بسبب خطورة مرض الدرن ومضاعفاته قامت وزارة الصحة بمحاصرة المرض من خلال برنامج قومي يهدف إلي تقليل عدد الإصابات وتحديث أساليب العلاج وزيادة عيادات العلاج ونشر الوعي وتطبيق أساليب الوقابة الحديثة. في البداية يقول الدكتور وجدي أمين مدير البرنامج القومي لمكافحة الدرن ان مرض الدرن هو أحد التحديات الصحية التي تواجه القطاع الصحي في مصر لما له من أبعاد اجتماعية واقتصادية مهمة بجانب البعد الصحي فهو يمثل مشكلة صحية مهمة في مصر والعالم ولكي نحمي المجتمع من مرض الدرن ونحد من انتشاره يجب الاهتمام باكتشاف ومعالجة حالات الدرن لكي نحمي المخالطين من انتقال العدوي إليهم وإصابتهم بالمرض وترتبط رسالة اليوم العالمي لمكافحة الدرن هذا العام بأهمية التعاون في القضاء علي مرض الدرن بحلول عام 2030 وتحمل أعباء مسئولية مكافحة الدرن بين جميع الأطراف المعنية مؤكداً أن مصر حققت سبقاً في علاج الدرن المقاوم للأدوية في منطقة شرق المتوسط حيث تم البدء في علاج مرضي الدرن المقاوم للأدوية من عام 2006 بإنشاء أول قسم بمستشفي صدر العباسية 65 سريراً عام 2008 ثم صدر المنصورة 40 سريراً عام 2012 وجاري حالياً التخطيط لقسم رابع يخدم مرضي الصعيد بمستشفي صدر أسيوط بسعة 28 سريراً. يضيف مدير البرنامج القومي للدرن أنه يتم توفير أدوية الصف الثاني للمرضي والتي يستمر عليها المريض لمدة عامين عن طريق البرنامج القومي للمكافحة الدرن ويتم إعطاؤها للمرضي بالمجان وتصل تكلفة العلاج إلي حوالي 4000 دولار أمريكي مقارنة بالعلاج العادي الذي يتكلف حوالي 1000 جنيه مصري فقط. أما عن ملامح وأهداف البرنامج القومي لمكافحة الدرن يقول د.وجدي ينتهج البرنامج سياسة الكشف المبكر عن المرض حيث تم استقدام أحدث الأجهزة التي تكشف الميكروب خلال ساعتين وهو ما يعرف بجهاز "السيت اكسبرت" ويتم تقديم خدمات الاكتشاف المبكر لمرضي الدرن من خلال 34 مستشفي صدر. 123 مستوصفاً للأمراض الصدرية منتشرة في جميع المحافظات. كما يتم تحويل الحالات المشتبه فيها من خلال جميع وحدات الرعاية الصحية الأساسية. بالإضافة إلي تزويد معامل المستشفيات والمتسوصفات بوسائل التشخيص المعملية لمرض الدرن. حيث تم عمل تحاليل البصاق للحالات المشتبه بها في هذه المعامل للتأكد من الإصابة بالمرض بالإضافة إلي تقديم خدمة الفاحص بالأشعة علي الصدر بالمجان. كما أن هناك تعاوناً وتنسيقاً بين برنامج مكافحة الدرن والمستشفيات الجامعية ومستشفيات وزارتي الدفاع والداخلية والمتعاملين مع اللاجئين من خلال الترصد الوبائي لمرض الدرن. كما يتم التنسيق مع مصلحة السجون للاكتشاف المبكر وتقديم العلاج المجاني لمرضي الدرن بين نزلاء السجون وكذلك يتم الفحص الدوري المجاني للمخالطين لمرض الدرن للاكتشاف المبكر لحالات الإصابة وعلاجها. وقد أطلقت منظمة الصحة العالمية استراتيجية "الدوتس" أي العلاج قصير الأمد للتغلب علي عدم انتظام مرضي الدرن في تناول الجرعة اليومية للعلاج وقد تبنت مصر هذه الاستراتيجية ابتداء من عام 1996 ويتم تطبيق هذه الاستراتيجية من خلال وحدات الصدر وحدات الرعاية الصحية الأساسية. حيث يقدم العلاج للمرضي بالمجان وتحت الإشراف المباشر يومياً وقد بلغ معدلات شفاء الحالات أكثر من 85% بعد تطبيق هذا النظام. ويحدثنا وجدي عن مرض الدرن قائلاً هو أقدم الأمراض التي عرفتها البشرية فهو مرض معدي تسببه العصيات الدرنية ويؤثر بشكل رئيسي علي الرئتين "85% من الحالات تصاب بالدرن الرئوي" ولكن يمكنه مهاجمة أي جزء آخر بالجسم "حوالي 15% من الحالات تصاب بالدرن خارج الرئة. ينتشر الدرن عن طريق الهواء. ويكون مرضي الدرن الرئوي هم فقط مصدر العدوي. وعندما يقوم من يحمل العدوي بالسعال أو العطس أو الكلام أو البصق أو الضحك أو الغناء. فإنهم يدفعون بجراثيم الدرن المعروفة بالعصيات الدرنية في الهواء وإذا استنشق شخص سليم هذا الهواء الملوث بالجراثيم. يمكن أن يصاب بالعدوي. ورغم هذا فإن الدرن لا يعتبر من الأمراض التي تنتقل بسهولة لأن العدوي تحدث بصفة عامة من الاختلاط الوثيق بمريض الدرن. ولمدة طويلة من الوقت. ويعتبر الازدحام في المنزل وأماكن العمل عامل مهم في التهيئة للإصابة بالعدوي. الأدوية المضادة للدرن تتوافر منذ عام 1940 وايوم يمكن بسهولة شفاء المرضي من الدرن باستخدام المعالجة الكيميائية القصيرة الأمد تحت الإشراف المباشر "DOTS". يضيف الدكتور محمد سعودي مدير مستشفي الصدر بإمبابة أن الدرن أنواع هناك نوع داخل الرئة وأنواع خارج الرئة والسخض المصاب بعدوي العصيات الدرنية أي الدرن غير النشط لا تظهر عليه أعراض المرض. أما الشخص المصاب بالدرن الرئوي قد تشهر عليه أي من أعراض السعال وارتفاع درجة الحرارة لأكثر من أسبوعين فقدان الشهية. فقدان الوزن ضيق التنفس. أما المصاب بدرن خارج الرئة مثل العمود الفقري والأمعاء والأجهزة التناسلية فيعتمد ظهور الأعراض علي الأعضاء المصابة فتظهر عليه الأعراض العامة.