدلي حسين كسب الصفوة.. فهي قدرته علي النفاذ للمستقبل عبر رؤية استراتيجية واستطاع توجيه كل علاقاته القوية برموز الحكم في مصر في عصره الي انجازات تتحقق علي الأرض لأبناء المحافظة.
ولا ينسي المواطنون له أنه وراء انشاء كوبري قويسنا العلوي العملاق فوق مزلقان "السادات بقويسنا" وقد استطاع عدلي حسين الاستفادة العظمي من وجود المهندس سليمان متولي وزير النقل والمواصلات وعضو مجلس الشعب عن قويسنا والذي تحمس كثيراً لانشاء الكوبري خاصة بعد مصرع واستشهاد أكثر من 60 عاملاً تحت عجلات القطار.
كما لا ينسي المواطنون له نجاحه في تذليل العقبات أمام ازدواج الطريق من شبين الكوم وقويسنا.. وغير ذلك كثير.
أما السمة الأعظم التي كسب بها قلوب الجميع.. فإن أحداً من المقربين منه أو إليه لم يكن ليحصل علي "مجاملة" أي "مجاملة" تخالف القانون.. بل إنه كان شديد البأس مع المقربين منه حتي يضربوا المثل والقدوة.. فحفظوه وهو محافظ.. وحفظوا له سمعته بعد رحيله عن المحافظة.. وكان يضع المسئول حيث تستحق كفاءته.. وليس صداقته أو قرابته أو سابقة مجاملاته.. لهذا كسب الجميع.. ولايزال.
قنا
عادل لبيب.. حفر لرقم 13 مكانة خاصة
عبدالحكيم الأمير
اللواء عادل لبيب هو المحافظ رقم 13 في تاريخ محافظة قنا. تولي المنصب في 29 نوفمبر 1999 وحتي 1 يناير 2006. ثم أعيد تعيينه محافظاً مرة أخري عقب ثورة يناير وبالتحديد في 16 يوليو 2011 بعد مظاهرة تاريخية عارمة اجتاحت معظم أرجاء المحافظة للمطالبة بعودته للمحافظة ما اضطر الدكتور عصام شرف رئيس وزراء أول حكومة بعد الثورة إلي الرضوخ للأمر خاصة بعد زيارته للمحافظة برفقته عدد من الوزراء واللواء عادل لبيب ومشاهدة شرف بنفسه لشعبية الرجل خصوصاً عندما فوجئ المواطنون بعادل لبيب في مسجد سيدي عبدالرحيم القناوي فتركوا رئيس الوزراء والوزراء وتجمعوا حوله وكادت تقع كارثة إثر تعرضه للإغماء من شدة الزحام وقام الشباب برفعه علي الأعناق ورددوا الهتاف "الشعب يريد عادل لبيب" وأصدر المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري حينها قراراً بتعيينه حيث استمر بقنا حتي يونيو 2013 حيث أبعدته جماعة الإخوان في عهد مرسي ثم عاد وزيراً للإدارة المحلية في حكومة الببلاوي ومحلب. حظي لبيب بشعبية وجماهيرية جارفة لم يحققها أي محافظ مسئول تولي أمر قنا وعدلوا لقبه من لبيب إلي حبيب.
يقول المهندس نبيل الحفني رئيس مجلس محلي محافظة قنا السابق ومدير عام مشروعات الصندوق الاجتماعي كثيفة العمالة: إنني تعاملت وعن قرب مع اللواء عادل لبيب طيلة 8 سنوات من خلال عملي الشعبي أو التنفيذي حيث كان نموذجاً وقدوة بأدبه الجم واحترامه للصغير قبل الكبير وطهارة ونظافة يده وعفة لسانه ورغبته الشديدة في النجاح وإنجاز العمل بدقة متناهية. كان لا يترك صغيرة أو كبيرة ويبحث عن أدق التفاصيل. ورغم أنه كان حاسماً وشديداً إلا أنه في ذات الوقت كان عادلاً ومتسامحاً ويتمتع بحس إنساني مرهف لم يتأخر لحظة عن مساعدة الحالات الإنسانية للفقراء ومحدودي الدخل حتي من ماله الخاص. لم يحقق لبيب تلك الشعبية والجماهيرية والنقلة النوعية والتنموية في مختلف مناحي الحياة بقري ومدن المحافظة من فراغ خاصة في محافظة تئن بالفقر والتخلف والعصبية والقبلية. كانت مدينة قنا عاصمة المحافظة لا تتعدي كونها قرية كبيرة شوارعها بلا أرصفة وتمتلئ بالحفر والمطبات والقمامة والمخلفات. وروث الحيوانات يطاردك في كل مكان تقع عليه عيناك. وأعمدة الإنارة قديمة ومتهالكة وتفتقر للكشافات. وكان من المشاهد المألوفة بشوارع قلب المدينة سير سيارات حديثة جنباً إلي جنب مع مزارع يمتطي حماراً محملاً بالبرسيم أو مخلفات الحقل وخلفه كلبه أو كتيبته من الكلاب. وكان الباعة الجائلون يحتلون الشوارع والميادين التي حولوها إلي سويقات ومطاعم حتي انتشرت مقولة ان من يمتلك ترابيزة وكرسياً يصبح صاحب مطعم أو مقهي بالمكان الذي يريده. ولكن خلال أقل من عام حول لبيب قنا إلي تجربة فريدة ومتميزة في التنمية والتطوير لا تزال حتي الآن مثار إعجاب وتقدير المواطنين ليس بقنا فقط وإنما بالعديد من المحافظات حيث تحولت قنا إلي تحفة فنية حتي أطلق عليها "بسمة الجنوب" وحصدت عام 2001 جائزة محمد بن راشد آل مكتوم في الإدارة وأفضل مدينة عربية بمؤتمر المدن العربية بدبي. وفي نفس العام فاز لبيب بجائزة المركز الأمريكي للسير الذاتية كرجل العام. كما تم اختيار قنا كأجمل مدينة علي مستوي الجمهورية وحصلت علي شهادة الأيزو في نظم . البيئية المتكاملة عام 2004.
