* .. ما بين النجاح والفشل خطوة واحدة.. لكنها واسعة شاسعة مثل المسافة بين السماء والأرض.. فالنجاح سعادة وفرح وبسمة ورقصة.. بينما الفشل حزن وألم ومآسي ورحيل أو إقالة!! الفارق كبير فعلا خاصة في الرياضة.. فالأهلي عندما خسر وفشل في الوصول إلي دوري المجموعات الإفريقي.. أقال مدربه الهولندي وشعر الجمهور بالحزن الشديد.. بينما الزمالك الذي واصل المشوار جدد الثقة في مدربه مؤمن سليمان وحقق الفوز برباعية رائعة علي الوداد المغربي ضمن بها التأهل للنهائي بنسبة تقترب من العلامة الكاملة هذا هو الفارق بين فرحة النصر والفوز والتأهل والتتويج.. أو الحسرة علي الفشل والسقوط والاقصاء!! .. نفس الاحساس يرتبط بالمنتخب الوطني الذي سبق وتأهل لكأس الأمم الأفريقية بفوز باهت متخلف جاء محض الصدفة علي نيجيريا ففرحنا وتناسينا حالة الفريق التي لا تؤهله لشئ في كأس الأمم.. حتي حانت اللحظة الحقيقية ولعبنا وديا وانكشف الفريق وسقط بخسارة وأداء باهت أمام منتخب جنوب افريقيا وتعادل مع غينيا بأداء أقل ما يقال عنه أنه سلبي مثل المدرب كوبر!! .. هكذا تكون فرحة الفوز في بعض الأحيان غطاء لأداء سلبي تافه.. لا يتحدث عنه حتي النقاد الا اذا انتهي الأداء السلبي بالخسارة.. والآن نحصد حصيلة الأداء والنتيجة السلبية معا وهو تراجع منتخبنا في التصنيف الدولي عشرة مراكز كاملة.. فهبطنا من التصنيف الخامس أفريقيا الي السابع.. بينما عالميا تراجعنا إلي المركز الثالث والخمسين.. والمصيبة الأكبر أن هذا الكوبر يقول بعد كل خسارة ودية.. أنا لا يهمني الأداء أو النتيجة مادامت المباراة تجربة ودية!! * منتهي الجهل والتخلف يا كوبر.. فلو كنت تجهل أهمية اللقاء الودي في التصنيف الدولي.. فأنت جاهل!! وإن كنت لا تعرف كيف تستفيد من تلك التجارب الودية في تركيبة وتشكيلة الفريق وهيكلة اللاعبين الجدد بشكل فني.. فأنت جاهل!! كل هذا حدث بالفعل في اللقائين الوديين مع غينياوجنوب افريقيا وخسرنا وتقهقر ترتيبنا علي أيدي العبقري كوبر!! ولذا وجب التنبيه من الآن لاتحاد الكرة الجديد قبل الدخول في معمعة تصفيات كأس العالم.. أو الدخول في كأس الأمم اذا استمر هذا الرجل قائدا للمنتخب!! ولأن المواقف تتشابه بين مدرب المنتخب الذي نحذر من أخطائه قبل الفشل الكامل في تصفيات كأس العالم.. وبين مدرب الأهلي الذي رحل بعد أن ظللنا نحذر ونصرخ من امكانياته الهزيلة.. فواجبنا أن نعلنها صريحة من الآن.. ومازال الوقت متاحا.. اما لتحذير كوبر من تصرفاته الهزيلة وتغيير تفكيره العقيم.. واما ان تتكرر مآسي ربع قرن مضي مع المنتخب الذي فشل في الوصول لكأس العالم منذ عام 90 في مونديال ايطاليا.. وان كنت متشائماً والله أعلم من هذا الرجل لأن سوابقه مع المنتخب مؤسفة!! تألق الزمالك * نعود للزمالك الذي هو بسمة الكرة المصرية الان بعد خسارة المنتخب وآدائه الباهت وديا.. وبعد خسارة الأهلي وخروجه من السباق الافريقي.. وضياع منتخب الشباب وخسارته في تصفيات افريقيا.. ليس أمامنا إلا الزمالك لدعمه باعتباره حامل مشعل الأمل لتحقيق اللقب الافريقي وإعادته لمصر من جديد. .. نعم الزمالك قادر بعدما قدمه في لقاء الوداد.. من أداء جيد ونتيجة مطمئنة.. لكن لماذا الزمالك قدم هذا الأداء وسجل رباعية؟!!! * الزمالك لم يحقق الفوز فقط.. بل ضمن التأهل بنسبة شبه كاملة.. لإن الخسارة بخمسة أهداف لفريق مثل الزمالك كله نجوم وخبرة وثقة.. من الأمور شبه المستحيلة!! والزمالك فاز لان الفريق كان في قمة التركيز من البداية وهذا يعكس الثقة المتبادلة بين الجهاز الفني بقيادة مؤمن سليمان مع اللاعبين. والزمالك فاز لان المدرب استطاع ان يصهر إمكانات اللاعبين القدامي مع الجدد في بوتقة فنية واحدة فأخرجت هذا الضوء الأبيض الذي أثمر عن ثلث دستة أهداف غير متوقعة!! * والزمالك فاز لأن الجهاز الفني أعاد اللاعبين لسابق عهدهم البدني والفني وكأننا في منتصف الموسم.. فعاد شيكابالا حصانا جامحا ينصب منصته لاطلاق الصواريخ من أي مكان داخل الملعب. شيكا في الطريق لاستعادة مستواه الفني الذي يواكب نقص وزنه فسجل هدفا وصنع الآخر.. وأعاد باسم للتسجيل ودفع أيمن حفني للدخول للصندوق فسجل وشجع الصغير الصاعد الواعد مصطفي فتحي للاقتحام والسقوط ثم التسجيل!! * الزمالك فاز لأن جمهوره الذي حضر للقاء كان نموذجيا. والتحية كل التحية هنا لمرتضي منصور الرجل الوحيد الذي وقف في وجه الخارجين عن النظام ووضع نظاما جديدا للحضور أثمر عن نجاح جماهيري وتشجيع منقطع النظير.. كان دافعا للاعبين علي الاداء الجيد والفوز بأعصاب هادئة!! * الزمالك احترم المنافس بشكل كبير لذلك لعب باتزان وأعصاب هادئة وثقة في امكاناته وجماهيره فأستحق الفوز. * ونتيجة لهذا الفوز حصل الزمالك علي هدية اخري قد تفيده في لقاء العودة بعد ان أقال الوداد مدربه الويلزي وهذا يعني ان هناك حالة اهتزاز فنية داخل الفريق وللمدرب القادم الذي لن يلحق لعمل اي جديد مع الفريق قبل لقاء العودة القادم. اجمل ما في اللقاء الروح الجديدة التي كنا نفتقدها في الكرة المصرية وهي حالة الجوع للأهداف والتهديف.. فلم يقنع الزمالك بهدف أو اثنين أو ثلاثة.. بل سجل حتي آخر دقيقة ففاز برباعية وضمن التأهل للنهائي مع مدرب مهذب واثق. فاهم يملك قلبا جريئا لقيادة فريق يلعب في النهائي.. وسيفوز إن شاء الله!!