في ثاني تعاون فني بينهما بعد مسلسل "طريقي" قدما السيناريست تامر حبيب والمخرج محمد شاكر خضير مسلسل "جراند أوتيل" الذي اقتبسه تامر عن مسلسل اسباني بنفس الإسم ولذلك كتب في التتر رؤية وسيناريو وحوار بدلا من قصة. وقد نجح حبيب في رؤيته المصرية لأحداث جرت في خمسينيات القرن الماضي وأبطالها عائلة مالكة لفندق في أسوان ومعهم بعض النزلاء والموظفون والخدم. والصراع بينهم علي امتلاك السلطة والمكانة الاجتماعية وطرقهم لتحقيق ذلك والطمع الذي يغلف نفوس أخري بلا تفرقة بين غني أو فقير. وقد تحققت تلك الرؤية في أجواء طبيعة أسوان الساحرة التي يحتضنها نهر النيل ويقع هذا الفندق الكبير علي إحدي ضفتيه فكانت الديكورات طبيعية ومساهمة بشكل غير مباشر لتشجيع السياحة كما أبرزت مصممة الملابس "ياسمين القاضي" جمال أزياء تلك الفترة وتناسبها مع أدوار الممثلين وطبقة كل منهم الاجتماعية. أما الأحداث فقد بدأت باختفاء "ضحي" آية سماحة العاملة في قسم "خدمة الغرف" مما جذب المشاهد ليتتبع الحلقات لمعرفة الحقيقة لأن المصريين يحبون قراءة اخبار الحوادث ويتجمعون حول المصابين في الطرق وبعد اختفائها تنكشف علاقات الأسرة مالكة الفندق بعضهم ببعض وهم "قسمت" زوجة "أدهم حفظي" والتي برعت في أداء شخصيتها بأساليب العجرفة والتكبر والتآمر الفنانة "أنوشكا" والتي حرضت "مراد" إبن شقيق زوجها أحمد داود في أقوي أدواره دراميا علي قتل زوجها "أدم حفظي" بعدما اكتشفت خيانته لها وإنجابه إبنه الوحيد "أمين" من مشرفة خدمة الغرف "سكينة" سوسن بدر المتألقة دائماً. ليعود إليها الفندق الذي اقامته بميراثها عن والدها وسجلته بإسمه. وفي كل حلقة كانت تظهر حقائق وأحداث جديدة تطور الصراع الدرامي وتنمي مشاعر الحب بين القلوب الطيبة كقلب "علي" عمرو يوسف الباحث عن قاتل شقيقته "ضحي" والذي برع في أداء شخصيات ثلاث إدعاها ليعمل في الفندق وقلب "نازلي" أمينة خليل صاحبة الابتسامة المشرقة دائما والتي تحمل لسكينة عاطفة البنوة ولأمين الأخوة بعدما علمت أنه شقيقها الوحيد ولهذا وقفت ضد والدتها ليحصل علي ميراثه الشرعي. وكما جمع الحب بين القلوب الصافية فكان الخداع من "مراد" لضحي ثم ورد لأن مراد لم يحب إلا نفسه وتحقيق مصالحه بالاستحواذ علي إدارة الفندق وقلب نازلي إبنه عمه التي ارتبطت به إرضاء لوالدتها كما تغلب الطمع علي "ورد" دينا الشربيني عشيقه مراد التي حملت منه وخدعها بوعد الزواج وبعد تخليه عنها تنازلت لقسمت عن وليدها لتعطيه لابنتها "أمال" ندا موسي التي لا تنجب حتي لا يطلقها زوجها "إحسان" محمد حاتم الذي كان يعشها بجنون حتي أنه اعترف بأنه قاتل "ضحي" ليحميها ومع هذا فلم تنج "ورد" من مراد الذي حرض المراكبي علي قتلها غرقا في النيل. وفيما سبق قتل ورد وفي الحلقة "28" حملها الفنان "محمد ممدوح" وابنها الوليد إلي غرفة مراد بعدما عرف أنه والد طفليها فكان المشهد وثيقة مؤكدة علي موهبة الفنان محمد ممدوح وبراعته في تجسيد شخصية "أمين" واستغراقه في تفاصيلها أثناء دوره كخادم في الفندق ثم العاشق المتيم بورد ولحظة اكتشافه خداعها له ثم كمتهم بقتل والده وظهور برائته بشهادة "فاطمة" مي الغيطي وتوليه إدارة الفندق بعد تقديم مراد للعدالة. وقد نال محمد ممدوح بهذا المشهد تقدير النقاد والجمهور والمركز الثاني بين أفضل نجوم رمضان بعد النجم يحيي الفخراني وانتهي المسلسل بصورة جماعية ونهاية سعيدة للحب الصادق بين علي ونازلي فكان المشهد أجمل ختام لعمل درامي سنشاهده كلما عرض.