يتذكر الشيخ عبدالعاطي أبوزيد خطيب وإمام مسجد سيدي عبدالرحيم القناوي حجم العشوائية الهائل الذي كان يحيط بالمسجد من باعة جائلين وتعديات من المحلات المجاورة. وكيف نجح وقتها وبكل شجاعة وإخلاص لبيب في إزالة كل التعديات وإعادة تطوير المنطقة المحيطة بالمسجد بالكامل ونجح في توسعة المنطقة الأمامية وزراعة الورود وأشجار النخيل والزهور وإنشاء نافورة أضفت علي الموقع جمالاً وحسناً.
يضيف: رغم أنه كان يخصص يوم الاثنين من كل أسبوع للقاء المواطنين المفتوح ويوم الأربعاء للقاء النواب إلا أن مكتبه وطوال الأسبوع كان يزدحم بالمواطنين البسطاء أو النواب والمسئولين وكنت أحسده علي قدرته علي التعامل والاستماع إلي الجميع بكل اهتمام دون أي تفرقة. وكان يتعامل مع مرءوسيه من رؤساء المدن والقري والمديريات بكل أدب واحترام. وكان يتحدث أو ينادي علي أي منهم "يا فلان بيه" مما كان له مفعول السحر في تعاونهم التام معه ونجاحه في تحقيق أماني الشعب القناوي.
يقول المهندس جعفر طه مدير عام مديرية الطرق والنقل السابق إن أياماً لن ينساها رغم صعوبتها وقسوتها حيث قمنا خلال عام واحد فقط برصف كل شوارع وحواري وأزقة مدينة قنا في عز الصيف والشمس الحارقة والحرارة الخانقة لأننا كنا نعمل بكل حب وسعادة لأنه بصراحة كان عبقرياً وساحراً ولديه قدرة هائلة علي إجبارك علي العمل فوق طاقتك بأدبه الجم وتواضعه الشديد واحترامه للعامل أو الفني قبل المهندس بالإضافة إلي تواجده المستمر بيننا بالشارع بنزوله من سيارته والترجل معنا والوقوف مثلنا تماماً في عز الحر للوقوف علي مستوي الأداء. كما أنه كان حاسماً وحازماً عند وقوع أي خطأ أو تقصير. وبصراحة كدة وبأمانة عادل لبيب موهبة ومعجزة إدارية نجح بذكاء شديد وخبرة متميزة متناه في خطف قلوب القناوية.
أما محمد عبيد النجار عضو مجلس محلي مركز قفط السابق فيقول: لا يمكن لأي قناوي أن ينسي الطفرة الهائلة بقنا ومازلنا حتي الآن نستمع بما حققه من إنجازات سيظل التاريخ يذكرها له سواء بتنفيذ البنية الأساسية أو إنشاء الحدائق والمتنزهات والكورنيش أو مشروعات النظافة. ويكفي أن مدينة قنا تعد الوحيدة بين مختلف مدن الجمهورية التي تخلو شوارعها من الورش والصناعات الحرفية التي قام بنقلها إلي المدينة الحرفية بقرية الجبلاو.
بورسعيد
فخر وكامل وعبدالله لن تنساهم المحافظة
هشام العيسوي وثروت الطحان
ألقي الحراك السياسي بظلاله علي تعيين المحافظين الذين تولوا بورسعيد. وكان للحزب الوطني اليد الطولي في تعيينهم. منهم من حفر اسمه في الصخر بعمله ومنهم من راح طي النسيان. إلا أن الواقع يؤكد أن أكثر المحافظين الذين أضروا بالمحافظة كانوا من بين أبنائها. فحين كان الغرباء الأكثر حرصاً علي ترك بصمة جيدة قبل رحيلهم. فهناك من تمت إقالته لرفضه تزوير الانتخابات. أو تم التآمر عليه للإطاحة به من أجل تعيين آخر. أو كان علي صلة صداقة بالرئيس السادات. أو تعاطف الرئيس مبارك معه. وبين هؤلاء وهؤلاء أسماء لا تنسي. تركت ذكري طيبة في قلوب البورسعيدية. وظل يتردد حتي اليوم.
