توجهت مؤخراً إلي منطقة حي الاسمرات بمدينة المقطم والتي قام الرئيس / عبد الفتاح السيسي بافتتاح المرحلة الأولي والثانية من مشروع تحيا مصر بها والذي يهدف إلي إعادة تسكين اهالي المناطق العشوائية - او غير الآمنه - كما اطلق عليها سيادته والتي شملت بناء وتجهيز 11 الف وحدة سكنية لقاطني مناطق الدويقة وعزبة خير الله واسطبل عنتر وهي مناطق مقامة علي حواف جبل المقطم مما يجعلها دائماً عرضة للاخطار كما حدث عند سقوط صخرة الدويقة علي اهالي تلك المنطقة منذ عدة سنوات. والواقع ان ما شاهدته فاق توقعاتي تماماً خاصة وانني كنت قد عاصرت مشروع إسكان زينهم منذ عدة سنوات والذي كان قاصراً علي انشاء عدد كبير من المساكن داخل مناطق محدودة سرعان ما تحولت إلي تجمعات جديدة تضم العديد من العائلات محدودة الدخل والتي استغل بعضها المناطق المزروعة في إنشاء اكشاك واماكن للتكاتك التي يعمل عليها معظم ساكنيها. لقد رأيت مساحات شاسعة من الحدائق والشوارع التي تم رصفها بعناية فائقة ومدارس وملاعب وناد اجتماعي وقاعات تدريب وافراح ومحلات تجارية ومساجد وتشرف عليها شركة امن متخصصة تحيط بتلك المباني التي لا يزيد ارتفاعها علي خمس طوابق وتبلغ مساحة كل شقة 90 متراً مقسمة إلي ثلاث حجرات وانه قد تم فرشها بالكامل من خلال صندوق تحيا مصر وجمعية الاورمان الخيرية... انه انجاز يجب ان نقف عنده بكل تقدير واحترام لمن امر بانشائه ومن قام بتنفيذه في فترة زمنية لم تجاوز 15 شهراً كان العمل يتم خلالها علي مدار 24 ساعة بواسطة 12 الف عامل ومهندس وفني.. انه وبكل المقاييس نقلة حضارية بكل معني الكلمة خاصة وانني دائماً ما كنت اتحدث عن تلك المناطق غير الآمنه وإلي تزايد ظاهرة اولاد الشوارع الذين يلو ذون بها بعد ارتكاب جرائمهم.. وعندما تابعت كلمة الرئيس وجدته ما زال يحمل الكثير من العتاب لابناء الطبقة المثقفة والاعلاميين والفنانين الذين صدروا صورة ذهنية سلبية عن ابناء تلك المناطق اساءت للشعب المصري بصفة عامة ولهم بصفة خاصة. واجدني اليوم وانا امام هذا الانجاز لابد ان اطلب واطالب واوضح العديد من النقاط الهامة التي يجب اتخاذها للحفاظ علي ما تم إنجازه في هذا الصرح الكبير والمشروع الواعد العظيم: أولا: ان العبرة ليست في انتقال اهالي تلك المناطق للسكن في هذا المشروع الضخم الفخم فقط.. فهناك العديد من العادات والسلوكيات عاشت داخل نفوس أهالي تلك المناطق العشوائية اتعشم ان تقوم اجهزة الدولة المعنية بتأهيلهم للتواءم مع تلك الحياة الجديدة... وهذة حقائق يجب الا نتغافل عنها وإلا لا نكون صادقين مع انفسنا سواء تم ذلك من خلال وسائل الاعلام او دوائر وشاشات عرض في الشوارع والميادين الموجودة في الحدائق والمساحات التي تتسع لذلك هناك. ثانياً: اطالب السادة اعضاء البرلمان المنتخبين في تلك الدوائر وغيرهم بالتواجد المستمر بين اهالي هذة المدينة الجميلة وان يشاركوهم في افراحهم خاصة خلال شهر رمضان المبارك بل ولا مانع من ان تتوجه وفود من نواب ونائبات البرلمان إلي هناك لتناول الافطار مع هذة العائلات وان يتم تغطية ذلك إعلاميا في إشارة واضحة إلي اننا جميعاً سواء في هذا الوطن الواحد. ثالثاً: اناشد الاحزاب والشباب بالتوجه إلي تلك المدينة والقيام بانشطة وفاعليات اجتماعية ورياضية تساهم في تغيير انماط وسلوكيات ابناء وشباب المناطق العشوائية الذين انتقلوا للحياة الكريمة الامنة في الاسمرات. لابد يا سادة من تغيير العادات والثقافات التي اكتسبها ابناء العشوائيات والمناطق غير الآمنه للتعايش الصحي في تلك المدينة وللتواكب مع المستقبل الذي نتمناه جميعاً لوطننا آملين ان ينتهي كابوس العشوائيات بكل ما فيها من سلبيات ومخاطر كما وعد بذلك السيد الرئيس خلال عامين... لتخرج لنا جيلاً جديداً مثقفاً واعداً بغدي مشرق ومنير بإذن الله.. وتحيا مصر.