وتستخلص من أسماء المحافظين عدد من المواقف والعبر. منذ أن قامت وزارة الحكم المحلي. يقول سامي هويدي المؤرخ البورسعيدي ومدير المراسم في العلاقات العامة بالمحافظة في ذلك الوقت.
كان أولهم اللواء عماد الدين رشدي في سبتمبر 1960. وخلال فترة عمله كمحافظ كانت بورسعيد محط أنظار قادة العالم. بعد مشاركة مصر في منظمة عدم الانحياز. حيث زارها عدد من رؤساء وملوك العالم. وارتبط اسم رشدي بذكري سيئة في عيد النصر سنة 1963 عندما هاجمه الأهالي علنا أمام الرئيس جمال عبدالناصر علي بعض ما ذكره في خطابه من إنجازات غير حقيقية فقرر عبدالناصر نقله محافظاً لبني سويف عام 1964. وعين بدلاً منه المستشار عصام الدين حسونة كأول محافظ مدني. وفي أول تعديل للمحافظين بأكتوبر عام 1965عين المستشار عصام الدين حسونة وزيراً للعدل. وتم تعيين اللواء محمد فريد طولان محافظاً. والذي شهدت فترته حرب النكسة في يونيه سنة 1967 أشرف علي تهجير أهالي المدينة للمحافظات المجاورة. ثم عين بعده اللواء محمد فريد طولان.
ثم أتي بعده اللواء حسن رشدي ويذكر له تكليفه بتهريب الوثائق والخرائط الخاصة بتعداد ومعدات القوات المعتدية فتم لفها علي ساقه ووضع فوقها جبيرة من الجبس وسافر مع قطار الجرحي ونجحت الخطة فكانت المكافأة أن تم تعيينه بعد أن وصل لرتبة اللواء محافظاً لبورسعيد.
ثم عين اللواء عبدالتواب هديب محافظاً لبورسعيد أثناء فترة تهجير المدينة واستمر محافظاً لبورسعيد حتي منتصف 1974. ثم اللواء أحمد منير عبدالرحيم الذي كان يشغل منصب كاتم أسرار القوات المسلحة وعلي إثر نصر أكتوبر عين محافظاً لبورسعيد في منتصف عام 1974 حتي 21 مارس 1976.
يضيف البدري فرغلي النائب البورسعيدي الأسبق عن حزب التجمع والذي عاصر أكثر من 15 محافظاً. من بين 18 محافظاً. أن غالبية المحافظين الذي خدموا بورسعيد كانوا من غير أبنائها. وأكثر من أضروها كانوا من أبنائها. وأرجع البدري ذلك إلي أن أبناء المدينة يرون أن المحافظ يجب أن يكون بورسعيدياً لكي ينتصر لحل مشاكلهم. لكن المحافظ يصطدم بسياسات من ينصبه المسئولية فيكون الولاء له. لذلك فهم أضروا البلد أكثر مما أفادوها. وقد جرت العادة أو المحافظ يكون من غير أبنائها كي لا يصطدم بمعارفه وأقاربه وأصدقائه. والابتعاد عن العشم في اتخاذ القرارات.
وحول علاقاته التاريخية بالمحافظين قال البدري فرغلي أول محافظ اصطدمت به كان اللواء عبدالتواب هديب وكان في فترة الاستنزاف قبل حرب أكتوبر. ومن يومها أصبحت علاقاتي معهم متوترة بفضل عملي كنائب بالبرلمان. مشيراً إلي أن هناك 3 أزمات لم يستطع أي محافظ القضاء عليها بشكل حقيقي وهي الإسكان والبطالة والمنطقة الحرة.
يقول البدري: إن أبرز المحافظين الذين تولوا المحافظة كان اللواء أحمد عبدالله الذي شهدت فترته واقعتين من الصعب علي أي محافظ تحملها. والخروج بعدهما واقفا علي قدميه. الأولي واقعة جماهير النادي المصري والأهلي علي استاد بورسعيد والتي راح ضحيتها 73 من المشجعين. والثانية أحداث سجن بورسعيد والتي راح ضحيتها 53 مواطناً. ومن بعدها محاولة أخونة المحافظة من قبل جماعة الإخوان المسلمين ورفضه تطبيق قرار حظر التجوال. والذي كان بسببه صدور قرار بإقالته من منصبه. ثم عودته مرة أخري بعد شهرين.
ويضيف البدري فرغلي أن اللواء فخر الدين خالد كان أبرز من لمع نجمه كمحافظ لبورسعيد رغم معارضتي الشديدة له. وقصر مدته. إلا أن تواجده الدائم بين المواطنين في الشارع كان السبب في ذلك. وقيامه بتوزيع وحدات سكنية منطقة حرفيين الزهور في وقت كانت بورسعيد فيه تئن وتضج بالعشوائيات والعشش الخشبية والصفيح. فأحدث انفراجه في تلك المشكلة. كما افتتح كورنيش بورسعيد بامتداد الشاطئ. مستحدثاً متنفساً سياحياً لأبناء المدينة. ثم غادر فخر الدين خالد المحافظة تاركاً ارثاً وذكري طيبة بين نفوس البورسعيدية. مازالت ذكراها موجودة بينهم توارثتها الأجيال.
ومن بين المحافظين الذين تركوا بصمات واضحة علي بورسعيد ولكن ثوب السياسية لطخ صورتها الجميلة بسبب صراعات الحزب الوطني للاستحواذ علي السلطة التنفيذية. أدت لتدخل جمال مبارك شخصياً للإطاحة به. وترديد شائعات بين الناس للحد من نزاهة الرجل. التي شهدت له كافة المؤسسات الرقابية والعسكرية بطهارته. إنه د.مصطفي كامل الذي أعاد بناء بورسعيد من جديد. بعمل بنية أساسية للطرق والصرف الصحي والإسكان والصناعة فقد قام ببناء أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في تسع سنوات هي مدة بقائه بالمحافظة. واستكمل بناء محطة معالجة الصرف الصحي ببورفؤاد وترك مخططاً لها حتي سنة 2023. وقام بدراسته أحد مكاتب الخبرة الأجنبية بعمل محاور مرورية حول المدينة بطول 12 كيلو متر..يقول البدري فرغلي اصطدم كامل بالقيادات السياسية بالمحافظة وعلي رأسها الحزب الوطني الحاكم وقتها. ودخل في صراع شرس. لم يتمكن خصومه من محاربته. وفشلوا أكثر من مرة في التخلص منه في أكثر من تغيير للمحافظين. فظل لمدة تسع سنوات علي رأس المحافظة التي تولاها عقب محاولة اغتيال الرئيس الأسبق مبارك علي يد السيد العربي ابن شارع الحميدي وطولون. الذي لقي مصرعه برصاص حرس الرئيس. وقد اشتهر عن كامل بين البورسعيدية أنه جاء ليؤدبهم علي موقف أبوالعربي. إلا أنه نفي ذلك تماماً. وحاول تغيير هذا الانطباع بعمل تنمية حقيقية في بورسعيد. عملاً بتاريخه الطويل في الإدارة العسكرية ومن بعدها التنفيذية حيث عين نائباً لمحافظتي القاهرة والاسكندرية.
قال البدري: امتدت الحرب السياسية التي شنها عليه خصومه. بترديد شائعات غير حقيقة تؤكد تسببه في زيادة أسعار العقارات وحصوله علي نسبة من بيع الأراضي وهو ما لم يحدث. مشيراً إلي أن تقييم الشارع له كان ظالماً.
وحول تعيين أول محافظ من أبناء بورسعيد قال البدري: جاء تعيين سرحان محافظاً تكريماً لوالده محمد سرحان الذي كانت تربطه صداقة بالرئيس السادات أثناء فترة هروبه ببورسعيد في قضية مقتل أمين عثمان. وتعيين شقيقه أحمد سرحان حارساً خاصاً له. كما شهدت فترة عدد من القرارات المصيرية لبورسعيد. أهمها تحويل بورسعيد لمدينة حرة عوضاً عما عاشته من ويلات الحرب.
يقول البدري شهدت فترة سرحان تآمراً عليه من الحزب الوطني والمجالس المحلية. بالمطالبة بتعيينه أميناً للحزب الوطني ووضعه علي قائمة المرشحين لانتخابات مجلس الشعب. وكان الهدف منه تفريغ الساحة السياسية أمام عودة اللواء سامي خضير محافظاً لبورسعيد بعد المائة يوم التي قضاها محافظاً لأسيوط..بالفعل تم تعيين اللواء محمد سامي خضير وانقلب أصدقاء الأمس عليه وأصبحوا أعداء اليوم. حيث شهدت فترته صراعاً سياسياً بينه وبين نواب مجلس الشعب. فتم الإطاحة به في واقعة تخصيص قرية مرحباً بحق انتفاع 3 جنيهات للمتر. وأثيرت القضية تحت قبة البرلمان. وتدخل مبارك وكانت له كلمة شهيرة. أنتم ليه عايزين تشيلوا الراجل الطيب ده وتمت إقالته وتعيين اللواء جميل أبوالدهب.
يقول البدري لم يستمر أبوالدهب سوي عشرة أشهر واشتهر بين الناس بأنه محافظ الفقراء. وتم الإطاحة به بسبب رفضه تدخله في تزوير انتخابات المجالس المحلية. وكانت له مقولة مشهورة لو عايزين تزوروا فأنا بعيد عنكم. وكانت تهمته في الحزب الوطني عدم المشاركة في تزوير الانتخابات. والتي فاز فيها حزب الوفد بثلاث دوائر في المحافظة ثم أقيل وتم تعيين اللواء مصطفي صادق محافظاً لبورسعيد وشهدت نهاية فترته محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك. حيث تمت إقالته بصورة مأساوية. وكان سبباً في تفاقم مشكلة العشوائيات وسوء توزيع الوحدات السكنية. وجاء خلفه اللواء مصطفي كامل ثم اللواء مصطفي عبداللطيف. الذي شهد ثورة يناير وقام البلطجية بحرق سيارته بعد سرقتها من فيلة إقامته. ثم تم تعيين اللواء أحمد عبدالله.
الوادي الجديد:
البارودي والبرنس والتلاوي عاشوا وسط الناس.. وسكنوا قلوبهم
عادل السعداوي
تولي 17 محافظاً قيادة الجهاز التنفيذي بالوادي الجديد منذ إعلانها كمحافظة مستقلة عام 1961 ثلاثة منهم فقط نجحوا في تخليد ذكراهم في قلوب وعقول المواطنين رغم مرور عشرات السنين علي مغادرتهم مواقعهم وتضاعف هذا الحب بمرور الزمن وورثه الآباء للأبناء تأكيدا لشعار أن الاعمال العظيمة هي فقط من تخلد ذكري من اقامها. ثلاثة لم تطلق اسماؤهم علي الشوارع والميادين العامة ولا حتي المدارس والمساجد ودور المناسبات. لكنها حفرت نفسها بحروف من نور علي لوحات المشروعات الخدمية والانتاجية التي قاموا بإنشائها ولا تزال حتي الآن شاهد عيان علي الانجازات التي حققوها بجهدهم الشخصي ورقابتهم الدائبة ومتابعتهم الدقيقة لكل ما يجري علي أرض المحافظة البعيد منها قبل القريب والقرية قبل المدينة. لا ينساهم المواطنون لتجاربهم الثرية في العمل والادارة.
يأتي في مقدمة هذا الثلاثي اللواء أنور عبدالحليم البارودي أول محافظ تولي قيادة الوادي الجديد بعد قرار الزعيم الراحل جمال عبدالناصر إنشاء واد جديد مواز لوادي النيل في سبتمبر 1961 تحمل اللواء البارودي وسلاح المهندسين بالقوات المسلحة مسئولية إنشاء البنية الاساسية والمرافق الخدمية للمحافظة الجديدة من مستشفيات إنشاء البنية الأساسية والمرافق الخدمية للمحافظة الجديدة من مستشفيات ووحدات صحية ووحدات اجتماعية وساحات رياضية ومدارس ومبان إدارية علاوة علي إعادة تخطيط المدن والقري وشق الطرق ورصف الشوارع والميادين العامة وإقامة قري زراعية لتسكين المهجرين من وادي النيل إلي الوادي الجديد في قري ناصر الثورة وعدن وصنعاء والكويت وبغداد وفلسطين وجورمشين. كما أقام أفرع للهيئات والوزارات الحكومية بالمحافظة للقضاء علي المركزية وتسهيل إصدار القرارات خاصة في ظل بعد المسافات فيما بين المحافظة والقاهرة وتعذر وسائل المواصلات والاتصالات حينها وأقام أول دار سينما ومسرحاً وبيتاً للثقافة بواحتي الداخلة والخارجة.
يقول الدكتور عبدالمنعم حنفي خبير الادارة المحلية إن تجربة اللواء البارودي تستحق الدراسة لأنه نجح في تحويل واحات الوادي الجديد خلال فترة زمنية بسيطة من قري فقيرة متناثرة وسط الصحراء إلي محافظة اقتصادية منتجة وظل في موقعه 7 سنوات تمكن خلالها من استكمال جميع المباني الادارية بما فيها مبني الديوان العام للمحافظة ومبني مركز ومدينة الخارجة العاصمة كما أقام مستشفي الخارجة كأول مستشفي عام بالمحافظة ومستشفي الداخلة كأول مستشفي مركزي بالواحة واستقدم الأطباء المتخصصين للعمل بتلك المستشفيات لتخفيف عبء السفر إلي أسيوط للكشف والعلاج.
بعد البارودي جاء المهندس محمود فوزي البرنس كأول محافظ من أبناء الوادي المقيمين بالمحافظة إقامة كاملة عرف عن قرب كل همومهم ومطالبهم. وسعي بكل جهد خلال 4 سنوات تولي فيها المسئولية لحل تلك المشاكل وفي مقدمتها الانقطاع الدائم للكهرباء ليلاً ونهاراً لعدم ربط المحافظة بالكامل بالشبكة الموحدة واعتمادها علي ماكينات الديزل في الإنارة وهي كثيرة الاعطال والنفقات ونجح في إنشاء 3 مجمعات كهربائية عملاقة بمدن الخارجة وبلاط وباريس كانت هي النواة الحقيقية لتوصيل كهرباء الشبكة القومية من نجع حمادي بقنا إلي أبو طرطور ثم إلي جميع مدن وقري الخارجة وباريس وبلاط والداخلة فيما بعد وأكثر ما يميز البرنس هو تصعيده للقيادات المحلية من أبناء المحافظة لتولي المناصب القيادية العليا في الجهاز الإداري بالمحافظة في سابقة هي الأولي من نوعها من أمثال حسين أبوالعيون الذي تولي رئاسة مركز ومدينة الخارجة وعبدالمنعم حنفي الذي تولي رئاسة مركز ومدينة الداخلة كما تمكن من انشاء أول محطة للارسال التليفزيوني بثت القنوات الأرضية لأول مرة في تاريخ الواحات.
وجاء الدكتور فاروق التلاوي الذي تولي قيادة المحافظة وهو الشاب ذي ال 43 عاماً ليكون صاحب أكبر رصيد من الانجازات الخدمية بقري ومدن الوادي الجديد نجح التلاوي في إنشاء أحياء سكنية كاملة استوعبت الزيادة السكانية بمدن الخارجة وموط مثل أحياء الزهور والأمل والجناين كما افتتح أول كلية بالمحافظة وهي كلية التربية التي تحولت فيما بعد إلي فرع متكامل لجامعة أسيوط يضم 6 كليات كما تمكن من إنشاء الاذاعة الاقليمية بالخارجة بالتعاون مع اتحاد الاذاعة والتليفزيون المصري واستمع الأهالي وقتها ولأول مرة عبر الأثير جملة "هنا إذاعة الوادي الجديد" كما نجح التلاوي في توطين آلاف الشباب وصغار المنتفعين وتمليكهم للأراضي الزراعية بقري غرب الموهوب والزيات والفرافرة التي تحولت في عهده من واحة مغمورة وسط الصحراء إلي وحدة محلية ضمن الجهاز الاداري للمحافظة يرأسها مهندس زراعي متخصص ليكتشف ثرواتها تحت وفوق الرمال ومع هذه الانجازات وغيرها تحول التلاوي من محافظ يرأس الجهاز التنفيذي إلي بطل شعبي يعشقه الأهالي ساعده في ذلك سماته الشخصية التي تتميز بالبساطة والتواضع والتواصل المباشر مع المواطنين والتقرب منهم عن طريق مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم والجلوس معهم علي المصاطب بالزي البلدي ليستمع لهمومهم ومشاكلهم دون أي وسطاء وكان التلاوي أول محافظ يتخلي عن المظاهر البروتوكولية ليعيش وسط الناس كمواطن بسيط بعدما انتقل هو وأسرته للإقامة الكاملة بالواحات وكان حتمياً أن يتمسك الأهالي بوجوده كمحافظ لأطول فترة ممكنة محققاً الرقم القياسي الذي لم يسبقه فيه أي محافظ سابق أو لاحق وهو عشر سنوات بالتمام والكمال انتقل بعدها للفيوم ثم البحيرة ليحتفظ لنفسه بلقب "عمدة المحافظين".
دمياط:
الكفراوي.. جويلي.. وزير .. والبرادعي تربعوا علي عرش القلوب
السعيد الشيطي
دمياط لا تنسي الجميل لأحد وهي تحتضن أي قيادة تأتي إليها وتتعامل معها بما يتماشي مع طموحاتها وتضعه في قلبها وتشيد به وتعتبره ابناً من ابنائها ولذلك مازالت تذكر المحافظين العظماء الذين تولوا العمل بها. وعملوا لمصلحة أبنائها أمثال الدكتور أحمد جويلي والمهندس حسب الله الكفراوي والدكتور عبدالعظيم وزير والدكتور فتحي البرادعي واللواء صلاح مجاهد والمستشار أحمد سلطان والمستشار عبدالرحيم نافع.
الدمايطة يتذكرون هؤلاء جميعاً لما قدموه من جهود عظيمة لتحقيق طموحاتهم في تنمية بلدهم ومازال الدمايطة يذكرونهم ويعلنون حبهم لهم ويشيدون بمآثرهم بل ومازالوا يعقدون المقارنات بين هؤلاء وبين أي مسئول يأتي إليهم خاصة مع اجراء كل حركة تغييرات للمحافظين.
ربما لا يعرف كثيرون من أبناء دمياط أن المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان والتعمير عمل محافظاً لدمياط لمدة عام واحد فقط 76/1977 ولكن رغم قصر هذه الفترة زمنياً إلا أنه حقق فيها أهم انجاز في تاريخ الدمايطة وهو ميناء دمياط تبني الكفراوي المشروع الذي كان مطلباً شعبياً علي مدي عشرات السنين أجري له الدراسات وعندما انتقل وزيراً للإسكان استطاع ان يحصل علي موافقة مجلس الوزراء علي إقامة المشروع بقرض من البنوك وتم سداده من حصيلة إيراداته بعد افتتاحه عام 1986 دون أن يحمل ميزانية الدولة مليماً واحداً ولذلك يقولون ميناء دمياط هو من أنشأ ميناء دمياط.
يقول الدكتور حامد الفار أستاذ الأدب الفرنسي بكلية آداب دمياط أن المحافظ الأبرز في تاريخ الدمايطة هو الدكتور عبدالعظيم وزير الذي تولي العمل بها 5 سنوات "99/2004" وكان كتلة من الاحترام تمشي علي الأرض ترك خلالها بصمات واضحة في كافة أنحاء المحافظة ولذلك استطاع ان يحفر اسمه بأحرف من نور في قلوب الدمايطة بعد أن استطاع ان يؤثر فيهم ليس بالكلام المعسول والتصريحات الوردية وإنما بالانجازات الواضحة التي وصلت في فترة وجيزة إلي كل مدينة وقرية بالمحافظة.
يضيف قائلا لا أنسي عندما زار الدكتور وزير قرية الشعراء واستمع إلي مشكلات الأهالي وأهمها تفاقم أزمة النظافة فأمر باستدعاء لوادر ومعدات النظافة إلي القرية وسهر المحافظ مع الأهالي يتابع عملية تطهير القرية من مئات الأطنان من القمامة ثم غادرها في ساعة متأخرة من الليل ليعود في الصباح الباكر ليتأكد بنفسه أنه تم التطهير بالكامل وقال الدكتور الفار أن الدمايطة يذكرون للدكتور وزير جرأته في التصدي لتزوير الانتخابات البرلمانية عندما قال قولته الشهيرة "هي انتخابات ولا تعيينات" إضافة إلي معاركه الكثيرة مع لصوص المال العام في وقت كان فيه مواجهة الفساد خط أحمر لا يجرؤ أحد علي الاقتراب منه أو مواجهته وعلي المستوي العام يري الدكتور الفار ان فترة الدكتور وزير كانت مليئة بالانجازات لكن كان أهمها الممشي السياحي الذي أقامه علي شاطئ رأس البر فأعاد به إلي المصيف العريق رونقه اضافة إلي مشروعات الصرف الصحي ومياه الشرب التي اقيمت في عهده وانهي بها المشكلات المزمنة بمختلف مدن وقري المحافظة ناهيك عن مواقفه الإنسانية التي لا تعد ولا تحصي مع مواطني المحافظة.
البحيرة
أباظة والليثي ولبيب وهدهود
أقاموا مصانع والجامعة وبدل المعار والقضاء علي الفساد ومراكز القوي
حامد البربري
الطيار وجيه أباظة من الضباط الاحرار والمهندس أحمد الليثي واللواء عادل لبيب واللواء مصطفي هدهود والدكتور محمد سلطان 5 محافظين فقط من بين 24 محافظا لمحافظة البحيرة هم الأهم والابرز واصحاب القرارات الجريئة وبصمات طيبة وانجازات خالدة سجلوها بحروف من نور سيظل يتذكرها لهم ابناء البحيرة طوال التاريخ من اقامة مستشفيات ومدارس وكباري وطرق ومشروعات عملاقة وفرص عمل وانشاء الجامعة بخلاف نزاهتهم وقربهم والتحامهم بالناس وعدم وجود مراكز قوي والقضاء علي الفساد في الوقت الذي يتندرون فيه علي حظهم التعس الذي اتي لهم بمحافظون اخرون بعضهم ليسوا علي مستوي طموح الجماهير لهم اضاعوا هيبة المحافظ والدولة بل والمواطنون انفسهم واخفقوا في مهمتهم وكل همهم تيسير الاعمال فقط لا ابداع ولا تجديد ولا فكر حتي انهم اطلقوا علي بعضهم محافظ القطار الذي اوقف القطار السريع بمحطة دمنهور لاستقلاله للقاهرة رغم عدم توقفه بها ومحافظ كل وقته ركوب الخيل والسهر لوقت متأخر وضرب سائقه وموظف بالسكرتارية الخاصة به بالبوكس لتأخره في تنفيذ طلباته أو اقتناء الكلاب النادرة واخر باع اراضي الدولة بوادي النطرون لاصدقائه واصحابه والرابط الوحيد بين معظمهم حصولهم علي اراضي وفيلات بالوادي وتوزيعها علي المحاسيب والأقارب.
يقول محمد الفقي وكيل مدرسة كوم مازن بكفر الدوار إن الدكتور مهندس مصطفي هدهود شخصية محترمة وطنية مخلصة تواصل مع كل الناس بالنجوع والقري بكل حب وبساطة وله انجازات ملموسة لا ينكرها احد اما امير بلال بادكو فقد اكد علي ان المحافظون الابرز الذين لن ينساهم لدورهم في تنمية وتطوير البحيرة بالترتيب وجيه اباظة والدكتور عادل الهامي واللواء عادل لبيب واضاف وننتظر الفرج أما الدكتور والباحث المتخصص في التاريخ محمد بحيري مدير عام سابق من دمنهور يقول بكل تأكيد يأتي وجيه اباظة علي قمتهم فهو بلا شك مؤسس محافظة البحيرة الحديثة ومن انشاء الاستاد الرياضي والنادي الاجتماعي ومصنع سجاد دمنهور والمستشفي العام بدمنهور وفرقة البحيرة للفنون الشعبية وسينما النصر الصيفي والفرق الفنية المتخصصة ومصنع الزيت وفندق دمنهور السياحي ومراكز التدريب المهعني ومصنع الادوية وطور من شركات الغزل والنسيج وفي عهده قضي علي البطالة تماما واستطاع ان يتعامل مع بؤر الاجرام بأسلوب تربوي والحقهم اما بالعمل في الفرق الفنية أو المصانع ونجحت شركات قطاع الأعمال في عهده كالمضارب في المطاحن وغيرها في تحقيق فائض ربح بالإضافة إلي تشغيل العديد وفي عهده تم تقسيم منطقة المشتل القديم واطلق عليها دمنهور الجديدة وهي المنطقة من حديقة الجمهورية مرورا بنادي المعلمين وانشأ عددا من المساجد وقد نظر إلي المشاركة المجتمعية بنظرة مستقبلية قبل ان تعرفها النظريات العلمية والاكاديمية وتمثل ذلك في دعم المجهود الحربي واستقبال السيدة ام كلثوم وقد تشكلت لجان من المواطنين من وجهاء والشخصيات المحترمة في جمع التبرعات حيث تبرعت النساء بمجوهراتهم عن طيب خاطر حبا في مصر واذكر عندما صدر قرار بنقله إلي الغربية ان خرجت جموع المواطنين علي اختلاف طوائفهم في مظاهرات تطالب ببقائه منهم الجزار وبائع الفول وعامل البلدية والتجار والموظفين صغارهم وكبارهم والمهندسين الطلاب حب ناتج عن انجازات حسنت جودة الحياة بالنسبة لهم لم يأت من بعده سوي الدكتور عادل الهامي الذي اصبغ لمسة جمالية وقام ببناء العديد من المساكن الشعبية علي السكة الحديد.
كفر الشيخ
القاضي أعادها للحياة.. وعابدين دخل قلوب المواطنين
عصام القلا
أكثر من 22 شغلوا منصب محافظ كفر الشيخ سيدي إبراهيم الدسوقي قطب الصوفية. منهم من حفر اسمه في قلوب المواطنين وفي ذاكرة التاريخ. ومنهم من جاء وذهب دون أن يترك أثراً.
بعضهم كانوا يلتزمون في الاستراحة ويقوم مديرو مكاتبهم بكتابة جولات وهمية لهم يوزعونها علي وسائل الإعلام. بعضهم كان يعيش بعيداً عن موقعه وعندما يأتي من يسأل عليه يخبره سكرتيره الخاص أنه في جولة بمدن المحافظة!
يقول مجدي الشراكي رئيس الجمعية العامة للإصلاح الزراعي: إن أبناء كفر الشيخ تجري علي ألسنتهم أسماء إبراهيم بغدادي وجمال حماد من المحافظين وصبري القاضي وأحمد زكي عابدين وهؤلاء يجمعهم أنهم أبناء المدرسة الوطنية المصرية وهي مدرسة القوات المسلحة. يضيف أن صبري القاضي أحد الضباط الأحرار وابن قرية فزارة بمحافظة البحيرة نقش اسمه في قلوب أبناء كفر الشيخ مع بداية التسعينيات حيث أتي للمحافظة بعد نوبة سبات عميق من العمل الميداني. وأدي عمله بلا كلل أو ملل وكان مكتبه هو الشارع وسط الجماهير لدرجة أنه عندما كان يقف علي رأس العمل في أي شارع كان يعرف جميع ساكنيه بالاسم. بدأ بتطوير حي الجحور بسخا الذي كان يعج بالحشرات والأفاعي وحوله إلي حي راق يليق بسكانه وأطلق عليه اسم حي الشهداء.
واتجه القاضي كما يقول المحاسب صلاح الدويك إلي مصيف بلطيم الذي كان علي وشك السقوط من الخريطة السياحية لمصر وعمل به ليلاً ونهاراً قبل موسم الاصطياف وطور شوارعه وشواطئه ومرافقه وكان يقضي أغلب أيام الصيف فيه هذا المصيف متحدياً من يجد ذبابة أو ناموسة وله جائزة عشرة جنيهات في وقتها. ودخل صبري القاضي في مواجهات شرسة وعنيفة مع حيتان ومافيا الأراضي لتحديد مسار الطريق الساحلي الدولي من حدود جمصة إلي رشيد مارا بالبرلس وكانت تنتشر في المنطقة المزارع السمكية لأصحاب النفوذ وخاض معارك انتصر فيها عليهم بعد أن انتقلت المعركة إلي أروقة ولجان مجلس الشعب وعاد صبري القاضي من هناك حاملاً وسام النصر منفذاً لأهم شرايين الطرق في مصر كلها.
جاء اللواء أحمد زكي عابدين من محافظة بني سويف في وقت اندلعت فيه ثورة العطش بالبرلس وربوع المحافظة وتردت مرافقها. ولم يضيع وقتها ونزل إلي موقع العمل ومحطات المياه والصرف الصحي ونجح في إنهاء أزمة مياه الشرب في مركز البرلس وبرج البرلس أشد المناطق التهاباً وتم تشغيل محطة مياه بلطيم والخاشعة. ثم اتجه إلي قري بر بحري التي تمتد علي الطريق الدولي لأكثر من 40 كيلو متراً وأدخل إليها مياه الشرب لأول مرة في تاريخها ومد إليها خطوط الكهرباء ليضئ ليلها وكان وصول المرافق إليها أشبه بالمعجزة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.